Page 134 - merit 43- july 2022
P. 134

‫العـدد ‪43‬‬   ‫‪132‬‬

                                                    ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬

                                            ‫‪،،،‬‬                                          ‫في النقاهة!‬
   ‫كن َت تريدني ولم أفطن‪ .‬كن ُت منسابة وصغيرة‪.‬‬          ‫هو يدرك خطورة الموقف؛ لذا هو مبتعد وقاس‪.‬‬
    ‫وأنت المحاوط لي تزيدني عن طولي بطولي وعن‬          ‫نحن الاثنان متوحدان من الأبيض‪ .‬لكني الحمائم‬

                                      ‫عمري به‪.‬‬             ‫وهو السحاب‪ .‬نحن الاثنان لا نكفي لصناعة‬
‫لم أصدق! تدعوني لخلاياك‪ ،‬وتشهد أنك مستفاض‬               ‫السماء؛ إذ يظل فار ٌق بيننا لا يقترب‪ .‬لا يزحف‬
                                                       ‫للخلف ولا أجتاز أنا الأمام‪ .‬أم ِّرر عمري من بين‬
                                           ‫بي‪.‬‬        ‫فراغاته‪ .‬أي ًضا لا نقترب‪ .‬أستنفد وسائل ارتقائي‪.‬‬
‫وأنك تغار على كفي الوردية المتساقطة‪ .‬أقترب منك؛‬
                                                          ‫أمسك به‪ .‬أتشبث بحلقة مفقودة بيننا‪ .‬أسقط‬
     ‫لأني لا أعرفك‪ .‬الحقيقة؟‪ ..‬لأني لا أعرفني أنا‪.‬‬                                          ‫بالمكان‪.‬‬
‫أبرر لي الأمان معك‪ .‬وأدعي أنك مظلة‪ .‬وأني ماطرة‬
‫ودامعة‪ .‬أذهب معك في الأفق‪ .‬أعني بذلك الاستدلال‬         ‫أنا الآن متأينة بما يولِّد استقطابي للحزن‪ .‬وهذه‬
                                                        ‫الطريق بليغة بما جمع ْت حزني في ممشى‪ .‬وأنا‬
                                   ‫على وجودي‪.‬‬            ‫أي ًضا جميلة بما ينفي تشويهي تصرفه القادم‬
     ‫باشرنا الحديث‪ .‬وقبضنا على بعض التفاصيل‬
‫الضائعة بين عمرينا‪ .‬الآن أنا واثقة‪ .‬ولكني متغيرة‪.‬‬                                           ‫المجافي‪.‬‬
                                                    ‫كن ُت أريد أن أخبره قبل أن يتوارى‪ ،‬ويواريني عني‬
                         ‫وأنت واثق تستدرجني‪.‬‬
‫ماذا تريد مني وأنت تحكي وتقدم مستند الاعتذار‪،‬‬            ‫فيه‪ ،‬ويقلِّصني خلف ظله المنسحب‪( ،‬أنه ُيحيي‬
                                                                                     ‫عمري مرتين)‪.‬‬

                                                    ‫قبل أن آفل من مزهريتي وزينتي وعطري‪ ..‬أرجوه‬
                                                      ‫ألا يستأصلني إلى الهوامش‪ .‬كن ُت أريد أن أف ِّضله‬

                                                    ‫على مقاعدي الأمامية فحسب‪ ،‬فأجلسه بالقرب مني‬
                                                    ‫تما ًما حيث أنا‪ .‬كنت أريد أن ألمسه في الاحتمال‪ .‬وأن‬

                                                                           ‫أصبر على تفككه بين يدي‪.‬‬
                                                    ‫أن أحبكه فأضع النقاط على جانبيه؛ كيلا يسقط من‬
                                                    ‫خيالي؛ فأعجز عن سرده وتوثيقه بين ح َّدي جسدي‬

                                                                                         ‫والصفحة‪.‬‬
                                                      ‫أن آلفه بعباراتي التي يفتقد‪ .‬أن أحشوه بانفعالي‬

                                                           ‫الرائع؛ فنتضخم في فوضى الحب‪ .‬أن نتكئ‬
                                                            ‫مستديرين عن الجرح‪ ،‬أن نتكئ على الجرح‬

                                                                                           ‫فنجرحه‪.‬‬
                                                      ‫كن ُت أحبذ الانطماس في هذه اللحظة‪ ،‬عن الخروج‬

                                                                                        ‫بانهيا ٍر تام‪.‬‬
                                                         ‫لأنه كان قو ًّيا وأقوى من مهاتراتي ومن وهنه‬
                                                         ‫المتراءى‪ .‬لأنه كان عظي ًما وذكيًّا‪ .‬ولأنه أرادني‬
                                                     ‫لمتطلباته؛ كان أي ًضا أنانيًّا وجبا ًرا وملو ًثا بالصنعة‪.‬‬
                                                       ‫وكن ُت به مسلوبة وممكنة‪ .‬أكتب من الغفل قرا ًرا‬
                                                      ‫يبددني سببًا فرؤية؛ لأمضي في القصة القصيرة‪،‬‬

                                                                               ‫أو ربما القصيرة ج ًّدا‪.‬‬
                                                       ‫القصة القصيرة التي تبدأ باقتراح وتنتهي بحلم‪.‬‬
                                                       ‫وكان مستم ًرا نحوي من البداية‪ ،‬تحدثنا لكني لم‬

                                                          ‫أصدق‪ .‬ظننته كان يقترح‪ ..‬وظننت أني أحلم‪.‬‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139