Page 111 - merit 42 jun 2022
P. 111

‫‪109‬‬  ‫نون النسوة‬

 ‫لكني اتهمت نفسي بالعقوق‪ ،‬لأني لا أشعر بالحب‬
  ‫تجاهها عكس كل الفتيات الطيبات»‪ ..‬والمنهزمات‬
   ‫أي ًضا ممن يرضين بفتات الحب‪ ..‬بقايا إخوانهن‬
  ‫الذكور بعد أن يشبعوا منه إلى حد التخمة‪ ،‬حمية‬
    ‫عاطفية يخضع لها البنات حتى تصيبهن أنيميا‬
  ‫الإهمال‪ ،‬وهو ما يدفعها لمراجعة علاقتها بابنتها‪،‬‬
    ‫وتتساءل على خلفية جعلت كل فرد من أسرتها‬
    ‫يبحر إلي جهة مختلفة «هل من الممكن أن تكون‬
  ‫الفتاة سوية دون أن تسود البيت الذي تربت فيه‬
   ‫روح السعادة؟»‪ ،‬وتقر قاعدة أستقتها بالمعايشة‬
    ‫تارة وبالمشاهدة تارة أخري «الضغط العائلي لا‬
   ‫يجعلنا نستقيم تما ًما‪ ،‬بل يجعل الانحراف يأخذ‬
                                ‫سمته السرية»‪.‬‬
   ‫«لقد توقفت عن تأمل نفسي أمام المرآة»‪ ..‬ولكن‬
 ‫لم تتوقف منى الشيمي عن تأمل علاقتها بكل من‬
    ‫حولها ورصد تطورها‪« ..‬بعد أن قررت أنه إذا‬

‫كنت تعيسة بالفعل‪ ،‬فلا داعي لتحمل عبء التظاهر‬
     ‫بعكس ما أشعر به»‪ ،‬سفر بكر أول من دق له‬

  ‫قلبها إلى ألمانيا‪ ،‬مما مهد لارتباطها بزوج يكبرها‬
    ‫بعشرين عا ًما‪« ..‬بإمكان الحب وحده أن يجعل‬
     ‫الرجل مختل ًفا عن الآخرين»‪ ،‬وفي غيابه يصير‬

  ‫الأمر مناقصة‪ ..‬مواصفات وعروض‪ ،‬وتعرج إلى‬
  ‫علاقتها بأبيها والذي تبدو هيأته كجد‪« ..‬شعرت‬
 ‫بخزي؟ كم تمنيت ألا يكون أبي في هذه اللحظة»‪..‬‬
  ‫لحظة سقوطه وهي بصحبته وسؤال أحدهم‪ :‬هل‬
‫هو جدها؟ فما كان منها إلا أن أومأت برأسها‪ ،‬رغم‬
  ‫ذلك قبلت لأبنائها أ ًبا في رداء جد‪ ،‬يحتفظ بصبغة‬
   ‫سوداء في بيت البلدة‪ ،‬وكأن الفارق بين الشباب‬

                   ‫والكهولة فقط الشعر الأشيب‪.‬‬
 ‫«صارت الأمور وكأنه متزوج من نفسه»‪ ..‬الزواج‬
‫استكمال لمسوغات الوجاهة الاجتماعية‪ ،‬في مجتمع‬

      ‫إذا نزل عازب بحيهم وسكن بجوارهم‪ ،‬ربما‬
   ‫يستيقظ فيجدهم وقد رسموا جمجمة وعظمتين‬
   ‫متقاطعتين على باب شقته‪ ،‬وما إن تحل «المدام»‬
   ‫حتى يزول الخطر ويستعيدوا الأمان‪« ،‬لماذا أنت‬
   ‫في وا ٍد وأبي في وا ٍد آخر؟»‪ ..‬لا لأنه متعلق بنهلة‬
‫حبه القديم‪ ،‬فلا أبرع من الرجال في النسيان‪ ،‬الأمر‬

     ‫متعلق بعمر من التجارب خاضها أحمد‪ ،‬بينما‬
     ‫منى كانت لا تزال طفلة تسأل «هو أنا بنت؟»‪،‬‬
   106   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116