Page 143 - merit 43- july 2022
P. 143

‫‪141‬‬         ‫تجديد الخطاب‬

‫جان بيكتيت‬  ‫تيودور درابر‬                              ‫توني بلير‬              ‫تفاعلاتنا‪ ،‬بل على هذه التفاعلات‬
                                                                           ‫بحد ذاتها‪ ،‬فسوف نسميها المقاربة‬
  ‫لقد اصبحنا نتحدث عن الحرب‬        ‫كان القتل الذي تتسبب به الحرب‬
 ‫المشروعة المطابقة للقانون‪ ،‬والتي‬   ‫غبر قابل للتبرير‪ ،‬فعلينا أن نؤيد‬                            ‫«التفاعلية»‪.‬‬
                                                                                    ‫بشك ٍل عام‪ ،‬تبدو المقاربة‬
    ‫لا تتحقق إلا في حالتين‪ :‬حالة‬                         ‫السلامية‪.‬‬                  ‫المؤسساتية مفضلة لدي‬
‫الدفاعي الشرعي‪ ،‬وحالة استعمال‬         ‫لماذا لم نقل الحرب المشروعة؟‬                  ‫الاستتباعيين الضمنيين‬
                                   ‫وهل ثمة فارق بين الحرب العادلة‬          ‫‪ consequentialists‬والتعاقديين‬
    ‫القوة من طرف مجلس الأمن‬                                                        ‫‪ .contractualists‬يعتقد‬
   ‫بهدف حماية مصالح المجموعة‬                    ‫والحرب المشروعة؟‬            ‫الاستتباعيون الضمنيون أن هذه‬
    ‫الدولية عند حالة وقوع تهديد‬    ‫إن ما يراد بالمشروعة‪ ،‬في الغالب‪،‬‬           ‫المؤسسات مبررة فقط في حال‬
    ‫للسلم أو خرق للسلم أو حالة‬     ‫هي أن تكون مشروعة من الناحية‬               ‫أدت إلى نتائج أفضل على المدي‬
                                    ‫القانونية والسياسية‪ ،‬أما الحرب‬         ‫الطويل أكثر من أي مؤسسة بديلة‬
     ‫حدوث عدوان‪ ،‬وخرو ًجا عن‬        ‫العادلة فدائ ًما ما ُيراد بها العدالة‬   ‫ناجحة (‪;1975 see Mavrodes‬‬
‫هاتين الحالتين تعتبر الحرب غير‬      ‫من الناحية الاخلاقية‪ ،‬لذا‪ ،‬فقدت‬           ‫‪Shue ;2012 Dill and Shue‬‬
                                                                            ‫‪ .)2016 Waldron ;2013‬يؤمن‬
                     ‫المشروعة‪.‬‬        ‫كان من الأفضل القول الحرب‬                ‫التعاقديون أن هذه المؤسسات‬
    ‫ومن ثم‪ ،‬فالمشروعية والعدالة‬       ‫العادلة لأنه سبقها الحديث عن‬              ‫تؤسس أو تعكس عق ًدا حاليًا‬
 ‫مفهومان مختلفان وتجب التفرقة‬       ‫أخلاقيات‪ ،‬فنحن هنا نتحدث عن‬                   ‫أو افتراضيًّا بين الدول و‪/‬‬
‫بينهما‪ ،‬حيث تحيل المشروعية إلى‬       ‫الكيفية التي تكون عليها الحرب‬             ‫أو مواطنيها‪ ،‬ما يحدد شروط‬
   ‫قاعدة قانونية‪ ،‬وعادة ما تكون‬
     ‫معروفة بوضوح‪ ،‬على عكس‬              ‫عادلة أخلاقيًّا‪ ،‬كما أن كل ما‬                    ‫تفاعلهم في الحرب‪.‬‬
   ‫العدالة‪ ،‬على عكس العدالة التي‬      ‫هو عادل أخلاقي فهو أخلاقي‬                    ‫يميل علماء الواجب اللا‪-‬‬
 ‫تحيل إلى الآداب والأخلاق والتي‬    ‫بالضرورة‪ ،‬وبالتالي فهو مشروع‪،‬‬            ‫تعاقديون ‪Non-contractualist‬‬
‫تختلف حسب المفهوم الخاص لكل‬         ‫في حين ليس كل ما هو مشروع‬                ‫‪ deontologists‬والاستتباعيون‬
                                    ‫من الناحية القانونية والسياسية‬           ‫الصريحون أو استتباعيو الفعل‬
                          ‫فرد‪.‬‬                                                    ‫‪act-consequentialists‬‬
      ‫وعلي هذا‪ ،‬يكون الفارق بين‬                       ‫فهو أخلاقي‪.‬‬               ‫إلى تفضيل المقاربة التفاعلية‪.‬‬
                                                                            ‫سؤالهم المركزي‪ :‬ما هي الأسباب‬
                                                                                ‫الأخلاقية التي تتصل بإباحة‬
                                                                             ‫القتل في الحرب؟ قد ينطوي هذا‬
                                                                               ‫التركيز على الحرب على قص ِر‬
                                                                              ‫نظر‪ ،‬فالحرب تولد عن ًفا ودما ًرا‬
                                                                              ‫أكثر مما يفعل القتل وحده‪ .‬مع‬
                                                                              ‫ذلك‪ ،‬عاد ًة ما يكون هذا التركيز‬
                                                                           ‫مجرد وسيلة إرشادية؛ وطالما أننا‬
                                                                              ‫غالبًا ما نفكر بالقتل مفترضين‬
                                                                             ‫إنه أكثر أنواع الأذي لا شرعي ًة‪،‬‬
                                                                             ‫فمهما كانت الحجج التي يقدمها‬
                                                                              ‫المرء لتبرير القتل‪ ،‬فمن المرجح‬
                                                                            ‫أن تبرر أي ًضا جرائ َم أصغر‪ .‬وإذا‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148