Page 110 - merit 42 jun 2022
P. 110

‫العـدد ‪42‬‬   ‫‪108‬‬

‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

     ‫يوجد اخترعه خيالنا‪ ،‬طبيعة بشرية تديم حالة‬
   ‫التأهب لاستقبال الأسوأ‪ ،‬وربما التهيئة ما يجنب‬
‫الانهيار‪ ،‬لكنها في ذات الوقت مسمار مدقوق في كل‬
 ‫كرسي نأمل فيه الراحة‪« ،‬لم أكن أتخيل أن أتعامل‬
  ‫مع الموقف بكل هذا الصمود‪ ،‬وكنت من قبل أنهار‬
 ‫لأشياء أقل وطأة بكثير»‪ ..‬نه ُّب واقفين وقد أدمانا‬

           ‫الوخز‪ ،‬نتخدر بالألم حين يجاوز المدي‪.‬‬
     ‫«ربما أعانك حب طارئ على شقائك»‪ ،‬الحل في‬
  ‫حرفين اجتماعهما معجزة‪ ،‬ولو على عجل وبشكل‬
‫طارئ‪ ،‬استراحة بين هجيرين‪ ،‬مظلة تستبدل ضربة‬
  ‫الشمس بضربة حظ‪ ،‬تكفي قضمة لإشباعنا مدى‬
   ‫الحياة‪ ،‬الذاكرة لا تكف عن إعادة مذاق حلاوتها‬
    ‫كلما تمررت حلوقنا‪ ،‬ربما كنوع من التكفير عن‬

            ‫سحلها لنا في متاهات دروبها التعسه‪.‬‬

‫عبادة الصبيان الأقدم والأبقى‬

      ‫الأمهات يقدسن الذكور‪ ،‬كلهن وبلا استثناء‪،‬‬
‫يلتمسن لهم بدل العذر سبعمائة‪ ،‬ودائ ًما هناك أنثي‬

    ‫تغسل دنسهم‪ ،‬تبيض صحائفهم بحمل أوزاهم‬
‫عنهم‪« ،‬لا تقوم بالدور نفسه مع إخوتي الذكور‪ ،‬إذا‬
‫وخز أحدهم دبوس تصرخ»‪ ..‬بينما لو ضرب البنت‬

 ‫صاروخ لن تتنازل عن شاي العصاري‪ ،‬الأنثي في‬
    ‫العرف وبغض النظر عن الموقع الجغرافي مسلم‬
  ‫بجلدها ومن ثم نجاتها‪« ،‬لذلك شرعت في زعزعة‬

‫إحساسها بالأمان تجاه استقرار حياتي‪ ،‬أردت فقط‬
‫أن أقلقها‪ ،‬ولأنها لم تعط لي فرصة الشكوي من أي‬

  ‫شيء»‪( ..‬نحن هنا) رسالة استغلق فهمها عليهن‪،‬‬
  ‫والمردود محبط للغاية (بسم الله الرحمن الرحيم‪،‬‬
   ‫الإجابة‪ :‬يا مخلفه البنات يا شايله الهم للممات»‪.‬‬

                 ‫ضحيت وبقيت‪ ..‬رسالة مسجلة‪.‬‬
   ‫رغبة لا تقاوم في تطويق أعناق الأولاد بالجميل‪،‬‬
  ‫استخلاص شعور الامتنان من أرواحهم‪ ،‬تقطيره‬
  ‫بالصدق أو بالإدعاء ومهما كانت الآثار الجانبية‪،‬‬
‫«لم أعرف أب ًدا ما الخيار الآخر الذي كان من الممكن‬
  ‫أن يتاح لها إذا لم تض ِّح من أجلنا وتبقى»‪ ..‬خيار‬
  ‫محاط بالسرية لأنه في الغالب «فنكوش»‪ ،‬وشتان‬

    ‫ما بين البقاء والحضور‪ ،‬وهو ما لم ت ِج ْده أمها‬
    ‫«لأن انتقالها وفر عليَّ معاناة حضورها الغائب‪،‬‬
   105   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115