Page 144 - m
P. 144
الكنيسة المسيحية في العصر
الروماني قبلت إجراءات القوانين
الرومانية المن ِّظمة للزواج وحتى بعد
أن صارت المسيحية ديانه رسمية
لها .فقد ظلت المصطلحات القانونية
القديمة مثل "عقد" مستمرة ومقبولة
في القوانين الكنسية .وهذا واضح
في كتابات الآباء الأوائل؛ فيقول
أثيناغوراس في احتجاجه خلال
القرن الثاني الميلادي" :كل واحد منا
هربرت لوكير يعتبر أن المرأة التي تزوجها بحسب
الثالث البابا الـ )2012 -1971( 117في قوانينكم ،هي خاصة له".
كتابه «شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية»
فقد دون هربرت لوكير في كتابه «كل نساء الكتاب
حيث ذكر قائ ًل« :على أن جميع المسيحيين المقدس» اقتبا ًسا لمتى هنري على خلق حواء ،هو
في العالم اختلفوا في موضوعات لاهوتية الأكثر تأثي ًرا ودلي ًل على المساواة بين آدم وحواء
حيث ذكر قائ ًل« :إذا كان الرجل هو الرأس ،فهي
وتفسيرية كثيرة ،واختلفوا في بعض التفصيلات
في موضوع الأحوال الشخصية نفسه .أما هذه (المرأة) التاج ،تاج لزوجها ،تاج الخليقة المنظورة.
النقطة بالذات (الزوجة الواحدة) ،فلم تكن في يوم كان الرجل ترا ًبا نقيًّا ولكن المرأة أكثر نقاء ،أكثر
من الأيام موضع خلاف .وإنما سلمت بها جميع بع ًدا عن تراب الأرض ..لقد خلقت المرأة من ضلع
المذاهب المسيحية ،وآمنت بها كركن ثابت بديهي من جنب آدم ،لم تؤخذ من رأسه لكي تتحكم فيه
من أركان الزواج المسيحي .فعلى أي شىء يدل ولا من قدميه ليدوس عليها بل من جنبه لتكون
هذا الإجماع ،الذي استمر بين هذه المذاهب كلها
طوال العشرين قر ًنا من بدء المسيحية حتى الآن؟ مساوية له ،تحت ذراعيه ليحميها ،وبالقرب
واضح أنه يدل على أن هذا الأمر هو عقيدة راسخة من قلبه ليحبها» .والخلاصة ..إن الله خلق آدام
ليست موضوع جدل من أحد .وشريعة «الزوجة واحد لحواء واحدة وساوى بينهما ،أي أن لكل
الواحدة» هذه :كما كان ُمسلَّ ًما بها لدي رجال
الدين ،كان ُمسل ًما بها أي ًضا لدي رجال القضاء. رجل زوجة واحدة .وهذا الأمر المسلَّم به عند
وكما ُعلِّ ْمت بها الكتب المسيحية ،كذلك وردت في جميع المسيحيين في جميع أنحاء العالم كله على
التشريعات التي أصدرتها الحكومة المسيحية في اختلاف مذاهبهم ،سواء كانوا ينتمون إلى الكنيسة
الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو البروتستانتية.
العالم أجمع». وهكذا ،تسود شريعة الزوجة الواحدة في كل بلدان
وتؤكد مصادر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العالم ،وهذا ما أكده المتنيح قداسة الأنبا شنودة
بصراحة على قانون شريعة الزوجة الواحدة حيث
ورد في كتاب «التمييز» ،وهو أحد أجزاء المخطوطة
رقم 145لاهوت المحفوظة بدير السريان بوادي