Page 138 - merit 43- july 2022
P. 138

‫العـدد ‪43‬‬   ‫‪136‬‬

                                                     ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬

‫كريم علي الشريف‬

‫وغنمت القطط الإوزة‬

 ‫كان وجه الدنيا خريفيًّا من ذاك النوع الذي يقبض‬
                                      ‫الأنفاس‪.‬‬

 ‫اشترت أمي إوزة َشمورت بكارة‪ ،‬تلك المرة الأولى‬
  ‫التي يدخل فيها جوفنا إوز‪ ،‬لطالما احتلت الهياكل‬

        ‫والأجنحة وأرجل الدجاج مائد َة المناسبات‪.‬‬
‫أمعنت أمي في تجهيزها‪ ،‬والبسمة تدغدغ قسماتها‪..‬‬

  ‫دخل أبي مع لملمة الشمس لأذرعها‪ .‬شارع طويل‬
 ‫وكئيب‪ ..‬إذا ما َح َّل المساء بيو ٌت خفيضة وجدران‬

                                 ‫تقاوم السقوط‪.‬‬
‫ووجهانا الذابلان أنا وأخي‪ .‬ونعيق غرا ٍب يأتي من‬

                                          ‫بعيد‪.‬‬
    ‫نرتدي ُحل ًل ليست ب ُحلل‪ .‬تتقافز رأسانا لنرى‬
 ‫القادم من بعيد‪ ،‬ورائحة الإوزة تمل ُأ جوفينا‪ ..‬كان‬

             ‫أبي‪ ..‬لكن ما الذي أناخ هامته هكذا؟!‬
‫اقتر َب أكثر فلاحت إجابات كثيرة‪ ..‬إنه َيلُّف عمامته‬

  ‫التي كان يسبلها‪ ،‬كما بدت مو َّشاة ببقعات شتى‪،‬‬
  ‫إنها حمراء‪ ..‬إنه دم‪ ..‬دم على ِعمامة أبي‪ ..‬وجهه‪..‬‬
‫أبي لم يكن وجهه ممتلئًا لتلك الدرجة‪ ،‬دنا ِمنا‪ ،‬فإذا‬

                             ‫بشفتيه متورمتان!‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143