Page 119 - merit 42 jun 2022
P. 119

‫‪117‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

                                                                         ‫النزاع وهو اتجاه علمي ينكرونه‬

                                                                                        ‫بشكل عام‪.‬‬

                                                                         ‫أما جماعة القرآنيين من‬

                                                                         ‫الداخل فيعانون من الاستبداد‬

                                                                         ‫والدكتاتورية في الرأي‪ ،‬وعدم‬

                                                                         ‫اعتبار أي رؤية علمية مخالفة‬

                                                                         ‫لرؤية الزعيم د‪.‬أحمد صبحي‬

                                                                         ‫منصور‪ ،‬وقد لمست ذلك بيدي‬

                                                                         ‫حين كتبت في موقعهم‪ ..‬وعرفت‬

                                                                         ‫أنهم طردوا عشرات الكتاب‬

                                                                         ‫والمفكرين المميزين من هذا الموقع‬

                                                                         ‫لمجرد اختلافهم مع منصور‪.‬‬

                                                                         ‫وبرغم حسن استضافتي في‬

                                                                         ‫موقعهم سنوات لكن هذه المعاملة‬

            ‫أبو بكر البغدادي‬                   ‫محمد شحرور‬                ‫حذف المقالات‬   ‫لم تخل كثي ًرا من‬
                                                                              ‫المخالِف‬  ‫وقمع رأي الكاتب‬
    ‫أن الاستنارة هي إطار ثقافي‬       ‫بالملل‪ ،‬وقد حدثني بعض قرائي‬
    ‫شمولي يضم اتجاهات عقلية‬              ‫السابقين في موقعهم بذلك‪،‬‬        ‫لتوجههم‪ ،‬ويمكن اعتبار أن‬
                                       ‫وصارت هجرة العقول منهم‬
      ‫وسلوكية كثيرة منها تدبر‬                                            ‫الحسنة التي يمكن أن يتصف‬
     ‫القرآن بالطبع‪ ،‬لكنها ليست‬       ‫طبيعية‪ ،‬ومع كل هذه السلبيات‬
 ‫محصورة فيه‪ ،‬وأضرار اختزال‬           ‫فهم يقدمون ُكتَّا ًبا جد ًدا في كل‬     ‫بها أي قرآني أنه متحلل تما ًما‬
‫التنوير في تدبر النصوص كبيرة‬        ‫مرة‪ ،‬وهي إضافة عملية للتنوير‬         ‫من قدسية الشيوخ والتراث‪ ،‬لكنه‬
     ‫بحيث تنشئ مذاهب جديدة‬
 ‫لنسبية العقل واختلاف المناظير‬          ‫لا تنفي ما سبق ذكره‪ .‬لكن‬         ‫في المقابل يكتسب تلقائيًّا قدسية‬
   ‫ناحية تلك النصوص‪ ..‬فالتدبر‬       ‫ال ُكتَّاب الجدد يظلون بلا منهجية‬    ‫بديلة في زعماء الفرقة‪ ،‬وصار‬
     ‫وحده هو الذي خلق مذاهب‬
‫الاعتزال والأشعرية والماتوريدية‬        ‫وخبرة في معظمهم‪ ،‬ويظلون‬           ‫الاختلاف مع كبار الجماعة هو‬
    ‫والن َّظامية‪ ..‬وغيرها‪ ،‬حتى في‬     ‫سنوات يكررون نفس الفكرة‪،‬‬
   ‫داخل كل مذهب انشقوا لفئات‬          ‫وقد عتبت على د‪.‬منصور ذلك‬           ‫جريمة فكرية تساوي الخروج من‬
‫متعددة تصارعت على أحقيتهم في‬          ‫التوجه في سرعة طرد العقول‬
  ‫تأويل النص‪ ،‬ونموذج الدكتور‬       ‫والانشقاقات في جماعته برسائل‬          ‫الدين عند بعضهم‪.‬‬
    ‫شحرور – رحمه الله‪ -‬ماثل‪،‬‬           ‫لمساعده عثمان علي‪ ،‬وأملي أن‬
 ‫فقد نال سخط بعض المستنيرين‬                                              ‫وتوقعي أن الجماعة بعد صبحي‬
   ‫والقرآنيين وتشفيهم في موته‪،‬‬           ‫يعودوا بمنهجية أقوى من‬
 ‫فقط لأنه خالفهم في التأويل‪ ،‬بل‬    ‫السابق‪ ،‬واحتواء للمختلفين معهم‬        ‫منصور ستمر بأزمة عاصفة‬
  ‫وصفه أحدهم بداعية الشيطان‪،‬‬
‫تخيل! الدكتور شحرور يدعو إلى‬         ‫بالمستقبل‪ ،‬لكني لا أتوقع ذلك‪..‬‬      ‫ربما تنتهي وتتحلل تما ًما‪ ،‬فهي‬
                                                          ‫للأسف‪.‬‬         ‫جماعة شخص‪ ،‬ومعزولة بشكل‬

                                       ‫وما يجادل به البعض قولهم‬          ‫تام عن الحداثة ومستجدات العلم‬
                                       ‫إن التنوير الإسلامي فقط هو‬
                                      ‫(تدبر القرآن)‪ ،‬والرد على ذلك‬       ‫الذي حاول د‪.‬شحرور من قبل‬

                                                                         ‫أن ُيدخلها للمنهج لكنه تعرض‬
                                                                         ‫للتكفير من بعضهم‪ ،‬وحاولت‬

                                                                         ‫شخصيًّا نفس الشيء وخصو ًصا‬
                                                                             ‫فلسفة التاريخ‪ ،‬لكنني فشلت‬

                                                                         ‫كذلك‪ ..‬فلا يوجد إنتاج علمي‬

                                                                         ‫للجماعة‪ ،‬وتوقف إبداعهم حتى‬

                                                                         ‫صار ما يكتبونه مكر ًرا‪ ،‬مما‬
                                                                         ‫أشعر العديد من قراء موقعهم‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124