Page 131 - merit 43- july 2022
P. 131
129 إبداع ومبدعون
قصــة
أمتطتني كفارس. في جسدي قوة أوقيانوسيا لم يسبق لي أن شعرت
أحسست بضغط نهديها وأسفل بطنها وفخذيها.. بمثلها.
قارب من لحم كان يمخر في عباب جسدي متط ِّوحة
كنت أنصت إلى الموسيقى الشبقية إياها وقد ازدادت
من أعلى إلى أسفل كأنها كانت تغسل رغباتي نعومتها وإيحاءات إيقاعاتها فصارت تسري خفي ًفا
وتشربها بخلاياها.
من أذني إلى خلايا جسدي فتتوقد على وقعها
مو َس َق ْت رقصة مجنونة فحولتي.
موسقت آهاتها
وأ َّنت آهاتي اللحظة تخلق ايحاءاتها.
والإيحاءات تعلن عن مقدماتها الملتبسة.
ووضعت خدها الناعم على خدي ونزعات النفس تشرئب نحو ارتواءات الجسد.
وكأني سمعت بين فحيح همساتها كلمة: وها هي تفتح الباب فتاة أخرى ..ر َّيانة العود..
بضة الذراعين ..تفوح منها رائحة كالمسك أو العود،
(أحبك).. هكذا أتاني شميم إبطيها وهي تقترب مني ..تلعب
أخذتني الهمسات الشبقة وإيقاعات الموسيقى
بشعرات رأسي المبتل ..تمازحني.
الغامضة إلى دغ ٍل كثي ٍف من الاشتهاءات. كان جسدي قد ابترد قلي ًل من ح َّمى الأحجار
(كانت فينوس ربة الجمال والحب والجنس ترقد البازلتية.
أخذ ْت كف َّي بين كفيها وشبكت أصابعها الرشيقة
منكفئة بقرب نهر العدم..
بأصابعي وهمست مبتسمة:
اقتربت منها نبدأ المساج من هنا!
قبّلتها شعرت بطاقتها الحرارية تسري في خلاياي..
قلبت جسدها البارد على ظهرها سألتني:
دعكت نهديها بكف َّي هل تريده ناع ًما خفي ًفا أم مجنو ًنا؟
ومررت لساني بين ذلك النهر المختبئ بين ضفتيه.. أجبتها وقد استيقظت شهواتي كلها:
استيقظ ْت من نومها ناعس ًة عيناها كما تقدرين فتاتي..
تقاوم الوسن.. وضعت كفيها الدافئتين على خد َّي
وهتفت: ازداد حنيني.
رأيتها تفترش جسدي وتضع ذقنها على صدري
قيس حبيبي
وصار وجهها الجميل مقابل وجهي..
ها أنت بقربي ازداد ولعي.
هلاّ قبلتني في شفتي!
وهمست بدلال:
أخذتها إلى كو ٍخ خشبي قرب النهر الهامد وقبلتها انظر في عين َّي!
قبلة محمومة طويلة أعادت إلى جسدها د َم الحياة يا ويلي من عينيها الخضراوتين
صرت أبحر في عينيها كأني أرى اشجا ًرا طائرة
مر ًة أخرى. معلق ًة بلا جذور.
وداخل الكوخ تجاسدنا وتعاشقنا في لحظ ٍة خاطفة استدرت على وجهي وشعرت
بجسدها الدافئ يفترش ظهري وصارت تمرر
والتحم جسدانا شفتيها على رقبتي..
وتماوجنا في عواص ٍف من الرغبات.. ودقائق قليلة نقلتني إلى جنة من ل َّذا ٍت سر َّية أخرى
حين أخذ لسانها يلعق ظهري كله ويتركه مبل ًل،
وانسكب ماء عرقنا مدرا ًرا نحو النهر.. كأنها كانت تصب زيت شهوتها من شفتيها.
حين نظرنا سو ًّيا إلى نهر العدم بقربنا
رأيناه يتحول إلى نه ٍر من رماد
وحثيثًا ما استيقظ اللهب من الأعماق
عندها ح َّطت طيور النورس البيضاء الظمأى
وارتشفت عسلً زلا ًل من ماء النهر).