Page 164 - merit 43- july 2022
P. 164

‫العـدد ‪43‬‬            ‫‪162‬‬

         ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬       ‫وإذا نظرنا إلى واقعنا المعيش‬
                          ‫نلاحظ تغلغل ظاهرة التمييز‬
‫أفلاطون‬              ‫العنصري داخل البلد الواحد وبين‬
                         ‫الأمم بعضها والبعض الآخر‪.‬‬
                        ‫وإذا كانت هذه الظاهرة تستند‬
                      ‫إلى الجنس أو الدين أو اللون‪ ،‬إلا‬
                      ‫أنها في جوهرها ظاهرة سياسية‬
                     ‫يتجلى وجودها في المعسكر الغربي‬
                       ‫بشكل خاص‪ ،‬ونظرة واحدة إلى‬
                       ‫ردود الأفعال الغربية على حرب‬
                          ‫روسيا وأوكرانيا من ناحية‪،‬‬
                        ‫والاحتلال الإسرائيلي وجرائمه‬
                        ‫المرتكبة في فلسطين من ناحية‬
                          ‫أخرى‪ ،‬تكشف أوضح صور‬

                                   ‫التمييز العنصري‪.‬‬
                              ‫وفي حقيقة الأمر إن هذه‬
                        ‫العنصرية الغربية ليست وليدة‬
                            ‫اليوم‪ ،‬ولم تقم على أساس‬
                          ‫عشوائي‪ ،‬بل هي قديمة قدم‬
                        ‫وجود الحضارة الغربية‪ ،‬ولها‬
                     ‫مرتكزات فكرية لا يمكن تجاهلها‪.‬‬
                        ‫فإذا ما نظرنا نظرة موضوعية‬
                           ‫إلى تاريخ الفكر الغربي منذ‬
                        ‫بداياته وحتى اللحظات الراهنة‬
                     ‫لوجدناه مليئًا بالدعوة إلى التمييز‬
                      ‫العنصري سواء بشكل مباشر أم‬

                                   ‫بشكل غير مباشر‪.‬‬
                         ‫فالعنصرية تعد السمة المميزة‬

                          ‫للحضارة اليونانية وفكرها‪.‬‬
                           ‫فأفلاطون في فلسفته يذهب‬

                             ‫إلى أن الآلهة عندما خلقت‬
                            ‫الإنسان أبدعته من معادن‬
                       ‫مختلفة‪ ،‬و ُيحدد دور كل إنسان‬
                       ‫ووظيفته في المجتمع على أساس‬
                        ‫من نوع المعدن الذي ُخلق منه‪.‬‬
                        ‫فأولئك الذين ُخلقوا من الذهب‬
                          ‫هم أصحاب النفوس العاقلة‬
                          ‫وهم المؤهلون ليكونوا حكا ًما‬
                      ‫وفلاسفة‪ .‬أما أولئك الذين ُخلقوا‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169