Page 139 - merit 43- july 2022
P. 139
137 إبداع ومبدعون
قصــة
الذي يستحيل معه الرقاد ،ولا يستخدم جانبيه. عار َك أبي ،عانى أبيَ ..شعر بالكسرة أبي ..أطرق
َذ ُبل أبي ،ونصح الشيخ أبو غراب أمي أن تذبح رأسه لمَّا قابلته أمي في َح َنك المطبخ الذي تؤنسه
له إوزة َشمورت بيضاء ،وتهرق د َمها على وجهه
وخصره! وأن تطهوها في طشت كبير وتح ِّممه شمعة هزيلة.
بيدها ِخرقة كانت لِبا ًسا لأبي ،ق َّدم على معاش مبكر
بال َم َرق.
فعلت أمي ..بل َشرعت أمي ،استغلت أبي الغا َّط وعمل « ِشفت َكرير» ،وراح يخدم في المطبخ.
دخل حجرته وجلس يجهش بالبكاء ،وعينا أمي
ونحرت الإوزة حيث أشار أبو غراب. تحاصرانه بالأسئلة ،وقلبانا قد التصقا بباب الغرفة
غراب نعق بينما الوقت ُكحل؛ حيث تلملم الشمس
يخفقان الكسرة مع دقات القلب.
أحبالها. أبونا أقوى رجل ،وأشجع رجل ،أبي نصف إله،
طهت أمي الإوزة في طشت الغسيل ،أكثرت من صرخت عيناي تر َّدان على ما تقوله ُمقلتا أخي
المرق ،وأهدرت خمسة ِحزم بصل وكيلو من الملح،
استلفته من جارتنا ،احتضنت رائح َة المرق ذرا ُت الصغير ،و َغنمت القطط الإوزة.
َتب َّدل ِمن وقتها ،لم يعد يضحك ،لم يعد يطاردنا
الهواء ،وامتلأ جوفانا برائحتها.
دخلت أمي لتوقظ أبي ..صرخت ..شقت ثوبها.. وضحكاته تسبقه إلينا.
لطمت الخدين ،وغبرت وجهها .قابلت عي َني أخي لم يجلس بعدها ليشرب الشاي مع جدتي كل
وأنا أقول أبونا أقوى رجل ،وأشجع رجل ،أبي
جمعة.
نصف إله لا يموت! لم يعد بعدها ِمن حيث أتى ،ظل هناك ،وجاء شبيهه
خذلني أبي ..و ُك ِّفن بالطشت ،إذ أ َبى أبي أن يستلقي
بحواج َب تتكئ على جفنيه ،وجفناه قد ارتخيا،
على ظهره ..وغنمت القطط الإوزة. ومحجران يغوران بعينيه.
واحدودب يو ًما بعد يوم ،وكسرة تلو كسرة ،للحد