Page 112 - merit 42 jun 2022
P. 112

‫العـدد ‪42‬‬                     ‫‪110‬‬

                                                  ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

‫فقط»‪ ،‬ثم سرعان ما ينهمر شلال شماته‪« ..‬أحيا ًنا‬     ‫قابضة على حلقها كدليل إثبات لهويتها‪« ..‬لا يقاس‬
  ‫أخرى كنت أشعر بالراحة‪ ،‬لأنني شهدت تهاوي‬            ‫العمر إلا بأشياء هلامية‪ ،‬أهمها كم مخزوننا من‬
      ‫عرشها‪ ،‬بعد أن تعالت علينا جمي ًعا‪ ،‬وحركت‬
                                                   ‫القصص؟»‪ ،‬وعن كم مخزون أحمد فلديه ما يكفي‬
‫بداخلي الأحاسيس السلبية‪ ،‬أجد فيما تعانيه فرحة‬      ‫عشرة‪« ،‬يقاس عمر الإنسان أي ًضا بعدد ما أقترفه‬
‫وتشفيًا»‪ ..‬ثم تبتلع قرص مسكن «الحمقي وحدهم‬        ‫من أخطاء» وتحدي ًدا الأخطاء من النوع المشع ويمتد‬

   ‫من يتصورون أن الأشقياء قادرون على التحلي‬           ‫تأثيره ليشمل كل من في محيطنا‪« ..‬كنت أشعر‬
      ‫بالسماحة»‪ ..‬تتبعه بآخر يصور الأمر وكأنه‬       ‫أن شيئًا ما يجب أن يحدث في القريب‪ ،‬شيئًا يغير‬
     ‫قصاص‪ ،‬تسليط أبدان على أبدان‪ ،‬دفع الناس‬        ‫حياتي وينقلني إلى حالة الاستقرار‪ ،‬فلا أضطر إلى‬

 ‫بعضهم ببعض كي لا تفسد الأرض‪« ..‬حت ًما كان‬           ‫التحرك داخل جدران البيت دون دا ٍع‪ ،‬بل أشعر‬
     ‫هناك من يشمت بي‪ ،‬الحياة بين شامت اليوم‬        ‫معه بأن روحي مقاس جسمي وليس هناك فائض‬
                      ‫وشامت فيه اليوم التالى»‪.‬‬
      ‫«الله الذي أعرفه رحيم»‪ ..‬مما قاله صديقها‬                  ‫منها يعصف وجوده ح ًّرا بهدوئى»‪.‬‬
         ‫الشاعر‪ ،‬وفي محنتها تتقاذفها الأفكار فلا‬              ‫«صعب أن تعيش بمعزل عما يحدث»‪.‬‬
          ‫تكاد ترسو على بر‪ ،‬تارة تجنح إلى كونه‬     ‫مني الشيمي في بضع جمل صاغت كل اختلاجات‬
          ‫عقوبة على ما اقترفته من أخطاء ولو لم‬      ‫البشر‪ ،‬تذبذب علاقتها بشقيقها يوسف بين قرب‬
        ‫يطلع عليها أحد‪« ..‬ما التصرف الذي قمت‬            ‫وجفاء‪ ،‬أزمته المالية وإذلال زوجته دعاء له‪..‬‬
           ‫به ليجعلني الله أراك هكذا؟!»‪ ،‬ثم ترتد‬       ‫«وربما هي خاصية يتمتع بها البشر كافة‪ ،‬أن‬
               ‫إلى نفي اهتمامه عز وجل بمعاندة‬      ‫نشعر بالرثاء تجاه الشخص ما دام مهزو ًما مثلنا‪،‬‬
                        ‫كائنات ضعيفة مثلنا‪ ،‬أو‬          ‫نظل على استعداد لمقاسمته تعاسته‪ ،‬ونتحول‬
                            ‫قصاصه منا بسبب‬           ‫إلى النقيض‪ ،‬فنحاربه بشراسة‪ ،‬إذا أسعفه الحظ‬
                                   ‫أفعالنا‪ ،‬تشد‬          ‫بتجاوز حالته‪ ،‬وحقق إنجا ًزا لم نحققه»‪ ،‬ثم‬
                                       ‫عضدها‬      ‫الانفراجة الغامضة وما تبعها من سلوك تجاه أهله‬
                                                    ‫ومعارفه‪« ..‬كأن بداخله شيئًا يريد أن يتأكد منه‪،‬‬
                                                    ‫أن الناس جمي ًعا على استعداد للخطيئة‪ ،‬إذا أتيحت‬
                                                  ‫لهم هذه الفرصة بتكتم شديد‪ ،‬أو دون أن يخسروا‬
                                                   ‫شيئًا‪ ،‬ربما لأنه أي ًضا يشعر بإثم ما في تصرفاته‪،‬‬
                                                   ‫وعليه في المقابل أن يورط الجميع في الإثم حتى لو‬

                                                                             ‫كان بطريقة مختلفة»‪.‬‬

                                                              ‫اللعب في الثوابت‬

                                                      ‫الشقيق الطبيب الثري الشهير الذي لا تشوبه‬
                                                  ‫شائبة في المصيدة‪« ..‬ربما لم أكن وحدي من شعر‬

                                                    ‫بالإحساس الغامض حيال تهاوي تمثال حسين‬
                                                     ‫الذي لم يكن إلا من الآيس كريم‪ ،‬ليظهر أسفله‬
                                                  ‫إنسان عادي تما ًما‪ ،‬يقترف الحماقات كما نقترفها‬
                                                     ‫بسهولة»‪ ،‬وزوجته ولاء التي طالما تكبرت وقد‬

                                                       ‫تساوى كبرياؤها بأسفلت الشارع‪ ،‬ويراوغ‬
                                                        ‫ضميرها بإفراز قطرات من تعاطف‪« ..‬كنت‬

                                                               ‫أشعر بانحياز لها‪ ،‬ربما لأنها امرأة‬
   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117