Page 106 - merit 42 jun 2022
P. 106

‫العـدد ‪42‬‬   ‫‪104‬‬

                                                   ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

                                                         ‫الرواية إلى الارتباط النصوصي بين «باولا»‬
                                                      ‫و»بحجم حبة عنب»‪ ،‬فالليندي في رواية «باولا»‬
                                                       ‫جلست بجانب ابنتها «باولا» التي تحتضر إثر‬
                                                    ‫إصابتها بالتهاب السحايا وبدأت تروي لها حكاية‬

                                                         ‫عائلتها قبل أن تموت‪ ،‬تقول الكاتبة في نهاية‬
                                                         ‫الرواية على لسان الساردة منى‪« :‬لم تخضع‬
                                                     ‫إيزابيل الليندي روايتها «باولا» للمقاييس نفسها‬
                                                   ‫التي أذكرها الآن‪ ،‬تركت بوحها بلا ضفاف‪ .‬إصابة‬
                                                        ‫ابنتها بمرض غريب جعلها تستحضر حياتها‬
                                                   ‫كشريط وتكتبه على الورق ولا يفعل المثل مع كاتبة‬

                                                                     ‫عربية مهما حدث» (ص‪.)384‬‬
                                                     ‫كما تحضر الأحداث التاريخية كنصوص غائبة‪،‬‬
                                                       ‫لتكشف من خلالها الكاتبة البنية الديموغرافية‬
                                                     ‫التي نمت فيها الساردة‪ ،‬والمؤثرات النفسية التي‬

                                                        ‫شكلت وعيها‪ ،‬فيحضر تاريخ مصر الحديث‪،‬‬
                                                   ‫قريبه وبعيده‪ ،‬بداية من ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬ورجو ًعا‬

                                                       ‫بالذاكرة حتى بدايات القرن العشرين وأحداثه‬
                                                       ‫المتعددة وثوراته وتشابكاته وصراعاته‪« :‬عقب‬
                                                     ‫صدور قرار المجلس العسكري بعد تنحي مبارك‬

                                                           ‫بإنهاء الإجازة وعودة الطلاب إلى المدارس‬
                                                      ‫استبشرت خي ًرا‪ ،‬لأن عودة الحياة إلى مجاريها‬
                                                    ‫سينهي انخراط عبد الرحمن في نشاطه السياسي‬

                                                         ‫الطارئ ودوره كرئيس اللجنة الشعبية التي‬
                                                     ‫جهزت لحماية الشارع من اللصوص والمجرمين‬
                                                    ‫الفارين من سجن قنا‪ ،‬ليعود إلى الاستذكار بقوة»‬

                                                                                          ‫(‪.)357‬‬

                                                   ‫إخفاقات فنية أم كتابة ما بعد حداثية؟‬

   ‫الإبداع دخل مرحلة ما بعد الحداثة‪ ،‬تلك التي‬      ‫منذ الصفحات الأولى للرواية‪ ،‬والانتقال من لحظة‬
                                                    ‫السرد الآنية «سرد حكايتها على زياد» وانتقالها‬
  ‫جعلت من الأفكار المبهمة التي أجسدها واللغة‬            ‫بالذاكرة إلى ماضي الساردة أو ماضي بقية‬
                                                   ‫الشخصيات‪ ،‬وتضفيرها للأحداث التاريخية؛ وأنا‬
‫الركيكة التي أكتب بها نو ًعا من التجديد‪ ،‬لا يملك‬     ‫أتوقف للبحث عن مبررات فنية لهذه الانتقالات‬
 ‫أحد حياله أن يقول رأ ًيا صري ًحا وإلا اُتهم بقلة‬         ‫التي لم تكن سلسة ولا مبررة فنيًّا‪ ،‬ولكن‬
                                                      ‫بالوصول إلى نهاية الرواية أجد الكاتبة تناقش‬
                                                   ‫رؤيتها للسرد الما بعد حداثي‪ ،‬وأنه يبرر التشظي‬
                                                      ‫العشوائي والضعف الفني في الحبكة أو اللغة‪،‬‬
                                                      ‫نجدها تقول على لسان الساردة «منى»‪« :‬كان‬
   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111