Page 93 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 93
91 إبداع ومبدعون
قصــة
-ومتى يموت؟ فقال نخت مسترس ًل:
فح ّل صمت ثقيل وخيبة كبيرة وحسرة ليس لها مثيل -رصدنا بالفعل بعض المحاولات البسيطة من بعض
على الجميع بسبب تفاهة عقل سمو الأمير ولي العهد
الجماعات البدوية بالتسلل إلى داخل حدودنا ،وتم
المنتظر الذي من المفروض أنه سوف يحكم البلاد القضاء عليهم بمنتهى القوة ،وأسرنا عد ًدا من زعماء
المباركة بعد رحيل أبيه الملك اللاهي ،الملك ميخو العجوز هذه الجماعات ،وتم إلقائهم في السجون ،واعترفوا تحت
المتصابي .فدعت الملكة سخمت الجميع للانصراف. التعذيب وانتزعنا منهم المزيد من المعلومات.
وبمجرد أن انصرفوا ،أخذت في توبيخ ابنها الأبله سمو فسألت الملكة سعيدة:
الأمير جمني .وبدأت تندب حظها العاثر في الزوج الملك
التافه وفي الابن الأمير الأبله .تلوم القدر الذي رزقها بهذا -جميل ج ًّدا يا أيها القائد نخت ،وماذا عرفتهم منهم؟
الابن الأبله المعتوه ،والذي دون شك سوف يرث حكم -عرفنا منهم أنهم جماعات دفعها الجوع لاقتحام حدودنا
البلاد وعرش أبيه بعد وفاة أبيه الملك ميخو وانقلاب والتسلل إلى داخل بلادنا للبحث عن الطعام ،وليس لهم
القارب الملكي وصعود روح أبيه إلى عالم الموتى ،إلى أية أهداف سياسية ،ولا يسعون إلى إثارة أية قلاقل ضد
عالم سيد الموتى ورب الأرباب الإله أوزير. جلالة الملك ميخو أو ضد ولي العهد أو ضد بلادنا.
تصيح للآلهة: فتدخل قائد جيش مولاه القائد تتي قائ ًل:
-لماذا يا أيتها الآلهة هذا الابن المعتوه الأبله؟ لماذا هو -هذه أمور بسيطة وتحدث باستمرار ،ولا نريد أن نزعج
الطفل الوحيد لنا؟ لو كان هناك ابن آخر غيره وأفضل جلالة الملك أو جلالتكم بها أو سمو ولي العهد ،غير أنني
منه ،لاخترته لولاية عرش أبيه بد ًل منه ،لكن للأسف إنه ونائبي القائد نخت نتابع الموقف عن كثب .وبالفعل قد
الطفل الوحيد لنا ،ولم ينجب أبوه أي طفل آخر من أية كلفت القائد نخت للذهاب بنفسه لاستطلاع الأمر على
أمرأة أخرى عاشرها غيري؟! الحدود ،وشد من عزيمة جنود حاميتنا الشمالية الشرقية،
تشفق أمه عليه ،وتشفق على نفسها .وكم هي حائرة وقال لهم« :إن جلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي
وقلقة وفي شدة التوتر والخوف عليه خصو ًصا في ظل العهد معكم ،ويتابعون ويراقبون الموقف بشكل يومي
ما يدور في البلاد من توترات وقلاقل داخلية وخارجية
على الحدود الشمالية الشرقية .تريد أن تؤمن صعوده بأنفسهم ،ويشدون على أيديكم بكل الدعم والقوة».
على عرش البلاد ،وتحكم هي بد ًل منه من وراء الستار وقال الوزير سوبك مؤك ًدا على كلامه:
حتى تدعم من حكم ذلك الأمير الأبله الذي سوف يصير -لديكم رجال من ذهب يا مولاتي الملكة ،وكلنا نعمل
أضحوكة في أعين الجميع بالضروة ،ومل ًكا معتو ًها لم بهمة ونشطة وإخلاص في تأمين وضع البلاد في الداخل
تأت البلاد به من قبل ،فأي مصير يتنظر البلاد المباركة وفي الخارج ،ونؤمن الحدود بكل ما نستطيع من قوة،
على يد ّي هذا الأمير المعتوه الذي سوف يخلف أبيه الملك وقد دفع القائد تتي بعدد أكبر من جنوده لدعم حاميتنا
العجوز اللاهي؟! لكن لا قلق بالمرة ،فأمه الداهية الملكة الشمالية الشرقية للوقوف في وجه هجمات البدو
سخمت سوف تكون في صفه ومن وراء ظهره حتى تعده وصدهم ومنعهم من دخول بلادنا.
للحكم ،وسوف ت ِّدعم من حكم ذلك الملك الظاهري الباهت،
وهنا تدخل ولي العهد جمني بكل الهبل قائ ًل:
ذلك الملك المعتوه. -ومتى أتولى حكم البلاد نيابة عن والدي الملك ميخو؟
* فصل من رواية «إِ ِي ُب ُو العظيم» فنهرته أمه الملكة سخمت حاسمة الأمر:
-اصمت ،ما دام أبوك على وجه الأرض ،فلن تحكم إلا
بعد رحيله وانتقاله إلى عالم السماء بين نجوم السماء
الخالدة التي لا تغيب.
فرد جمني الأبله معتر ًضا: