Page 116 - merit 42 jun 2022
P. 116

‫العـدد ‪42‬‬                          ‫‪114‬‬

                                   ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

                                        ‫سامح عسكر‬

    ‫التنوير ليس مذه ًبا‪..‬‬
        ‫بل طريقة تفكير‬

‫إصلاحية مصدرها الإيمان‬
        ‫بقدسية الإنسان!‬

 ‫الكتب لكونها غير مسندة‪ ،‬نزو ًل‬                        ‫غير مل ِزمة‪.‬‬     ‫اش ُتهر عن الإمام أحمد بن‬
  ‫لحقيقة عمل ابن حنبل بالحديث‬      ‫وفي الحقيقة هذه الكلمة لها حكمة‬
                                   ‫وسياق‪ ،‬فالحكمة منها عدم اعتبار‬       ‫حنبل قوله‪ :‬ثلاثة لا أصل لها‬
        ‫وتشدده في قبول رواياته‬                                          ‫(التفسير والملاحم والمغازي)‪،‬‬
    ‫التاريخية إلا بالسند‪ ،‬وبما أن‬      ‫كتب ودعاة التفسير والملاحم‬      ‫وهذا القول نقله ابن تيمية عنه‬
 ‫الغالب على هذه الكتب والروايات‬        ‫والمغازي مقدسين‪ ،‬وهنا على‬
 ‫(العزو والعنعنة والإرسال) فهي‬       ‫الأرجح أن مضمون هذه الكتب‬             ‫في كتاب «مقدمة في أصول‬
 ‫غير موثقة لديه لفقدان الاتصال‪،‬‬         ‫كانت تخالف رأي ابن حنبل‬         ‫التفسير»‪ ،‬لكنه محظور نشره‬
   ‫وبرغم ما يبدو من منهجية في‬         ‫ودلي ًل عليه فأفتى بهذه الكلمة‬    ‫بين العامة من طرف الحنابلة‬
     ‫الظاهر لهذا الكلام؛ لكنه عند‬   ‫ردا على خصومه‪ ،‬والسياق الذي‬       ‫والسلفيين بالخصوص لخطورة‬
‫التحقيق نرى أن ابن حنبل لا يلزم‬      ‫ظهرت فيها هو نفي ثبوت هذه‬         ‫فحواه بإنكار كل كتب التاريخ‬
                                                                      ‫واجتهادات المفسرين واعتبارها‬
   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121