Page 100 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 100
العـدد 21 98
سبتمبر ٢٠٢٠ أسامة جاد
مشاهد “يقص” ما حدث بحياد تام..
مروة أبو ضيف “تقص” أيامها وتنثرها
في الهواء!
كانت أكثرها ذيو ًعا أن «الشعر ديوان العرب». واحدة من المقولات التي حفرت لنفسها عمي ًقا في
إن فكرة «الديوان» في تلك المقولة ترتكز على الجذر
اللغوي «د ّون» وهو الجذر الذي يتعلق بالكتابة /التدوين الشعرية العربية عبر تاريخها الضارب في القدم على
كفعل ،في زمن كان الغالب عليه الشفاهية في معظم امتداد 1600عام تقريبًا( )1كان تعبير «أجمل الشعر
أكذبه» .ولعل تقصي ذلك التعبير يجد ظلاله في التعبير
عصوره قبل الإسلام ،وبعده حتى حين. القرآني «يقولون ما لا يفعلون» ،وهو ذاته التعبير الذي
ولعل تلك الشفاهية كانت وحدها أهم أسباب ما اتسم استند الفرذق إليه في التخلص من مأزق شهادته على
به شعرنا القديم من
خصائص إيقاعية نفسه فيما يستدعي إقامة الحد في
وتسجيعية جعلته المروية الشهيرة عنه مع سليمان بن عبد
أكثر يس ًرا على الحفظ
والترحل من لسان الملك)2(.
إلى لسان ،بما يضمن غير أن تتبع فكرة الكذب الشعري،
له البقاء مع تعاقب
أو هي المبالغات الشعرية،
الحدثان. وركيزتها المجاز ،كما
وصح ،في هذا وردت في أمهات
المعنى ،تسمية النص البلاغة عند الجرجاني
الشعري قصيدة، والزمخشري
وهي تسمية جذرها والقرطاجني ،في
«قصد» ،ما يجعل نقدنا القديم ،يكشف
النص الشعري أنها لا تصمد
مقصو ًدا لذاته ،لا دائما أمام
مقولات أخرى
ذائعة ،ربما
مروة أبو ضيف