Page 126 - merit 43- july 2022
P. 126
العـدد 43 124
يوليو ٢٠٢2
-سوزان عايزة تكلمك. عقلها فرغ للحظة من محتواه .كل محتواه.
سألت عن الولاد والأحوال عشان تتجنب أي أسئلة اتناولت ،بس عكس المرة اللي فاتت لقت أبلة
عنها .صوت الساعة القديمة رن ببحة وافتكرت إنها «سميرة» اللي حكت لها عن زيارتها لأهلها في
الصعيد .القطر والحر والزحمة والأسعار .لما
نست تغير الحجر من مدة. وصلت لإيد أبونا كانت منتبهة .شكرته وباست
-عايزين نشوفك .تعالي اقعدي عندنا شوية.
-ليه؟ أنتوا مش نازلين المحلة في العيد ولا ايه؟. إيده.
-نيفين عندها دروس .أنت عارفة تانية ثانوي «ربنا يباركك .اسمك إيه؟»
السنة دي ،وفادي بقى ميستغناش عن النادي بحلقت فيه .كأن السؤال أصعب من إنها تجاوبه.
«ماريان» .صوت أبلة «سميرة» كأنه مكبر صوت.
وأصحابه. «ربنا يباركك يا ماريان .متنسيش الرحلة الأسبوع
دعوة الزيارة بدت خارج السياق .خارج الفهم.
«ماريان» مش فاكرة زارت بيتهم كام مرة .جايز الجاي».
صفر .جايز مرة في مناسبة وفاة حد من أهل البنت اللي ناولتها ورقة مطبوعة بتاريخ الرحلة
ومكانها وقيمة الاشتراك كانت عاملة ديل حصان
«سوزان». وعنيها ملونة .دفعت «ماريان» الاشتراك الرمزي
قفلت معاها مع وعد شفهي .تجنبت تقول مشغولة وملت اسمها الثلاثي ومعرفتش تقرا خط البنت لأن
أو تعبانة .عشان متسمعش «وراكي إيه يعني؟!». مكانش معاها نضارة القراية.
يوم القداس الكنيسة زحمة .كأن المحلة كلها هناك. دخلت من الباب زي الحرامية لحسن حد يشم
كأن المسيحيين هيفرشوا الشوارع زي المسلمين. ريحة البسطرمة .خبت اللفة في قلب درج التلاجة
«ماريان» لقت لها مكان على التختة بالعافية .المرة كأن حد هيجي يفتش ويقبض عليها .غيرت لقميص
بيت ورن تلفونها .ترنيمة نست إنها حطتها على
دي كتاب صلواتها حاضر .حتى ذهنها حاضر. التلفون ساعة ما اشترته «دايما في قلبي يا أحلى
حست بحضور الروح القدس بقوة .الكنيسة مش
مجرد مكان ،دي جماعة المؤمنين .تململت لما أسرة أب».
«سمير» ابن خالتها .اترددت ترد .كالعادة هيفكرها
حشرت جنبها بنتهم المراهقة .صورة الصبا. إنها وحيدة ،إن كل واحد في ناحية ،وإن الرب حكم
«ماريان» بصت عليها .البخور معبق الكنيسة
وصوت الشمامسة والخدام زي أصوات الملايكة. عليهم بالتشرذم.
رتلت صلواتها وأجبياتها .حست بحضور الروح للحظة شمت ريحة البن المطحون طازة عصر الحد
القدس حواليها .دماغها اختفى منه الصداع الدائم.
صوت الأسقف وكلامه أدخلوا السكينة على قلبها. في بيت ستها .وشافت سمير داخل بلبس جديد،
اتمنت تسمع أبونا «مايكل» .فكرت في معنى قيامة وهي بالفستان اللي بتلبسه وهي رايحة الكنيسة.
سمير جاي من برة بعد ما باباه خده هو وأخته
المسيح .حست بفرح حقيقي. فسحهم واشترى لهم آيس كريم .المرة دي مامتها
محدش وجه لها كلام وهي خارجة من الكنيسة.
مشت لحد السوق .تاهت في الزحمة وسط الموظفين «إلهام» متخانقتش مع أختها «إيريني» عشان
جدتها خلاص ،الدكتور قال إنها مسألة شهور.
والأمهات.
«جبت كام يعني في الإملا؟ -إزيك يا ماريان؟ فينك يا بنتي؟
هتروحي عند تهاني ولا هتستني لما محمود يكلمك كأنه سؤال أبدي .وكل الأسئلة الأبدية ملهاش
ويقولك على ميعاد الدكتور .والله كله بإيد ربنا.
إجابة.
احنا اللي متعجلين. -طمنيني عليكي .عاملة إيه؟
الكوسة بعشرين.. بدأت ماريان تعد في ذهنها عدد الأسئلة اللي ملهاش
ده عنب بناتي من غير بذر ..البذر ده راحت عليه.
هو حد عاد بياكله». غير إجابة واحدة.
وأخي ًرا..