Page 156 - m
P. 156
العـدد 60 154
ديسمبر ٢٠٢3
إستر فانوس وشهدت تغييرات في مفهومها لدور المرأة ،وهناك
جهود مستمرة لزيادة المساواة بين الجنسين
العمل المصرية ،وغيرها من الجمعيات الخيرية. وتوفير حقوق متساوية للنساء في مختلف
وعقب ثورة 1952بمصر أصبحت المرأة المجالات ،وقد شهدت المرأة القبطية تطورات
القبطية تشارك بشكل أكبر في الحياة السياسية اجتماعية وثقافية مهمة في المجتمع الشرقي ،منذ
والمجتمعية ،وحصلت النساء على حقوق متساوية صدر المسيحية وحتى وقتنا هذا .وفي هذا المقال،
س ُنلقي نظرة على مسار التأثيرات والتحولات في
فيما يتعلق بالتصويت والترشح للمناصب
الحكومية ،وفي مجال التعليم والعمل ،شهدت وضع المرأة القبطية داخل المجتمع الشرقي.
مصر تحسنًا كبي ًرا في مجال التعليم ،والمرأة فمع انتشار المسيحية في الشرق في القرن الأول
القبطية استفادت من هذا التطور ،حيث تخرجت الميلادي ،لعبت المرأة القبطية دو ًرا مه ًّما في تطوير
العديد من النساء القبطيات من الجامعات، ونشر هذه الديانة ،حيث تأثرت ،بشكل كبير،
وشغلن مواقع مهمة في القطاعات المختلفة ،بد ًءا بقيم وتعاليم المسيحية والمثل الإنسانية ،حيث
من الطب والقانون وصو ًل إلى الإعلام والأعمال كانت روح المساواة والحب والخدمة المنتشر في
العامة ،وفي العمل الخيري والخدمة الاجتماعية، تعاليم المسيحية قد ساهمت في تحسين وضع
شهدت المرأة القبطية مشاركة كبيرة في الأعمال
المرأة القبطية وتعزيز حقوقها بشكل كبير.
الخيرية والخدمة الاجتماعية ،حيث تأسست وهذا الأمر جعل المرأة القبطية تلعب دو ًرا بار ًزا
العديد من المؤسسات الخيرية والمنظمات التي
في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .تشارك في
تديرها القبطيات لمساعدة المحتاجين وتعزيز الصلوات والطقوس الدينية وتقوم بالخدمة
التعليم والصحة ،وفي مجال الأعمال وريادة
الأعمال لعبت القبطيات دو ًرا متزاي ًدا ،حيث الكنسية .بالإضافة إلى ذلك ،يمكن للنساء
تأسست العديد من الشركات والمشاريع التي القبطيات أن يتخذن دو ًرا مه ًما كراهبات وأخوات
تمتلكها نساء قبطيات. في الأديرة القبطية .هذا بالإضافة إلى أن هناك
وعقب الثورة المصرية عام ،2011شاركت النساء طقوس خاصة تتم في الكنيسة تشجع على
القبطيات في الحياة السياسية ،وأصبحن يمثلن مشاركة النساء في الخدمة الدينية ،وفي العصور
نسبة كبيرة في البرلمان والحكومة ،وأصبحت الوسطى ،شهدت المرأة القبطية بعض التحديات.
تعرضت لضغوط دينية واضطهاد من قبل
الحكام الأجانب .ومع ذلك ،بقيت المرأة القبطية
محو ًرا للأسرة وحافظت على تقاليدها الثقافية.
وفي العصور الحديثة ،شهدت المرأة القبطية
تطورات إيجابية في وضعها ،حيث بدأت تشغل
مواقع أكثر تقد ًما في المجتمع وأصبح لها دور
أكبر في التعليم والعمل ،وتمتلك حقو ًقا قانونية
واجتماعية أكثر تكاف ًؤا .ففي ثورة 1919شهدت
مصر دو ًرا كبي ًرا للنساء القبطيات ،والمصريات
في النضال من أجل الاستقلال عن الاستعمار
البريطاني ،مثل إستر فهمي (إستر فانوس)،
المناضلة الوطنية صاحبة فكرة الاتحاد النسائي
المصري ،والتي روجت للمساواة مع الرجل
في الحقوق والواجبات ،وشاركت في الجمعيات
الأخرى مثل جمعية الشابات المسيحيات ،ورابطة