Page 21 - merit 42 jun 2022
P. 21
19 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
جبار ياسين آرثر رامبو وبيت رامبو ،وعن عديد المثقفين الذين عرفهم
وعايش تجاربهم ،مقد ًما كل ذلك من خلال ذاكرة
وإذا كان عنوان الديوان (عناق المسند) يمثل دلالة
واضحة تعبر عن التحام الشاعر باليمن ،وتقديره متوقدة ولغة جمعت بين الدقة والحميمية ،كما
تل َّوع حز ًنا وشجنًا لما آلت إليه حال اليمن اليوم،
لإرثها المكتوب بوصف الكتابة /المسند فعل
حضاري تميزت به اليمن ،بوصفه أهم بصمات وخص بجانب كبير من حديثه رجل الأعمال
تراثها القديم ،فإن العنوان الملحق ( ِس ْف ُر اليمن)، اليمني الشيخ محمد بن عيسى الجابر؛ الرجل
يحيل إلى رغبة في حفظ تجليات هذا الالتحام ،من الذي يدين له مشروع كتاب في جريدة بعشر
سنوات من الدعم السخي السلس الغير محفوف
خلال الشعر ،فالقصيدة تبقى شهادة حا َّرة لا بأي اشتراطات ،أو مواقف مسبقة من ِك َتا ٍب أو
تبرد بالتقادم ،ولا تنال الدهور من شغفها ،وهو كاتب ممن أتيح لهم الظهور في ذلك المشروع
مسعى يتز َّكى بعتبة ثالثة؛ تمثلت بنص شعري العظيم .كل ذلك قبل أن يقرأ مجموعة من قصائده
احتفظ به نقش سبئي قرابة ألفي عام ،وقد جاء عن اليمن ومصر والعراق ،ويتحدث عن تجربته
فيه“ :أما هم فقد وصلوا مأرب ،وهو يرجو أن
تهتموا بما قد يحيط بعائلتكم من صروف الدهر. الجديدة في العراق؛ المتمثلة في جريدة (بين
كما عليك أن تهتم بابنك وهو قد تل َّمس مخر ًجا لدى نهرين) ،وهي جريدة أدبية ثقافية ،كان يريد لها
سيِّده وائل بادية وحصل على موافقته للالتحاق أن تحتل مساحة مميزة في المشهد الثقافي العربي
بركب القوافل” ،إضافة إلى ذلك فإن كل عنوان من
عناوين الديوان يؤكد على هذا الالتحام ،حتى في خلال السنوات القادمة.
حالة النص رقم ( 13ماذا قلت يا آرثر) ،إذ آرثر هنا بعد الأمسية أخبرنا أن مشروع الكتاب الذي
هو الحالة اليمنية للشاعر الفرنسي ،الحالة العدنية اتفقنا عليه في البصرة ،مشروع قائم لكنه يرغب
بالذات ،وتشكل إهداءات النصوص عتبات مساندة في تعديله ليكون من شقين ،شق شعري ،وشق
للعناوين ،فثلث نصوص الديوان مقرونة بإهداءات، ِس َي ِر ٌّي ،وأنه يرغب أن نبدأ بالشق الشعري،
منها ما يقدم دلالات إضافية توسع المعنى وتضيئه، وهو جاهز ،عنوانه ( ِع َنا ُق المُ ْس َن ِد) ،تلقينا مقترحه
بالترحيب ،وأعجبنا العنوان فهو عميق الدلالة على
ارتباطه باليمن وتراثها الغني ،وهويتها الخاصة
ج ًدا .وبعد ثلاثة أشهر صدر الديوان في طبعة
أنيقة ،ثم جاء الشاعر الكبير إلى القاهرة وكانت
ليلة تقديمي له وكتابه في أتيليه القاهرة بتاريخ 28
يونيو 2019من أسعد الليالي في حياتي.
***
يضم ( ِعن َا ُق المُ ْس َن ِد) ،واح ًدا وعشرين ن ًّصا تفايحت
على 228صفحة من القطع المتوسط ،وانتظمتها
جبا ًل ُتقتس ُم كالخبز،
صنعاء ،حضرموت؛ في العناوين التالية :رأيت
وصايا مملك ٍة ستجيء،
الطريق إلى يافع -نقيل الخلا ،عدن -المعسكر ،الع ُّم
يحيى ،مزرعة علي بن محسن ،جاهليات ،حديث
الصحراء ،حديث ال ُقرمط ِّي ،إعراب ،الرسالة ،ماذا
قلت يا آرثر ،الاحتمال وحده ،ضا ْد ،امرؤ القيس،
ُع َّزى ،أطيان ،موسى ،أُحفو ٌر يمن ٌّي.