Page 122 - merit 43- july 2022
P. 122

‫العـدد ‪43‬‬   ‫‪120‬‬

                                                 ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬

‫نادية توفيق‬

‫صليب خشب‬

              ‫بس تقول إيه بقى في دمغة الستات!‬      ‫«ماريان» رمت حتة الكروشيه من إيدها‪ .‬خلاص‬
  ‫نزلت ترمي كيس الزبالة في صندوق البلدية على‬     ‫هتطق‪ .‬من أول ما بتصحى لحد ما بتنام وهي بتلف‬
‫أول الشارع‪ .‬عدت من قدام القهوة‪ .‬رغم إنها كانت‬
                                                    ‫حوالين نفسها‪ .‬بتستنى يوم التلات عشان تنزل‬
       ‫مليانة بشر محدش طلع ِحس وهي معدية‪.‬‬         ‫السوق‪ .‬تقورها الشمس ف نافوخها فتعرف تنام‪.‬‬
         ‫من سنة واحدة كانت لما تعدي اللي يقول‪:‬‬
                                                     ‫حتى الكنيسة بقت تروح بالعافية‪ .‬لولا التناول‬
                      ‫«نفسي أعمل ومش قادر!»‬                                       ‫مكانتش راحت‪.‬‬
                 ‫واللي يبحلق ويقول كلمة أبيحة‪.‬‬
  ‫رغم إن «ماريان» بتكره التحرش‪ .‬وبتكره الكلام‬                                  ‫الستات كل واحدة‪:‬‬
  ‫ده‪ .‬وعارفة إنها خطية‪ .‬مكانش ف حياتها حاجة‬                       ‫‪ -‬جوزي وصلني معرفش فين‪..‬‬
‫تحسسها إنها بني آدمة إلا كلمة يقولها عابر‪ .‬طبعا‬
    ‫هي زي أي بنت في الأربعين مرت بتجارب مع‬                                    ‫‪ -‬جوزي جاب لي‪..‬‬
    ‫عرسان ومشاريع جواز قبل كدة‪ .‬وبرضه زي‬                                       ‫‪ -‬جوزي حط لي‪..‬‬
   ‫أي بنت وصلت الأربعين ومتجوزتش‪ ،‬مشاريع‬
                                                                                   ‫‪ -‬ابني نجح‪..‬‬
                    ‫جوازها أدت لنتيجة صفرية‪.‬‬                                       ‫‪ -‬ابني بيكح‪..‬‬
‫بعد ما رمت كيس الزبالة رجعت ماشية عالرصيف‬          ‫لحد ما «ماريان» طقت خلاص‪ .‬شالت كل مرايات‬
                                                  ‫البيت عشان متشوفش الشعرات البيض اللي بدؤوا‬
    ‫الضيق بتعدي بسرعة قبل ما يدهسها الزحام‬          ‫يظهروا‪ .‬كأنهم عد تنازلي‪ .‬حتى خبر وصول أب‬
 ‫وخصو ًصا وإنها داي ًما تغطي شعرها وهي نازلة‪.‬‬       ‫جديد في الكنيسة مفرقش معاها‪ .‬مفروض تروح‬
  ‫صحيح الشارع فيه مسيحيين كتير بس خلاص‬           ‫تسلم عليه وتنول البركة‪ .‬ومتوقعة أول ما يشوفوا‬
‫القانون يمشي عالكل‪ .‬وأص ًل مامتها كانت متعودة‬        ‫خلقتها يبحلقوا ف لبسها‪ .‬لأنها بدأت تلون على‬
  ‫تحط إيشارب تافتاه أسود على راسها من بعد ما‬      ‫خفيف‪ .‬رمادي غامق‪ .‬كحلي غامق‪ .‬همة ميعرفوش‬
                                                 ‫إن الأسود بيخنق في الحر ولا إيه؟ وبعدين والدتها‬
          ‫كبرت وخصو ًصا وهي رايحة الكنيسة‪.‬‬          ‫طلعت السما بقالها أكتر من سنتين‪ .‬و»ماريان»‪،‬‬
‫«ماريان» رجعت البيت ودماغها عمال يلفف شريط‬             ‫بفضل ربنا‪ ،‬مهيش أرملة‪ ،‬يعني الأسود مش‬
                                                                                   ‫شريعة يعني‪.‬‬
                           ‫العرسان واحد واحد‪.‬‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127