Page 96 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 96
العـدد 21 94
سبتمبر ٢٠٢٠
فاطمة وهيدي
صندوق الفرح
معدم ،وبيعانوا من مشاكل ،وده موجود كتير .عارفة، لم تكن تتخيل أنها ستصل إلى هدفها بهذه السرعة،
لكن المكان اللي اخترته فيه مميزات هتساعدنا كتير. اسم المنطقة مميز ج ًّدا ،الشوارع رغم اتساعها نسبيًّا إلا
أنها تعج بكل التفاصيل التي يبحثون عنها ،الوجوه رغم
-اخترتيه! الابتسامة المرسومة عليها إلا أن البؤس هو الذي نحتها
أطرقت برأسها وقالت: وشكلها ،لم يبق سوى أن تنتقي الضيوف ببعض العناية
-العفو ،أقصد لو حضرتك وافقت طب ًعا.
اعتدل في جلسته وبدت ملامح الارتياح تقشع غيوم والتركيز.
الغضب التي تظلل عينيه. عادت مسرعة إلى مكتبها ،فهي لم تعد تطيق صب ًرا للبقاء
أمسك قلمه وبدأ يرسم خطو ًطا متقاطعة على ورقة
أمامه ،وبعد فترة صمت استمرت ربما عدة دقائق مرت حتى الساعة السادسة مساء ،موعد الفترة الثانية في
وهي ترقبه كأنها أيام ،حتى ظنت أنه يرفض استكمال عملها حتى تلتقي برئيسها لتخبره بعثورها على الغنيمة.
الحديث معها ،ويستخف بسرعتها في إنجاز المهام التي
كان رئيس طاقم الإعداد مشغو ًل بمكالمة هاتفية،
كلفها بها ،سألها: فأزعجه اندفاع باب مكتبه ودخول بشرى المفاجئ عليه.
-ها ..فين المكان؟
ازدادت ملامحه حدة وأشار لها بيده لتتوقف وهي في
-عزبة خير الله. منتصف الغرفة قبل أن تصل إلى مكتبه ،ثم استرسل في
-إشمعنى؟
مكالمته والغضب يشع من عينيه:
-زي ما قلت لحضرتك ،المكان فيه مميزات.. -فاضل أسبوع على العيد وقلت مليون مرة بلاش
نظر إليها شز ًرا ،فأدركت أنه يجب ألا تعيد ما ذكرته
وتبدأ في سرد ما لديها بإيجاز ،فهو دائ ًما في حالة الإلحاح ده ،حاضر حاضر حاضر ،يومين وننزل
مزاجية سيئة والغضب يكسو ملامحه بسرعة البرق. نشتري كل طلباتك إن ِت والولاد.
استطردت: لم تمر ثانية على انتهاء جملته الأخيرة ،إلا وأنهى
-الشوارع تسمح بدخول عربية التصوير ،وكمان المكالمة بشكل يوضح أنه أغلق التليفون في وجه
لاحظت إن في شارع فيه محل ورد! زوجته!
لم يتمالك نفسه ،وكاد يقع من فوق كرسيه وهو يطلق ارتجفت بشرى وتراجعت خطوتين للخلف ،لاحظ حامد
ضحكة طويلة ساخرة ،قطعها فجأة وسألها: ذلك ،فقال بلهجة أقل حدة مما سبق:
-محل ورد؟! -نعم يا ستي ،عايزة إيه إن ِت كمان؟!
-أب ًدا يا أستاذ ،أنا لقيت لوكيشن رائع للتصوير ،فيه
وأكمل ضحكته الساخرة ،ثم تبدلت ملامح وجهه سري ًعا تقريبًا كل اللي اتكلمنا فيه مع حضرتك في الاجتماع
مرة أخرى ليعود إلى قواعده الغاضبة.
الصبح.
-إن ِت فاهمة الهدف من البرنامج اللي المفروض نظر إليها وهو يبتسم مستهز ًئا:
هانصوره يا بنتي؟! -ما أنا عارف ،وهي ُمعضلة يعني؟!
-يا أستاذ حضرتك قلت حي شعبي وشكل الناس يكون