Page 109 - merit 42 jun 2022
P. 109
نون النسوة 1 0 7 خصي ًصا لإظهار العيوب ..تضخيمها حد تبرير
مشاعرنا التي قد نخجل منها إذا ما قررنا النظر
خانات المعلومات طوع ما نمليه عليها ،والقصص بعيوننا المجردة« :لذا تعاملت معهم جمي ًعا على أنهم
والصداقات ما هي إلا رغبتنا بالتعافي من التظاهر مرضي ومعقدون ،وأحيا ًنا بحاجة إلى علاج ولو
بالتخاطر» ..وربما هي الحقيقة شريطة ألا نستثني
ولو لبعض الوقت.
أنفسنا من جلسات العلاج.
طرف واحد لا يكفى «أنا معك وإن حال بيننا حائط زجاجي سميك» ..لا
شيء ومهما عظم يمكن أن يحول بين الأم وولدها،
مع اجتماع والدين تتوثق عرى الأخوة ،التحام تام ثمة حبل سري يفصل بينهما حين الولادة ،لتنشأ
بما لا يترك ثغرة ليتسرب هواء بارد ،يغيب طرف
وتتجمد المحبة ،تصير محفوظة مدخرة بحصالة، أحبال لا مرئية لا تنقطع ببعاد ولا غياب ،أحبال
تحمل سمات قرون الاستشعارُ ،يقاس حدسها
بمرور الزمن ننسي أين فقدناها ،ولذلك أتت بالريختر ،بالطبع لا تمنع وقوع الكارثة ولكنها
منى الشيمي على ذكر أخواتها غيرالأشقاء مرات الوحيدة التي تهيئنا لقبولها والتعايش معها أو
قليلة ،عابرة ومقتضبة ،ذيلتها بواقعة تؤكد نظرية حتى الموت بها« ..لن يحتاج تحقيق ذلك إلى إخفاء
الحصالة «كنت أتشكك في نسيانه مقاسي .حت ًما
يشتري هدية لا تناسبني عادة لتستقر في النهاية الحقيقة عنك» ..الحقيقة التي تعلن عن نفسها
بالأعراض والمضاعفات ،تنعكس في حدقات من
في حجر ابنة فادية ،أخته الشقيقة!». يحاوطوننا ،وإخفاءها يتطلب نظارات شمسية يشي
«النار في طرف جلبابي ،لن يشعر أحد مهما
انزعج بالصورة كما أراها» ..الواجب هو ما أفقدنا التمسك بارتدائها لي ًل بعبثية فعلنا.
المصداقية ،كي نتجنب الملامة أو ندفع شبهة «لماذا حياتنا مملة عكس الباقين ،وخالية من
الشماته إن كان ثمة خصومة سابقة ،الهاتف لا السعادة؟» ..وحدة قياس الملل غير معرفة ،تختلف
يكف عن الرنين والباب لا ينجو من الدق ،ودائرة بمتطلبات الشخص وفكرته عن الصخب ،والسعادة
المشاهدين أوسع من ميدان التحرير ،ينتهي العرض مفردة غير قابلة للترويض ،مرتبطة بالقلق ودوامها
بانتهاء الزيارة «فنتركه في الغرفة بعد أن نقول من المستحيل ،ولا أكثر قل ًقا من نفوس المبدعين،
جملنا المحفوظة ونخرج لنمارس فرحنا على مرأى تدور في فلك ذاتها فيفوتها مشاهدة ما يتسني لمن
من حزنه .وحده كان يشعر بالفقد مهما حاولنا يتركون ذواتهم للدوران بعشوائية ،منى الشيمي
مشاركته في محنته» ،شقيقها يوسف مكوي بفرار شغلتها أسئلتها عن محاولة استقطاب بهجة ولو
زوجته وولدهما إلى خارج البلاد ،وهي بمحنة
ولدها «المرض حياة أخري عابرة ،كمصيف تابع لجهة
يا زياد .حياة لك بمفردك، عملها ..فاصل من «الأوفر»
لن يعرف الآخرون مهما تفكير كي تستطيع الاستمرار،
أحبوا وأغدقوا عليك من اكتفت برصد تعاستها حتى
وقتهم وحنانهم أين يضع تسربت تداعياتها إلى أولادها..
سياجه لتبقي بداخله معزو ًل «لماذا تهربين من حياتك إلى
بما تشعر» ،ولكل واحد كتابة القصص وخلق واقع
جلبابه وإذا ما أمسكت به
النار فليس سوى الصبر أو آخر بعمل صداقات على
الصراخ أو التأرجح بينهما. الإنترنت» ..العجز حيال اتخاذ
«كيف يفرح الآخرون وفي قرار يهد المعبد ،وحتى تستمر
قلبي كل هذا القلق؟!» ،لأن إقامة الشعائر الأسرية يصبح
القلق لا ينضب ،وإن لم تشييد عالم خيالي حل وحيد،
عالم ضد التحري والتقصي،