Page 258 - merit 42 jun 2022
P. 258

‫العـدد ‪42‬‬                                            ‫‪256‬‬

                                                                                              ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬  ‫د‪.‬فاطمة الحصي‬

‫سلوى بكر والفيلة‬
           ‫السوداء‬

  ‫بالأحذية البيضاء‬

       ‫وإحساسهن المنعدم به‪ ،‬في‬      ‫بيضاء)؛ ولم أفهم السر إلا‬                                             ‫عن دار َد َّون صدر للكاتبة‬
       ‫ربط بديع بين التنازل عن‬   ‫حين وصل ُت في قراءتي للرواية‬
    ‫الجمال والرشاقة وحب الذات‬    ‫إلى الصفحة ‪ ،١٢٥‬حين بدأت‬                                                 ‫المصرية الحاصلة على جائزة‬
     ‫في مقابل تدين شكلي يتجسد‬
      ‫في أشكال العبايات السوداء‬                                                                           ‫الدولة التقديرية عام ‪٢٠٢١‬‬
      ‫والحذاء الرياضي الأبيض‪،‬‬    ‫سلوى بكر رواية (فيلة سوداء البطلة في سرد ملاحظتها حول‬
  ‫وترك أجسادهن فريسة للسمنة‬      ‫كيف تحولت أجساد المصريات‬
‫والترهل وكل ما ينتج عن ذلك من‬                                                                             ‫بأحذية بيضاء) قد يصنفها‬
                                 ‫إلى السمنة والترهل‪ ،‬وأرجعت‬
                          ‫قبح‪.‬‬                                                                            ‫البعض بأنها رواية عاطفية أو‬
            ‫***‬                  ‫ذلك إلى كراهيتهن لأجسادهن‬
      ‫على الرغم من كونها رواية‬                                                                            ‫غرامية لكنها في ظني رواية‬
 ‫قصيرة نو ًعا ما حيث لا تتجاوز‬
      ‫الـ‪ ١٢٧‬صفحة‪ ،‬فإن الكاتبة‬                                                                            ‫سياسية تاريخية اجتماعية لما‬
   ‫أخذتنا في رحلة عبر الزمن من‬
   ‫العام ‪ ١٩٦٦‬إلى ما بعد ‪١٩٨٠‬؛‬                                                                            ‫بها من تتبع تاريخي سياسي‬
‫استهلتها بتفاصيل دقيقة على قدر‬
 ‫باذخ من الجمال نحيا من خلالها‬                                                                            ‫واجتماعي للمجتمع المصري‬
   ‫سنوات الستينيات بكل ما فيها‬
  ‫من جمال؛ ألهمتنا أحداث ظهور‬                                  ‫منذ عام ‪ ١٩٥٠‬حتى نهاية حكم‬
 ‫«العذرا» حجم البساطه والإيمان‬
    ‫العفوي والمتجسد في الشارع‬                                                                             ‫السادات‪ ،‬وهي سردية واقعية‬

                                                               ‫جعلت خاط ًرا حول مدى احتمالية‬
                                                                 ‫أن تكون سيرة ذاتية لمرحلة ما‬

                                                               ‫من مراحل حياة الكاتبة سلوى‬

                                                                                                          ‫بكر يداهمني‪.‬‬

                                                                                                          ‫***‬

                                                                                                          ‫أعترف أن العنوان حيرني‬
                                                                                                            ‫كثي ًرا‪ ،‬قلت لنفسي‪َ ِ :‬ل هذا‬
                                                                                                          ‫العنوان الطويل الذي يصعب‬

                                                                                                          ‫حفظه‪( :‬فيلة سوداء بأحذية‬

                                 ‫سلوى بكر‬
   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263