Page 160 - merit 43- july 2022
P. 160

‫العـدد ‪43‬‬                           ‫‪158‬‬

                                       ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬

    ‫وف ًقا لهانز مورغنتاو مؤسس‬         ‫مؤسفة وسيئة ويجب علينا تجنب‬             ‫بموجب ‪ ،ESD‬بمجرد السماح‬
 ‫هذه الحركة الجديدة‪ ،‬إلى اعتراف‬                       ‫ذلك قدر الإمكان‪.‬‬         ‫بالقتل «دفا ًعا عن النفس» ضد‬
‫واضح بأن «رجال الدولة يفكرون‬                                                ‫الأبرياء وامتداده إلى جنود العدو‬
 ‫ويعملون وفقا لغاية تعرف بأنها‬          ‫وعلى الرغم من أن الطرح السابق‬         ‫بشكل عام‪ ،‬يمكن تقديم قضية‬
‫القوة»‪ ،‬فالذي يحركهم جمي ًعا هو‬            ‫لنا في هذه المقالة يدعم وبقوة‬     ‫معقولة لتوسيعه ليشمل المدنيين‬
  ‫«توق شديد للغاية للقوة» وعالم‬
                                         ‫فكرة أخلاقيات الحرب والتبرير‬                               ‫أي ًضا‪.‬‬
  ‫السياسة هو حقل القوة‪ ،‬ويلزم‬           ‫الأخلاقي لها‪ ،‬إلا أن هناك حج ًجا‬       ‫من حيث الأخلاق العملية‪ ،‬من‬
    ‫حماية استقلال السياسة من‬                                                    ‫الضروري ملاحظة أن حجج‬
   ‫التخريب الذي يمكن أن تحدثه‬               ‫قوية تدعم القول بأن الحرب‬       ‫كلا الجانبين هنا تعاني من نقطة‬
                                           ‫والاخلاقيات ليس ‪-‬ويجب ألا‬        ‫ضعف حاسمة‪ ،‬لأنها تفترض أن‬
 ‫اتجاهات أخرى للتفكير من قبيل‬           ‫يكون‪ -‬هناك بينهما علاقة‪ ،‬وعلى‬         ‫الأطراف التي تستخدم أساليب‬
  ‫الأخلاقيات التي تمثل رفاهية لا‬           ‫هذا النحو الذي أبرزة تيودور‬       ‫وحشية ستحصل في الواقع على‬
 ‫يمكن لرجال السياسة الانغماس‬               ‫درابر في نقاش حول الأسلحة‬         ‫مزيد من الأمن‪ .‬لكن حتى أولئك‬
                                       ‫النووية‪« :‬إذا كان من اللازم عض‬          ‫الذين يعتبرون هذا الافتراض‬
        ‫فيها‪ ،‬وإذا كان في مقدور‬        ‫ألسنتنا قبل النطق بكلمة واحدة في‬        ‫كاذ ًبا بشكل واضح لن يريدوا‬
‫الأشخاص القول «دع العدالة تنفذ‬          ‫هذه المناقشة‪ ،‬فإن تلك الكلمة هي‬        ‫أن تعتمد إدانة الإرهاب بشكل‬
‫ولا يهمك العلم» فإنه لا يمكن لأي‬                                                ‫أساسي على الادعاء بأنه غير‬
 ‫رجل دولة أن يعرض بقاء دولته‬                               ‫«الاخلاق»»‪.‬‬
                                       ‫تعرف وجهة النظر هذه بالواقعية‬             ‫فعال‪ .‬نحن بحاجة إلى حجة‬
           ‫للخطر خدمة للعدالة‪.‬‬                                                  ‫أخلاقية‪ ،‬ولكن إذا كان ‪ESD‬‬
‫مع تحول القشعريرة التي سببتها‬                 ‫والتي يؤمن أنصارها بأن‬          ‫صحي ًحا‪ ،‬وينطبق على المعوقين‬
 ‫الحرب الباردة إلى حالة مستمرة‬          ‫العلاقات بين الدول‪ ،‬بصفة عامة‪،‬‬       ‫الأبرياء وبالتالي على الجنود غير‬
 ‫من الجمود ‪-‬في ظل التنافس بين‬                                                   ‫المهاجمين‪ ،‬فيبدو أنه يتبع أن‬
                                            ‫والعلاقات العسكرية‪ ،‬بصفة‬       ‫الحصار والإرهاب يمكن تبريرهما‬
    ‫الشرق والغرب‪ -‬فإن التحفظ‬            ‫خاصة‪ ،‬لا تحكمها الأخلاق ولكن‬       ‫بنفس المبدأ‪ .‬نظ ًرا لأن ‪ ESD‬يسمح‬
      ‫الناتج عن ذلك بين الكتلتين‬        ‫السياسة الواقعية «سياسة تضع‬          ‫بقتل الأبرياء بقدر ما يساهمون‬
      ‫القويتين مدعوم بحالة ردع‬         ‫العظمة المادية والنجاح للأمة التي‬      ‫بشكل سلبي في التهديد الموجه‬
                                       ‫ينتمي إليها الفرد قبل أي اعتبارات‬    ‫إلينا‪ ،‬فقد ينطبق ذلك غالبًا بشكل‬
 ‫نووي متبادل‪ ،‬بدا كأنه يؤكد كل‬                                                ‫معقول على غير المقاتلين أي ًضا‪،‬‬
 ‫ما يقوله الواقعيون‪ .‬وسرعان ما‬                                 ‫أخرى»‪.‬‬      ‫ربما على جميع السكان الأعداء‪ .‬إذا‬
‫أصبحت الواقعية المدرسة المهيمنة‬                                             ‫أردنا إذن تبرير أخلاقيات الحرب‬
‫في العلاقات الدولية على الرغم من‬          ‫الواقعية الحديثة‬                    ‫بطريقة تمنع الإرهاب وتحافظ‬
                                                                           ‫على مبدأ استثناء غير المقاتلين‪ ،‬فلا‬
   ‫التشكك الذي عبر عنه ناقدوها‬            ‫تطورات الواقعية الحديثة فور‬       ‫يمكن ذلك عن طريق تأييد ‪.ESD‬‬
 ‫من أنصار ما أطلق عليه المدرسة‬             ‫انتهاء الحرب الثانية كرد فعل‬    ‫بعد أن توصلت إلى هذا الاستنتاج‪،‬‬
  ‫الإنجليزية من قبيل هيدلي بول‪.‬‬           ‫على ما أطلق عليه جورج كينان‬         ‫أود في القسم السادس أن أقدم‬
 ‫استمرت هيمنة المدرسة الواقعية‬             ‫«المقترب القانوني‪ -‬الأخلاقي‬          ‫نق ًدا للمفهوم الأساسي الذي‬
                                         ‫للمشاكل الدولية»‪ ،‬وهو المقاربة‬     ‫يقوم عليه مبدأ ‪ ،ESD‬وهو الحق‬
      ‫على الرغم من بروز أجنحة‬          ‫التي اعتقد الواقعيون أنها أسهمت‬       ‫المفترض في قتل «تهديد بريء»‪.‬‬
 ‫منافسة لها على مر السنين ‪-‬كما‬              ‫في فشل عصبة الأمم في منع‬           ‫ومن الواضح أن الحرب حالة‬
                                        ‫تزايد قوة النازية في الثلاثينيات‪.‬‬
    ‫كان عليه بالنسبة إلى مدارس‬           ‫ووف ًقا لهذا المدرسة فإنه لتجنب‬
‫فكرية أخرى‪ -‬وجاءت أحداث من‬              ‫تكرار أخطاء الماضي يلزم وجود‬
 ‫قبيل نهاية الحرب البادرة لتحمل‬         ‫مقترب أكثر قوة في الفترة التالية‬
                                         ‫على الحرب‪ ،‬وهو مقترب يستند‬
    ‫معها تساولات جادة بشأنها‪.‬‬
      ‫وتقدم الواقعية تريا ًقا قو ًّيا‬

    ‫للمثالية التي شابها الغموض‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165