Page 108 - merit 42 jun 2022
P. 108

‫العـدد ‪42‬‬        ‫‪106‬‬

                                                  ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬  ‫نهلة عبد السلام‬

            ‫«بحجم حبة عنب»‪..‬‬

‫كل فعل يحتمل التأويل‪ ،‬وغال ًبا‬
    ‫يعتمد على مقدار توقعاتنا‬

   ‫«مخ وأعصاب»‪ ..‬الركب المهزوم‬                      ‫البوح تخفيف عن الذات‪ ..‬خاصة تحت وطأة‬

‫«لكن أقصي شيء أخمنه عن حالتك ليس مخي ًفا»‪..‬‬             ‫الامتلاء‪ ،‬وكما الخروج الآمن هناك الاعتراف‬
 ‫تناسب عكسي بين مقدار القرب ومقدار التشاؤم‪،‬‬            ‫الآمن‪ ،‬على الورق وبخلطه أي ًضا فلا نميز لون‬
                                                  ‫صريح‪ ،‬أو صيغة محددة لما عليه أرواحنا‪ ،‬التجارب‬
    ‫وليس أقرب من الولد ولا أبعد من شبح يهدد‬         ‫الذاتية لوحة سيريالية‪ ،‬يستعصي فهمها على غير‬
‫باصطحابه معه إلى مجهول‪ ،‬تلهيه منى الأم بعض‬          ‫الناضجين‪ ،‬لذا يمتنع الم َّدعون والرعاة الرسميين‬
                                                     ‫لأجنحة الملائكة عن الإقلاع على متن رحلة منى‬
   ‫الوقت بالحيلة التي تجيدها‪« ،‬انظر بعيني لترى‬        ‫الشيمي‪ ،‬رحلة بحجم شجاعتها في الظهور بلا‬
      ‫ما أرى بالضبط‪ ،‬لتكشف العلاقة‪ ،‬لتعرف أن‬           ‫زينة‪ ،‬إنسان بهالات وبثور‪ ..‬إنسان أكل ثمرة‬
                                                       ‫المعرفة فأغرته بالحكي كي يتسني له الخلود‪.‬‬
   ‫كل ما يقع لنا في المستقبل وليد أشياء موغلة في‬     ‫«الحياة التي كان من حقك أن تعيشها»‪ ..‬الإهداء‬
 ‫القدم»‪ ..‬الأيام ذرية من بعضها لا بد وأن تتوارث‬
 ‫الجينات‪ ،‬من هنا يأتي لضمها بخيط شفيف‪ ،‬عقد‬                             ‫الذي لم يتخط عتبة الأماني‪.‬‬
 ‫نحسبه حبات منفرطة‪ ،‬منى الشيمي تعيد نظمها‪..‬‬           ‫فالحياة تستأثر بحق التوقف أو الانقلاب علينا‬
‫تتجول بين الأيام‪ ..‬وبلا ترتيب للأحداث أو مداهنة‬      ‫وقتما شاءت‪ ،‬معفية من تبرير خيانتها ومكتفية‬
                                                     ‫بالإعلان عن ضجرها‪ ،‬حقها في إنقاذ روحها من‬
      ‫للشخصيات‪ ،‬وباعتراف يعفيها اللوم ويبرر‬          ‫الملل‪ ،‬تمد ساقها فنحسبها تبغي إغواءنا‪ ،‬ننساق‬
  ‫إخضاعها الجميع للفحص «حتما أفسدت القراءة‬           ‫فننكفئ على وجوهنا‪ ،‬وثمة من ينهض وثمة من‬
 ‫المبكرة في علم النفس حياتي‪ ،‬لأنها أوهمتني أنني‬
                                                                                   ‫يتمدد إلى الأبد‪.‬‬
               ‫قادرة على فهم نفسي والآخرين»‪.‬‬
‫«لكن من أي شيء انبعثت معاناتي؟!»‪ ..‬من التحول‬

    ‫إلى معمل تحاليل‪ ،‬التكدس بعينات البشر حيث‬
    ‫العلل المخفية تطل علينا بوحشية‪ ،‬مجهر ُصنع‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113