Page 250 - merit 42 jun 2022
P. 250

‫العـدد ‪42‬‬                                               ‫‪248‬‬

                                                                                                    ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬  ‫د‪.‬هندة بوحامد‬

    ‫إنشائية اللوحة‬                                                                                              ‫(تونس)‬
  ‫التصويرية مسلك‬
  ‫مخصوص باللذة‪..‬‬

       ‫قراءة‪ ‬في تجربة ذاتية لمعرضي الشخصي‬
‫«ديناميات‪ :‬أنطولوجيا الذات في تأويل الأمكنة»‬

‫موقعنا يحتم علينا تمرير موجات‬           ‫بمختلف أشكالها؛ لنلجأ اليوم‬    ‫ونحن نعيش في زمن الكورونا‬
‫إيجابية لمجابهة الأزمة ومقاومتها‪.‬‬     ‫إلى الورشة حتى نخلق‪ ‬لأنفسنا‬
                                      ‫فرصة حقيقية قادرة على تغيير‬      ‫يبقى التشكيل منف ًذا للخروج من‬
    ‫تلك هي فلسفة المتعة بد ًءا من‬    ‫كل مجريات الأمور وتحويلها إلى‬     ‫هذه الأزمة في محاولة للانشغال‬
     ‫لحظة إنشاء اللوحة المحفوفة‬        ‫الأفضل‪ ،‬واستكشاف مسارات‬
    ‫بالانتشاء‪ ‬البصري والروحي‬          ‫جديدة محفوفة بلحظات إبداعية‬         ‫بالبحث والتعبير‪ .‬لذا علينا أن‬
  ‫والحسي ومتعة التأمل والإلهام‬         ‫قد تنمي الوعى والتذوق الفنى‬        ‫نفكر في الإبداع حتى لا نكون‬
  ‫والتذو ِق(‪ .)2‬قد تكون المتعة التي‬   ‫لدى المتلقي‪ .‬هذا ما خلصت إليه‬        ‫مكبلين بما يدور حولنا‪ ،‬ولما‬
   ‫تحدث عنها رولان بارط عندما‬          ‫الناقدة الفنية الفرنسية كاترين‬  ‫لا‪ ‬قد تكون هذه الأزمة هي شعلة‬
      ‫أخذنا بصوره في رحلة عبر‬         ‫ميياي في كتابها «الفن المعاصر»‬     ‫الابتكار لننتقل إلى حالة أخرى‬
  ‫الزمان والمكان لتتحول‪ ‬الصورة‬       ‫لتتوصل إلى طرح معايير جديدة‬         ‫من الوعي عبر‪ ‬إنشائية اللوحة‬
 ‫إلى شاهد على الحدث وتلج بنا في‬       ‫في علاقة «الفنان» بــ»المتلقي»‪،‬‬    ‫داخل مسلك مخصوص باللذة‪،‬‬

          ‫تمام المتعة البصرية(‪.)3‬‬         ‫وتقدم بعض السبل للتفكير‬           ‫كي لا تكون لوحاتنا مجرد‬
 ‫وضمن علاقة الفن باللذة يندرج‬           ‫في المسألة الإبداعية المعاصرة‬   ‫إنجاز يدوي فحسب‪ ‬بل لتتحول‬
  ‫موضوع هذا المقال وهو بعنوان‬
                                          ‫وكيف لها أن تكون مساحة‬          ‫إلى تجربة حسية وفكرية م ًعا‪.‬‬
     ‫«إنشائية اللوحة التصويرية‬       ‫مفتوحة ومجا ًل للحرية والتفكير‬       ‫فنحن بحاجة اليوم إلى تجربة‬
 ‫مسلك مخصوص باللذة» لأطرح‬             ‫والتصرف بشكل مختلف عندما‬           ‫جمالية تمنحنا التوازن وتثري‬
  ‫من خلاله فكرة انصهار اللوحة‬                                            ‫تجربتنا‪ ،‬وتعطي أم ًل جدي ًدا في‬
                                       ‫تكون الأيديولوجيات والأنظمة‬       ‫محتواها ليبقى ملاذنا الفن ولا‬
    ‫وانشغالها بالأحداث واليومي‬       ‫الفلسفية التي توجهنا في أزمة(‪.)1‬‬
  ‫والراهن في تجربتي الفنية التي‬                                             ‫غير الفن‪ .‬ويبقى الإبداع هو‬
                                                                        ‫السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255