Page 135 - merit 43- july 2022
P. 135
133 إبداع ومبدعون
قصــة
وبسيطة وح َّرة .لو أني أفكر؛ لجفف ُت ورقات وردي وتع ِّرفني على أشيائك بيقظة تامة؟ وتك ِّون الرماد َّي
فوق رصيفي اللاجئ معي .وتنحينا من ممرات المسال من كحلي ودمعي الأبيض –وسأس ِّرب
سبب بياضه فيما يناسبك لاح ًقا لتظ َّل مر ِّج ًحا
العبور .وجلسنا أنا وهي وهو إلى جفاف الأبدية منا
لآخر الشوق-؛ لتقنعني بوجودنا بالحياد في هذا
نراقب سرد الحياة. المنتصف! وأننا في هذه الساعة القدرية سوف
لو أني أفكر لما تعرف ُت إلى شجر البر َّية ..لو أني نوارب الليل على نصف النهار ونحيك ملاءة كونية
أفكر للذ ُت من الزمن الأجوف بيننا بعبارة لائقة.. ثالثة ،نغطي بها كرتنا الصغيرة باستحالة واقعة.
م َّر َرتني منك .وانتهينا بمقدمة لطيفة ارتجي ُتها بأن
في هذا التاريخ بالذات!
تضيِّع ذلك الذي بيننا الآن في فراغات السطور. تحب .وت َّدعي أننا تفاقمنا حتى ابتعدنا .وتفلطحنا
لو أني أضيع لكن ُت فكرت. الآن حتى التصقنا؟ والتصقنا حتى برئنا من الزمن
أنا بالفعل مفقودة .ومفردة .ومصابة باللغة. الهباء بيننا؟!
والرجل الرجل .الذي لا معنى له إلا هو المُحكم. مح َّجبة كن ُت .ولا أخطط لأي شيء .سألتك :لماذا
أبحث عني الكثيرة في التقوى والكتابة وضلفات تفكر كثي ًرا؟
سألتني :ما بتفكريش؟
وجهي في حقيقة المرآة المقابلة .أم ُّد روحي بما لو أني كن ُت أفكر لما كن ُت هنا الآن .لما كن ُت ساذجة
يتحسسني بها؛ فأستدل أني هنا .عندما لا يفهمني
أحد؛ أعرف أني كائنة بالزمان .متك ِّورة في ورقة ما.
مهدورة .أنظف الأرصفة .أجمع جسمي النضر.
أتنبأ بتشوهات الورد .كم من غلاف مررت به أرتبه
فوق بعضه ،ألصقه بدمعي ،لا يتوحد إلا باسمي؛
أستعين به لأصنع جد ًرا رأسية عني؛ لأستند إليها؛
أو لأقي حدودي الخارجية المنتهكة .أغدر بالفقد؛
فأجلس داخل نفسي أحصيها بالداخل .وأزيد.
ولا أجرؤ على مقاطعتها لكنها تنفرط ،وتزداد
انهما ًرا في السير وسط الشارع الطول ِّي .وأنا
بالرصيف .أنتبه وأستعير الغفل .لا أقبض
باهتمامي إلا على صغار ذكريات حنونات .ك َّن قد
جعن لليالي الرئيفة .فمتن جو ًعا ورأفة.
أتساءل الآن وكان ما لم أتصوره .وأنا مضطربة
بقوة واجتياح .وأنت كائن إل َّي بح ٍّق وإلحاح .وقد
عبث َت بورقات تقويمي وقلَّبتها بتمكن العارف،
ودغمت تاريخينا البعيدين في خانة آنية .فأدرجت
نفسك في سنتي ،ومواعدتنا في شهري ،وحديثك في
يومي وحلمك في كل لحظة:
كيف لامرأة الثلاثين أن تدبر جمع أغلفة الورود من
أسفل شجرة (مع ِّمرة)؟