Page 253 - merit 42 jun 2022
P. 253

‫‪251‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

   ‫تعالقها وتعانقها مع المساحات‬        ‫يتواصل بحثنا في ذاكرة الأمكنة‬        ‫من استحضار الزمن(‪ )6‬بما له‬
 ‫اللونية‪ .‬هو تعالق جمالي يفصح‬              ‫من خلال لوحة بعنوان «في‬           ‫علاقة بالحاضر والمستقبل أو‬
  ‫عن ارتباط‪ ‬الذاتي‪ ‬بمخزون من‬                                             ‫من اقتباس للماضي وتشكيله في‬
‫الصور العالقة في ذهني من البيئة‬      ‫متاهات المدينة» لنتحول إلى رحلة‬     ‫إشارة جمالية تتجه إلى التأمل في‬
 ‫الحضرية التي ترجمتها تشكيليًّا‬        ‫من الشد والجذب بين الأشكال‬          ‫فضائية لا محدودة ولا نهائية‪.‬‬
 ‫إلى ُبنى شكلية ولونية معاصرة‪.‬‬              ‫والألوان عبر تطويع‪ ‬المواد‬        ‫تلك هي المراوحة بين ثنائيات‬
‫تحولت هذه التجربة إلى حالة من‬            ‫والخامات‪ ‬التي بحث ُت في آثار‬      ‫مختلفة تعبر عن جمالية تحتكم‬
   ‫التأثر التي انعكست على الذات‬
   ‫لتتجلى من جديد عبر تأويلات‬        ‫تفاعلها مع أفعال الحرق والشطب‬              ‫للمكان وتحلل رموزه عبر‬
‫تشكيلية ذاتية‪ ،‬لي َتدرج هذا التأثير‬   ‫والحفر في المادة اللونية‪ ،‬لينساب‬       ‫المؤثرات المادية واللونية التي‬
                                     ‫سطح لوحاتي بترنيمات موسيقية‬            ‫ترابطت وتجاذبت مع الأشكال‬
    ‫من ال َكلاسيكيات ويستقر مع‬                                           ‫لتوحي بمقاصد فيها من السردية‬
   ‫التجريدات كأسلوب يحتكم في‬              ‫منبعثة من تداخل الإشارات‬       ‫وال َق َص ِصية؛ كأنها حكايات َتعتمل‬
  ‫كليته للعلامات والرموز كما في‬      ‫العلاماتية والمكانية‪ .‬فكان التعاطي‬    ‫في داخلها‪ ‬بخيط رابط لا مرئي‪.‬‬
‫اللوحات التجريدية لـ كاندنسكي‬
  ‫وبول كلي وغيرهم ممن التزموا‬             ‫مع الواقع بتعبيرية تجريدية‬
 ‫بمبدأ رئيسي توليفته الأساسية‬           ‫تعلن عن عوالم متعددة الأبعاد‬
                                     ‫تتأسس على التدرج الحركي الذي‬
                                     ‫هو بلا شك يشكل هاجسي الأول‬
                                      ‫في استدراج الأشكال والبحث في‬
   248   249   250   251   252   253   254   255   256   257   258