Page 149 - m
P. 149

‫‪147‬‬         ‫نون النسوة‬

‫عيدو شاهار‬  ‫كارين كارميت يفيت‬                      ‫الطلاق كمحور أساسي للنضالات المرتبطة بتشكيل‬
                                                    ‫المواطنة الإسرائيلية والهوية الفلسطينية المسيحية‪.‬‬
   ‫تتحدث روايات الطلاق للمسيحيين الفلسطينيين‬        ‫من ناحية أخرى‪ ،‬تشير دراسة الحالة الإسرائيلية‬
      ‫في إسرائيل عن تصورهم لمكانتهم في المجتمع‬     ‫إلى ظاهرة اجتماعية قانونية ناد ًرا ما تتم دراستها‪،‬‬
     ‫وتوقعاتهم من كليهما‪ .‬نحن نستخدم مصطلح‬           ‫نسميها «التحويل بالطلاق»‪ .‬نشير بهذا المصطلح‬
       ‫«الطلاق» بالمعنى الشامل الذي يشمل تجربة‬
       ‫الانهيارات الزوجية مثل الفسخ والانفصال‪.‬‬         ‫إلى حالة قانونية لا يجوز فيها لمعظم المواطنين‬
                                                       ‫الفلسطينيين المسيحيين الخروج من الزواج إلا‬
           ‫الكنيسة والدولة‬                             ‫على حساب الخروج من إيمانهم الطائفي‪ ،‬ومن‬
                                                        ‫ثم‪ ،‬التضحية بما يمكن أن يكون محور الهوية‬
  ‫بما أن النساء هن الطبقة العرقية الدينية الوحيدة‬       ‫التأسيسي في حياتهم وفي إحساسهم بالذات‪.‬‬
      ‫التي حرمت من حق الحل الرسمي‪ ،‬فقد فسر‬         ‫وبالنظر إلى أن الطريق الرئيس إلى الحرية الزوجية‬
    ‫مخبرونا الطلاق على أنه جهاز لترسيم الحدود‬          ‫هو من خلال التحول الديني‪ ،‬فإن المقال يسلط‬
                                                       ‫الضوء بالتالي على الطرق المثيرة للاهتمام التي‬
  ‫بين الداخلين والخارجين‪ ،‬جهاز يشير إلى من يتم‬        ‫يتورط بها الجنس والمواطنة والدين في الممارسة‬
   ‫تضمينه ومن يتم استبعاده من العضوية الكاملة‬           ‫المحيرة المتمثلة في التحويل بالطلاق‪ ،‬وهو أمر‬
    ‫والمتساوية في المجتمع الوطني‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬من‬    ‫مصاحب لأنظمة قانون الأسرة القائمة على الطائفية‬
    ‫خلال حرمان المسيحيين الفلسطينيين من الحق‬         ‫(يانسن ‪2004‬؛ محمود ‪2015 ،2012‬؛ مكداشي‬
 ‫في الطلاق‪ ،‬تنخرط الدولة في التمييز بين الجنسين‬       ‫‪ ;2014‬بانشيتي ‪ .)2016‬وبشكل أكثر وضو ًحا‪،‬‬
‫وتجرد النساء من المواطنة المتساوية‪ .‬وبهذا تنخرط‬
‫الدولة في التمييز العرقي والديني وتجرد المسيحيين‬          ‫تساهم دراسة الحالة الإسرائيلية في تفكيك‬
 ‫‪-‬ومعظمهم من الفلسطينيين‪ -‬من المواطنة الكاملة‪.‬‬      ‫الأبعاد السياسية الرئيسة للطلاق كموقع أساسي‬
                                                    ‫للتفاوض واستعادة المواطنة‪ .‬أو ًل‪ ،‬لم تكن روايات‬
                   ‫يتمحور المقال على النحو الآتي‪:‬‬   ‫النساء الفلسطينيات المسيحيات عن تفكك زواجهن‬
      ‫يطرح القسم الأول إشكالية وضع المسيحيين‬        ‫منطقية ببساطة عن طلاقهن من خلال استحضار‬

                                                       ‫عوامل مؤثرة أو أسباب تتمحور حول العلاقة‪،‬‬
                                                        ‫ولكن من خلال تصور التحرر الزيجي كعمل‬

                                                    ‫احتجاجي أنثوي يتحدى ويحول التسلسل الهرمي‬
                                                     ‫بين الجنسين إلى المساواة بين الجنسين‪ .‬وبذلك‪،‬‬
                                                        ‫سلَّطن الضوء على الوظيفة السياسية للخروج‬
                                                     ‫من الزواج باعتباره ح ًّقا مناه ًضا للتبعية يتحدى‬
                                                      ‫النظام الأبوي الخاص‪ ،‬وينبغي النظر إليه بشكل‬
                                                    ‫صحيح على أنه مقدمة للمشاركة الكاملة للمرأة في‬
                                                      ‫جميع مجالات الحياة‪ .‬وتماشيًا مع هذه الرؤية‪،‬‬
                                                       ‫يرى المقال أنه عندما تمنع الدولة الطلاق‪ ،‬فإنها‬

                                                    ‫تحدد أي ًضا شروط مواطنة المرأة وتقيدها وتخفف‬
                                                      ‫من وضعها المتساوي في المجتمع‪ .‬من خلال هذه‬
                                                      ‫العدسة‪ ،‬قد تكون عوائق الخروج التي لا تراعي‬
                                                     ‫النوع والجنس محايدة في الشكل ولكنها تمييزية‬
                                                      ‫على أساس الجندر أي النوع في الواقع‪ ،‬وبالتالي‬

                                                   ‫تشير إلى موقع تأسيسي للمواطنة الجندرية‪ .‬ثانيًا‪،‬‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154