Page 246 - merit 42 jun 2022
P. 246

‫«زغلول» إمكاناته ويكلفه بمهام‬          ‫من اللافت في أغلب أعمال "علي‬
  ‫مشبوهة تتعلق بتهريب بضائع‬             ‫بدرخان" حرصه علي أظهار خبايا‬
‫من الجمرك‪ .‬ويتعرف «زعتر» على‬             ‫الإنسان في خيره وشره‪ ،‬ورقته‬
   ‫«سهام» شقيقة ضابط المباحث‬           ‫وجبروته‪ ،‬وقوته وضعفه‪ ،‬وصلاحه‬
‫«محمد»‪ ،‬ويربط الحب بينهما مما‬          ‫وفساده‪ ،‬وعطائه وجشعه‪ ،‬وكرمه‬
‫يثير غضب شقيقها‪ .‬بينما يستقل‬            ‫وبخله‪ ،‬وكرامته وقهره‪ ،‬وصدقه‬
  ‫عن «زغلول» ويبدأ في منافسته‪،‬‬           ‫وكذبه‪ ،‬وأمانته وخيانته‪ ،‬وحبه‬
                                        ‫وكرهه‪ .‬كما نراه يتعقب مصائر‬
    ‫لكن الأخير يتقدم للزواج من‬          ‫شخصياته بحيادية ‪-‬وللشخصيات‬
    ‫«سهام» ويرحب به «محمد»‪.‬‬             ‫النسائية حضورها القوي الفاعل‬
    ‫ويكشف له «زغلول» حقيقته‬            ‫في أعماله‪ -‬سواء أكانت في منحني‬
‫ولكنه لا يصدقه‪ ،‬فتهرب «سهام»‬             ‫تصاعدي أم تتلاشي إلى العدم‪.‬‬
     ‫مع «زعتر» ليتز َّوجا‪ .‬ويتأكد‬
 ‫الضابط من حقيقة «زغلول» لكن‬             ‫فيعرف العلاقة الآثمة بين أخته‬    ‫تصويره في أماكن خارجية ذات‬
    ‫مكالمة تليفونية له من مسئول‬           ‫ودياب فيقرر قتلها‪ ،‬ولكن قبل‬       ‫طبيعة صعبة‪ .‬ويسرد الشريط‬
  ‫يأمره بحفظ التحقيق ويتم نقله‬                                           ‫استدعاء السلطة لعشرات الآلاف‬
                                             ‫ذلك كله تسبقه رصاصات‬
                    ‫إلى أسيوط‪.‬‬               ‫«أفندينا» الذي يعد الشريك‬       ‫من الشباب للعمل سخر ًة في‬
    ‫ومن بين أعماله العشرة كان‬          ‫الأول مع «الطرابيشى» في تجارة‬        ‫قناة السويس‪ .‬فيترك «متولي»‬
    ‫فيلم «الجوع» (‪ )1986‬الأكثر‬         ‫العبيد‪ .‬كما قرر «أفندينا» التخلص‬  ‫شقيقته «شفيقة» وحدها مع الجد‬
    ‫سعادة له وحما ًسا لإخراجه‪.‬‬              ‫من «شفيقة» حتى لا تفشى‬       ‫العجوز‪ ،‬حيث تضطرها الظروف‬
   ‫وقد ش َّكل له تحد ًيا كبي ًرا‪ ،‬فهو‬   ‫سره‪ ،‬وسر الطرابيشى‪ ،‬وتموت‬          ‫القاسية نحو إغراءات ابن شيخ‬
 ‫مأخوذ عن ملحمة «الحرافيش»‪.‬‬                                                 ‫البلد «دياب»‪ .‬وتكتشف البلدة‬
    ‫وأراد تقديم القصة كاملة‪ ،‬إلا‬                  ‫«شفيقة» برصاصاته‪.‬‬       ‫العلاقة الآثمة بينهما‪ ،‬ويضطرها‬
     ‫أن المخرج «يوسف شاهين»‬             ‫وتبوأ فيلمه «أهل القمة» (‪)1981‬‬      ‫الجد إلى الرحيل برفقة القوادة‬
    ‫الذي كان يملك القصة في هذا‬         ‫‪-‬عن قصة للأديب العالمي «نجيب‬      ‫«هنادى» إلى أسيوط‪ .‬حيث يعجب‬
     ‫الوقت باع منها أجزاء كثيرة‬                                           ‫«الطرابيشى» الذي يقوم بتوريد‬
   ‫لعدد آخر من المخرجين‪ .‬فكان‬                 ‫محفوظ»‪ -‬المرتبة السابعة‬       ‫عبيد إلى شركة قناة السويس‬
    ‫التحدي لبدرخان أن يقدم ما‬              ‫والثلاثين من بين أفضل مئة‬      ‫بشفيقة‪ ،‬وتصبح عشيقته‪ .‬وتبدأ‬
   ‫يعبر عن الحرافيش عبر الجزء‬            ‫فيلم في ذاكرة السينما المصرية‪.‬‬     ‫في كشف طبيعة عمله‪ ،‬وعندما‬
    ‫الذي أمتلكه‪ .‬ويسرد «الراعي‬          ‫ويحكي الشريط السينمائي ‪-‬من‬       ‫تتضايق شفيقة من إيقاع حياتها‬
  ‫والنساء» (‪ ،)1991‬والمأخوذ عن‬             ‫بطولة «سعاد حسني»‪ ،‬ونور‬       ‫تقرر العودة إلى بلدتها‪ ،‬وتنكشف‬
    ‫قصة أجنبية بعنوان «جزيرة‬           ‫الشريف»‪ ،‬و»عزت العلايلي»‪ -‬عن‬       ‫فضيحة «الطرابيشى» في تجارة‬
    ‫الماعز»‪ ،‬حكاية زواج المهندس‬           ‫اللص «زعتر» الذي يعمل لدى‬      ‫العبيد‪ .‬ويعود «متولى» إلى قريته‪،‬‬
 ‫«كامل عبد العظيم» من محبوبته‬           ‫«زغلول» صاحب إحدى شركات‬
  ‫«وفاء» ضد رغبة أسرته‪ .‬لتلفق‬             ‫الاستيراد والتصدير‪ .‬ويستغل‬
  ‫له الأسرة تهمة اختلاس تؤدى‬
  ‫لسجنه حيث يزامل «حسن عبد‬
‫الراضى»‪ ،‬ويقص له كل تفاصيل‬
  ‫حياته الشخصية قبل أن يموت‪.‬‬
   ‫بينما تعيش أرملته «وفاء» مع‬
   241   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251