Page 121 - merit 42 jun 2022
P. 121

‫‪119‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

                                   ‫تامر موسى‬

     ‫عن الهوية المصرية‬

             ‫هو أمر هام للغاية‪.‬‬     ‫أحداثه شيء وما أعنيه هنا شيء‬     ‫أعيش مثل الكثير من المصريين‬
   ‫من الواجب أو ًل أن نبين أن ما‬        ‫آخر‪ ،‬هو خوف من المستقبل‬
‫ساد ويسود أية أمة من الأمم من‬                    ‫وعليه في الأساس‪.‬‬      ‫خاصة من هم في عقدهم الرابع‬
‫عادات وتقاليد ليس بالأمر المقدس‬         ‫ولنربط بين هذا المعنى وبين‬      ‫من العمر مثلي أو من جاوزوه‬
  ‫الذي لا يمكن تغييره ومناقشته‬                                       ‫هذه الآونة شعو ًرا غير مرحب به‬
 ‫وتعديل ما قد يعتريه من أخطاء‪،‬‬      ‫الهوية التى نخشى ضياعها فإنه‬      ‫لم نعايشه من قبل‪ ،‬وأصفه دون‬
                                     ‫من الواجب أن نوضح ما نعنيه‬          ‫مواربة وتجميل للكلمات بأنه‬
      ‫فالكمال لله عز وجل وحده‬
  ‫والقدسية لأوامره ونواهيه‪ ،‬ولا‬                           ‫بالهوية‪.‬‬                 ‫شعور بالاغتراب‪.‬‬
‫أحد من البشر معصوم من الخطأ‬          ‫إن الهوية هي ذلك الطابع المميز‬    ‫من غير الطبيعي أن يشعر المرء‬
 ‫إلا الأ نبياء والرسل‪ ،‬ومن عداهم‬    ‫الفريد الذي يختلف بين أمة وأمة‬   ‫باغتراب وهو في مسقط رأسه بين‬
                                   ‫أو بين جماعة وأخرى‪ ،‬بل بين كل‬      ‫ذويه وأصدقائه‪ ،‬ولكن الاغتراب‬
     ‫من الناس هم بشر يصيبون‬        ‫إنسان وآخر‪ ،‬تلك الهوية قد تكون‬      ‫الذي أعنيه هنا هو الاغتراب عن‬
   ‫ويخطئون ويؤخذ منهم ويرد‪.‬‬         ‫اجتماعية أو سلوكية أو دينية أو‬    ‫الزمن والشعور بالوسط المحيط‪.‬‬
    ‫ولكن مجتم ًعا موغ ًل في القدم‬  ‫سياسية إلى آخر تلك المبادئ التي‬     ‫وتوضي ًحا لإبهام ما أعنيه‪ ،‬فإن‬
 ‫كالمجتمع المصري لا بد أن تكون‬                                         ‫المقصود بالاغتراب هنا هو ذلك‬
   ‫قد تكونت له على مر السنوات‬          ‫قد تجمع الأفراد تحت مظلتها‬    ‫الشعور الذي يجعل المرء منا دائم‬
 ‫والقرون الطويلة حصيلة ضخمة‬                               ‫الواحدة‪.‬‬       ‫التحسر على الماضي والتعجب‬
  ‫من الأ فكار والتوجهات الدينية‬                                        ‫من الحاضر والشعور بالخوف‬
    ‫واللغوية والاجتماعية‪ ،‬كونتها‬     ‫وعو ًدا إلى ما بينته من شعوري‬     ‫من المستقبل‪ ،‬ولا أقصد الحنين‬
‫مجموعات لا تحصى من موجات‬                   ‫وشعور غيري من الناس‬          ‫إلى الماضي أو النوستالچيا كما‬
‫الغزو العسكري وغير العسكري‪،‬‬
‫كما كونتها في الوقت ذاته موجات‬      ‫بالاغتراب في عصرنا الحالي إزاء‬        ‫يعرفها البعض‪ ،‬فالحنين إلى‬
                                    ‫ما يدور حولنا من متغيرات‪ ،‬فإن‬          ‫الماضي بشخوصه وببعض‬
                                   ‫الربط بين هذا الشعور وبين عدم‬

                                     ‫وضوح ملا مح الهوية المصرية‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126