Page 152 - m
P. 152

‫العـدد ‪60‬‬   ‫‪150‬‬

                                                      ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

‫وقد ساهم الفشل السائد في مراعاة الهوية المشتركة‬       ‫كمجموعة سكانية متدينة وكآلية سيطرة فرق تسد‬
    ‫للنساء الفلسطينيات المسيحيات في خلق مفهوم‬            ‫لتفكيك التعاون بين القطاعات (‪,1980 Lustick‬‬
                                                        ‫‪ .)2016 Amir ;427 ,2000 Barzilai ;133‬على‬
  ‫جوهري ومتجانس للمواطنة العربية الفلسطينية‪،‬‬
 ‫والذي يضع المجتمع بأكمله بشكل خاطئ على قدم‬            ‫سبيل المثال‪ ،‬كانت الدراسات الاجتماعية القانونية‬
  ‫المساواة غير المتكافئة في الدولة اليهودية‪ .‬إذا كان‬      ‫في كثير من الأحيان غير منسجمة بشكل كاف‬

   ‫هناك أي شيء‪ ،‬فإن المسيحيين الفلسطينيين هم‬           ‫مع الفروق بين الجنسين ومع مكانة المرأة المميزة‬
‫عمو ًما من يعتبرون نخبة فكرية ومهنية واجتماعية‬        ‫داخل المجتمع العربي الفلسطيني‪ .‬إن وضع النساء‬

  ‫واقتصادية ومتحضرة إلى حد كبير داخل مجتمع‬              ‫العربيات الفلسطينيات خلف حجاب رمزي جعل‬
 ‫عربي فلسطيني مهمش (‪Tsimhoni ;1998 Saar‬‬                   ‫تجاربهن شفافة ‪-‬حتى من الناحية المفاهيمية‪-‬‬
                                                         ‫من خلال استخدام مصطلحات إقصائية تصوغ‬
   ‫‪Kaufman, Abu- ;2011 McGahern ;2002‬‬                  ‫التمييز الطائفي بمصطلحات خاصة بالجنس مثل‬
       ‫‪ ;2012 Baker, and Saar‬منصور ‪;2012‬‬              ‫“الجنس المحتجب وغير المرئي”‪“ .‬رجل” (سموحة‬
                                                       ‫وبيريتز ‪ )451 ،1982‬و”الرجل الغريب” (مجدال‬
     ‫كركبي‪ -‬صباح ‪2017‬؛ شاهار ‪2017‬؛ شرابي‬                 ‫وكيمرلينغ ‪ .)173 ،2001‬وبالمثل‪ ،‬فإن التسمية‬
‫‪ .)2018‬وعلى هذا النحو‪ ،‬يمكن القول إنهم يتمتعون‬            ‫العامة “العرب” أو “الفلسطينيين” في كثير من‬
                                                           ‫الأحيان تتصور دون نقد العرب الفلسطينيين‬
   ‫بأعلى مكانة اجتماعية بين الأقليات غير اليهودية‬     ‫المسلمين على أنهم قابلون للتبادل وممثلون للأقلية‬
  ‫في إسرائيل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن إدخال قانون الأحوال‬          ‫العرقية القومية بأكملها‪ ،‬بينما تعمل على تسطيح‬
  ‫الشخصية في الحسابات التحليلية يقلب هذا الفهم‬         ‫الوضع المعقد للفلسطينيين المسيحيين (على سبيل‬
                                                         ‫المثال‪Shachar ;1998 Savaya and Cohen ،‬‬
      ‫التقليدي رأ ًسا على عقب ويكشف عن العوائق‬          ‫‪263 ،.)1999‬؛ هيرشل وشاشار ‪225 ،2005‬؛‬
 ‫القانونية غير المعالجة التي يتعرض لها المسيحيون‬          ‫ميلر ‪2013‬؛ أبو بكر ‪ .)2016‬في حين أن هناك‬

   ‫الفلسطينيون بشكل فريد بحكم انتمائهم الديني‬                ‫ندرة في البحوث الاجتماعية القانونية حول‬
    ‫داخل المجموعة‪ .‬وباعتبارها تابعة داخل الأقلية‬      ‫المجتمع المسيحي العربي الفلسطيني (للاستثناءات‬

      ‫الفرعية‪ ،‬فإن النساء الفلسطينيات المسيحيات‬           ‫النادرة‪ ،‬انظر ‪;2002 Tsimhoni ;1998 Saar‬‬
 ‫يجسدن المواطنة المحفوفة بالمخاطر والحدود‪ ،‬حيث‬        ‫‪McGahern ;2018 ,2007a ,2006 Karayanni‬‬
‫إنهن عالقات في تقاطع مفرغ بين التهميش المتداخل‬
                                                       ‫‪ ;2012 Mack ;2011‬منصور ‪ )2012‬وعن المرأة‬
    ‫المتعدد‪ :‬كمواطنات فلسطينيات في دولة يهودية‪،‬‬             ‫الفلسطينية المسلمة (على سبيل المثال‪ ،‬حسن‬
   ‫كنساء في مجتمع أبوي ذكوري إسرائيلي عربي‪،‬‬
 ‫وكمسيحيين في مجتمعهم الفلسطيني الذي يهيمن‬            ‫‪2002‬؛ أبو ربيعة ‪2011‬؛ ‪،)2012 ,2011 Kozma‬‬
                                                        ‫فإن البحث حول النساء الفلسطينيات المسيحيات‬
                                 ‫عليه المسلمون‪.‬‬         ‫يكاد يكون ضعي ًفا تما ًما‪ .‬نحن نعرف فقط عملين‬
                                                           ‫يتعاملان مع المرأة الفلسطينية المسيحية كفئة‬
  ‫نظام الأحوال الشخصية الإسرائيلي‬                         ‫تحليلية ذات صلة ومتميزة عن المجتمع العربي‬
                                                         ‫الفلسطيني الأكبر‪ .‬أحدهما عبارة عن تقرير غير‬
 ‫مخطط لقضايا المواطنة المتمايزة المتعلقة بالشؤون‬            ‫أكاديمي نشرته إحدى منظمات حقوق المرأة‬
    ‫العائلية للمسيحيين في إسرائيل ‪-‬كما هو الحال‬        ‫(بطشون ‪ ،)2012‬والآخر عبارة عن ورقة موقف‬
        ‫بالنسبة للطوائف العرقية الدينية الأخرى‪-‬‬          ‫باللغة العربية (شلهوب‪-‬كيفوركيان وخشيبون‬
   ‫يحكمها نظام الأحوال الشخصية‪ :‬ترتيب قانوني‬
      ‫مؤسسي يضفي على المحاكم الدينية الطائفية‬         ‫‪ .)2015‬ويتناول كلاهما تجارب النساء المسيحيات‬
    ‫ح َّقها‪ .‬الولاية القضائية في الأسرة شؤون أفراد‬                     ‫كمتقاضيات في المحاكم الكنسية‪.‬‬

 ‫مجتمعهم (‪Sezgin ;2004 Halperin-Kaddari‬‬
     ‫‪,2006a Abou-Ramadan ;2010 ,2004‬‬

  ‫‪Zafran ;2016 ,2009 Yefet ;2008 ,2006b‬‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157