Page 251 - merit 42 jun 2022
P. 251

‫‪249‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

                     ‫ُقدمتها ضمن فعاليات معرضي‬
                       ‫الفردي‪ :‬ديناميات‪ :‬أنطولوجيا‬
                      ‫الذات في تأويل الأمكنة‪ ،‬برواق‬

                        ‫الفنون بالمعهد العالي للفنون‬
                     ‫والحرف بصفاقس‪ ،‬والذي امتد‬
                     ‫من ‪ 29‬مارس إلى غاية ‪ 8‬أفريل‬

                                           ‫‪.2021‬‬
                      ‫يلج بنا معرض «ديناميات» في‬

                        ‫عالم من التجريد والإيحاءات‬
                     ‫البصرية بلوحات معاصرة تطل‬
                   ‫على الأمكنة‪ ،‬بسيمفونيات تشكيلية‬
                      ‫تستكشف الزمن ضمن حيزية‬
                      ‫تعب ُر منها الإشارات واللمسات‬
                    ‫بدينامية(‪ )4‬لونية وخطية تتلخص‬
                   ‫في إشارات رمزية‪ ‬للفراغ والنزوح‬

                       ‫التي أرى فيها المعنى الحقيقي‬
                    ‫للعالم‪ .‬إنها الحقيقة التي تتجاوز‬

                      ‫الوجود في مقابل الحقيقة التي‬
                    ‫تنمط وتموضع وتشيئ الوجود‪،‬‬
                     ‫لنؤسس لجمالية معاصرة تعيد‬
                   ‫تسريح ما تعطل في ذواتنا وتحيي‬

                       ‫فينا الجانب الحيوي بعي ًدا عن‬
                                         ‫العقلانية‪.‬‬

                        ‫فأن ننظر إلى ما هو أبعد من‬
                       ‫الواقع المرئي والمفهوم للحياة‬
                       ‫لا يكون إلا عبر كسر القواعد‬
                      ‫والقيود والوقوف عند الجوهر‬
                         ‫الحقيقي للحياة‪ .‬لعل هذا ما‬
                      ‫استشرفته الأحكام على امتداد‬
                        ‫تطور الفكر الفلسفي‪ ،‬خاصة‬
                   ‫منها الطرح النيتشوي أين «يكون‬
                    ‫الفنان مدفو ًعا بالرغبة في التغيير‬
                       ‫لكشف الحقيقة»‪ .‬هكذا يصبح‬
                     ‫إدراكنا الجمالي مبني على رؤية‬

                         ‫تشكيلية لها اقتدار على فهم‬
                   ‫الوجود تشكيليًّا والنفاذ إليه بعي ًدا‬

                      ‫عن موازناته المنطقية‪ .‬تلك هي‬
                   ‫أنطولوجيا الذات التي لا تكون إلا‬
                   ‫عبر جعل الذات حاضرة بوصفها‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256