Page 91 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 91

‫‪89‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

                                                          ‫حسين عبد البصير‬

                   ‫الملكة سخمت القوية‬

  ‫على حديث ذلك الشخص الغريب‪ .‬وغادر ذلك الشخص‬                  ‫كانت الملكة سخمت تجلس حزينة على العرش‪ .‬قلقة‬
                 ‫الغريب قصر الملك بخيبة أمل كبرى‪.‬‬           ‫متوترة وفي حالة سيئة للغاية‪ .‬والملكة سخمت القوية‪،‬‬

 ‫وعندما تكرر ذلك الأمر من الملك مرات عديدة‪ ،‬طلب ذلك‬           ‫زوجة الملك الحاكم الملك ميخو‪ ،‬الملكة الداهية سيدة‬
  ‫الشخص الغريب من صديقه المدعو «ثتي» ابن «حنت»‪،‬‬              ‫البلاط الملكي‪ ،‬وابنة الملك العجوز بيبي‪ ،‬وهي الحاكم‬
  ‫المسؤول الكبير ورجل البلاط الملكي بالقيام بتتبع ذلك‬     ‫الآمر الناهي في البلاد؛ نظ ًرا لكبر سن زوجها الملك ميخو‬
                                                              ‫وضعفه ونوبات الجنون التي تصيبه من حين لآخر‪.‬‬
   ‫الملك وكشف أسراره‪ .‬وبالفعل قام المدعو «ثتي» ابن‬           ‫ويحكى عن والدها الملك بيبي حكايات غريبة وعجيبة‪.‬‬
 ‫«حنت» بمراقبة الملك‪ .‬وكتب قائ ًل إنه قد رأى الملك الإله‬      ‫ذلك الملك الذي حكم البلاد في سن صغيرة ج ًّدا‪ ،‬في‬
‫بيبي نفركارع يخرج وحي ًدا ذات ليلة كي يتنزه‪ ،‬ودون أن‬       ‫حوالي السادسة من عمره‪ ،‬ومات وهو يقترب من المائة‬
                                                           ‫عام‪ ،‬ومات تحدي ًدا في عامه التاسع والتسعين من عمره‬
   ‫تصحبه حراسة أو أن يكون معه أي أحد‪ .‬وظل المدعو‬          ‫المديد‪ .‬ووصلت البلاد في عهده إلى أسوأ الأوضاع والتي‬
 ‫«ثتي» يراقب الملك من بعيد حتى لا يراه‪ .‬وانتظر «ثتي»‪.‬‬         ‫لا تزال تعاني منها إلى الآن‪ .‬وبسبب طول فترة حكم‬
                                                           ‫الملك بيبي‪ ،‬وتمسكه بالسلطة إلى الرمق الأخير‪ ،‬وضعفه‬
                                ‫وحدث نفسه قائ ًل‪:‬‬          ‫الظاهر للعيان‪ ،‬انتهز حكام الأقاليم ضعف الملك العجوز‪،‬‬
  ‫‪ -‬إن كان الأمر كذلك‪ ،‬فيكون ما ُيروى عنه ح ًّقا وصد ًقا‬  ‫وزادوا من سلطتهم ونفوذهم على حسابه‪ ،‬وهددوا الملك‬
                                                             ‫العجوز وسلطته في عاصمة بلادنا السعيدة الميمونة‪،‬‬
                         ‫من أنه يخرج بالليل وحي ًدا‪.‬‬
‫وتتبع «ثتي» الملك الإله وأخذ يراقبه دون تفكير؛ كي يرى‬                  ‫وتجاهلوا الملك الحاكم في أغلب الأحيان‪.‬‬
‫كل ما سوف يحدث‪ .‬أما الملك الإله فقد ذهب إلى بيت أحد‬         ‫ومن ضمن هذه الحكايات المريبة المكتوبة على البردي‬
                                                          ‫عن ذلك الملك بيبي نفركارع أنه كانت تربطه‪ ،‬أغلب الظن‪،‬‬
 ‫قواده‪ ،‬القائد ساسنت‪ .‬فرأي «ثتي» الملك بيبي نفركارع‬
   ‫يرمي بحجر من الطوب‪ ،‬ثم دق بقدم على الأرض‪ .‬فتم‬              ‫علاقة غرامية بقائده المدعو ساسنت؛ إذ تحكي قصة‬
                                                             ‫معروفة أنه كان هناك شخص غير مذكور الاسم‪ .‬وقد‬
     ‫إنزال سلم إليه‪ ،‬فصعد عليه لأعلى‪ ،‬بينما كان «ثتي»‬         ‫جاء ذلك الشخص مجهول الاسم إلى قاعة الاستماع‬
‫ينتظر حتى خرج جلالته مرة أخرى‪ ،‬وبعد ما فعل جلالته‬            ‫الخاصة بالملك بيبي (وتم ذكر الملك هنا باسم ولادته‬
‫ما يرغبه مع القائد‪ ،‬اتجه الملك بيبي نفركارع إلى قصره‪،‬‬       ‫المعروفة به وهو «نفركارع»)‪ .‬وكان ذلك الشخص غير‬
                                                          ‫المعروف يريد أن يشكو للملك أم ًرا ما غير معلوم‪ ،‬غير أن‬
    ‫وكان المدعو «ثتي» في أثره ولا يزال يراقبه‪ .‬وعندما‬       ‫الملك كان لا يريد أن يستمع إلى شكاويه؛ لذا أم ّر الملك‬
‫رجع جلالة الملك بيبي نفركارع إلى البيت الكبير‪ ،‬أي إلى‬        ‫أفراد فرقته الموسيقية الملكية بالتشويش بالضوضاء‬

   ‫قصره‪ ،‬عاد «ثتي» أي ًضا إلى بيته‪ .‬وكانت أربع ساعات‬
 ‫من الليل قد مرت قبل دخول جلالة الملك بيبي نفركارع‬
 ‫إلى بيت القائد ساسنت‪ ،‬وقضى س ًّرا أربع ساعات تالية‬

   ‫من المتعة في بيت القائد ساسنت‪ .‬وعندما دخل الملك‬
  ‫إلى البيت الكبير‪ ،‬أي إلى قصره‪ ،‬ثاني ًة كانت هناك أربع‬
   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96