Page 153 - m
P. 153

‫‪151‬‬  ‫نون النسوة‬

                 ‫‪.)2010 Kaddari and Yadgar‬‬             ‫‪.)2017 Blecher-Prigat and Zafran ;2013‬‬
      ‫فيما يسمى بالبنية المتعددة الثقافات للحقوق‬          ‫وبالاعتماد على نظام الملل العثماني‪ ،‬كما تبنته‬
                                                         ‫وحولته سلطات الانتداب البريطاني (‪Agmon‬‬
         ‫المتمايزة بين المجموعات (‪;2004 Saban‬‬            ‫‪ ،)2017‬فإن إضفاء الطابع المؤسسي على هذه‬
  ‫‪،)2018 ,2012 ,2007b ,2007a Karayanni‬‬                     ‫العمارة الطائفية في سياق ما بعد الاستعمار‬
   ‫تتعرض حقوق الطلاق للخطر بشكل خاص عبر‬
‫المجال الديني‪ .‬والجدير بالذكر‪ ،‬فإن الظلم الجندري‬    ‫الإسرائيلي قد توج بالاعتراف الرسمي بأربعة عشر‬
   ‫لكل من أنظمة الطلاق الإسلامية واليهودية كان‬      ‫مجتم ًعا دينيًّا‪ :‬اليهودية والمسلمة والدرزية والبهائية‬

       ‫موضو ًعا محور ًّيا في كل من المنح الدراسية‬      ‫وعشر طوائف مسيحية مختلفة‪ .‬كل طائفة دينية‬
     ‫النسوية الاجتماعية القانونية والمحلية (بورتر‬    ‫معترف بها لها محاكمها ومذاهبها الدينية الخاصة‬
     ‫‪1995‬؛ كابيل ‪1998‬؛ كلينتون ‪1999‬؛ ليفشيتز‬
  ‫‪2003‬؛ روحانا ‪2003‬؛ هالبرين كداري ‪2004‬؛‬                ‫بها‪ ،‬وكل منها مخولة قانو ًنا بممارسة سلطتها‬
   ‫يفيت ‪2016 ،2009‬؛ كوزما ‪2011‬؛ أبو رمضان‬               ‫القضائية على جميع السكان الإسرائيليين الذين‬
    ‫‪2015‬؛ شاهار ‪2015‬؛)‪ .‬بطشون ‪ .)2017‬ومع‬                ‫ينتمون إلى الديانة بالولادة أو المعمودية‪ ،‬بغض‬
   ‫ذلك‪ ،‬فإن الأدبيات صامتة فيما يتعلق بالطوائف‬           ‫النظر عن معتقداتهم الدينية الشخصية أو عدم‬
‫الكاثوليكية في إسرائيل ‪-‬الكنائس الرومانية والملكية‬   ‫وجودها (إيدلمان ‪1994‬؛ هالبرين‪ -‬كداري ‪2004‬؛‬
  ‫والسريانية والكلدانية والأرمنية والمارونية‪ -‬التي‬  ‫سيزجين ‪2010 ،2004‬؛ ليرنر ‪2014‬؛ أبو رمضان‬
     ‫لا تتمتع بإعفاء ديني أو مدني من الزواج (إلا‬      ‫‪2015‬؛ شاهار ‪2015‬؛ أمير ‪2016‬؛ ييفت ‪.)2016‬‬
   ‫في حالات نادرة إن كان الزواج معيبًا منذ البداية‬      ‫بمعنى آخر‪ ،‬في الدولة اليهودية‪ ،‬ليس الفرد هو‬
    ‫ويمكن إبطاله)‪ .‬الطائفة المسيحية الأساسية هي‬      ‫الذي يختار الدين‪ ،‬بل الدين هو الذي يختار الفرد‪.‬‬
‫كذلك تسمح بالطلاق‪ ،‬مثلما هو الحال مع المسيحية‬
 ‫اليونانية الأرثوذكسية‪ ،‬وتخضع الخروج الزوجي‬               ‫ليس هناك حق في المواطنة العلمانية في قانون‬
  ‫لنظام قائم على الخطأ غير المتكافئ بين الجنسين‬       ‫الأسرة الإسرائيلي‪ ،‬ولا يوجد حق خروج للأفراد‬
      ‫يعود تاريخه إلى عهد الإمبراطورية البيزنطية‬    ‫الذين يسعون إلى استبدال قواعدهم الدينية بأعراف‬
    ‫في القرن الرابع عشر‪ .‬قائمة الأسباب اليونانية‬     ‫مدنية قائمة على المساواة‪ .‬وتتعايش المحاكم الدينية‬
‫الأرثوذكسية الغامضة تتخيل امرأة ليست على قدم‬         ‫جنبًا إلى جنب مع نظام مواز لمحاكم الأسرة المدنية‬
    ‫المساواة مع زوجها‪ ،‬بل على أنها تحت وصايته‪،‬‬       ‫التي تم منحها ولاية قضائية متزامنة على القضايا‬
 ‫وتذهب إلى حد وضع تصور واضح للعنف المنزلي‬           ‫الزوجية الفرعية‪ .‬هذا لا يعني إنكار الجوانب المميزة‬
 ‫باعتباره شك ًل قاب ًل للتوفيق من الخلاف الزوجي‬        ‫الأخرى للهوية الفلسطينية المسيحية بما يتجاوز‬
  ‫(‪Batshon ;1997 Espanioly ;1926 Goadby‬‬             ‫الاختلافات الدينية التي تعتبر ضرورية «لفهم أكثر‬
 ‫‪ .8 .)2018 Karayanni ;2012‬إن الحديث المطول‬         ‫دقة للمجتمع والسياسة الفلسطينية والإسرائيلية»‪.‬‬
 ‫عن قوانين الطلاق الديني غير المسيحي (اليهودي‪،‬‬        ‫انظر العمل المضيئ لماكغيرن (‪ .)5 ،2011‬مسائل‬
  ‫المسلم‪ ،‬الدرزي‪ ،‬الخ) هو بالطبع خارج نطاق هذا‬          ‫توزيع الممتلكات‪ ،‬ونفقة الزوجة‪ ،‬وإعالة الأطفال‬
 ‫المقال‪ .‬يكفي أن نذكر أن النساء المنتميات إلى جميع‬   ‫وحضانتهم (‪Halperin-Kaddari ;1992 Raday‬‬
    ‫الجماعات الدينية في إسرائيل يخضعن لقوانين‬          ‫‪ .)2012 Hacker ;2010 Sezgin ;2004‬ومع‬
      ‫عائلية أبوية ذكورية واضحة‪ ،‬وأحيانا قديمة‪.‬‬       ‫ذلك‪ ،‬تتمتع المحاكم الدينية باحتكار مؤسسي غير‬
  ‫تخضع النساء المسلمات‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لقانون‬        ‫مقيد لتنظيم الزواج وفسخه‪ ،‬مما يجعل إسرائيل‬
   ‫حقوق الأسرة العثماني لعام ‪ ،1917‬وهو تشريع‬
  ‫قديم ظل راك ًدا منذ تدوينه قبل أكثر من قرن من‬         ‫الكيان الديمقراطي الليبرالي الوحيد حيث يعتبر‬
     ‫الزمان‪ ،‬ولا يوفر عملية حل لا تشوبها شائبة‬          ‫الزواج بين الأديان من المحرمات القانونية‪ ،‬ولا‬
                                                    ‫وجود للزواج المدني والطلاق‪ ،‬ولا يوجد مخرج إلى‬
                                                       ‫نظام علماني‪ .‬المجال الإقليمي للمواطنة المشتركة‬

                                                            ‫(‪Halperin- ;30 ,2003 Fogiel-Bijaui‬‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158