Page 145 - m
P. 145
143 نون النسوة
قوانينكم ،هي خاصة له» .وهذا يؤكد أن الكنيسة النطرون والتي تنص على أنه« :لا يجوز للمرء
ما دامت امرأته حية أن يتخذ عليها أخرى» .كما
لم ترفض قوانين الزواج التي كان يمارسها كل نصت لائحة الأحوال الشخصية التى أصدرها
الناس ،لكنها زادت عليه وكلَّلته بأن أدخلته إلى المجلس الملى العام سنة 1938في الفصل الثالث
«موانع الزواج الشرعية» على أنه «لا يجوز لأحد
ملكوت الله ليتح َّول إلى شركة ووحدة في المسيح الزوجين أن يتخذ زو ًجا ثانيًا مادام الزواج قائ ًما»
وبرجاء الحياة الأبدية في الدهر الآتي .وهذا (المادة ،)25وفي الفصل السادس من ذات اللائحة
الخاص ببطلان الزواج نصت المادة ( )41على أن
«التحويل» أو «الإكليل» أو «طقس سر الزيجة» هو كل عقد يقع مخال ًفا للمادة السابقة «يعتبر باط ًل
الذي ُيعطي الزواج المسيحي صفة السر الكنسي، ولو رضى به الزوجان أو أذن ولي القاصر،
مثله في هذا مثل باقي الأسرار الكنسية التي ُتح ِّول وللزوجين وكل ذى شأن حق الطعن فيه».
ما هو طبيعي ،والذي يؤول إلى الموت ،ليصير والخلاصة ..إن قانون شريعة الزوجـة الواحدة هو
ركن أساسي من أركـان الزواج المسيحي ،تؤمن به
أداة لحلول نعمة الروح القدس وتقديس البشر،
المذاهب المسيحية في جميع كنائس العالم.
وبالتالي يبقى إلى الأبد (مثل الماء في سر المعمودية،
شريعة الزوجة الواحدة وتأثيرها على
والزيت في سر الميرون ،والخبز والخمر في سر الأسرة والمجتمع
الإفخارستيا) .وهذا ما أكده القديس متى في الكنيسة المسيحية في العصر الروماني قبلت
َأ َبا ُه َوأُ َّم ُه ال َّر ُج ُل َأ ْج ِل ه َذا َي ْت ُر ُك إنجيله قائ ًلِ « :م ْن إجراءات القوانين الرومانية المن ِّظمة للزواج وحتى
َوا ِح ًدا» َج َس ًدا َو َي ُكو ُن الا ْث َنا ِن َو َي ْل َت ِص ُق ِبا ْم َر َأ ِت ِه،
(مت .)5 :19 بعد أن صارت المسيحية ديانه رسمية لها .فقد
ظلت المصطلحات القانونية القديمة مثل «عقد»
فالزواج المسيحي عبارة عن «سر» شأن مثال مستمرة ومقبولة في القوانين الكنسية .وهذا
واضح في كتابات الآباء الأوائل؛ فيقول أثيناغوراس
علاقة السيد المسيح بالكنيسة ،المثال الكامل في احتجاجه خلال القرن الثاني الميلادي« :كل
واحد منا يعتبر أن المرأة التي تزوجها بحسب
هو المسيح والكنيسة ،لذلك يقول معلمنا بولس
الرسول« :ه َذا ال ِّس ُّر َع ِظي ٌمَ ،ول ِكنَّنِي َأ َنا َأ ُقو ُل ِم ْن
َف ْل ُي ِح َّب َنُك ْ ُّحل ِو َواا ْ َل ِح ِ ٍدسيا ِْحم َر ََأو َات ْلُه َكنِهي َك َ َذسا ِةَ .ك َنَو ْفَأ َّمِاس ِهَأْ ،ن ُت َوُمَأ َّامال َأا ْْف َل َرْرا َأ ُدُة،
َف ْل َت َه ْب
َر ُج َل َها» (أفسس .)33 -32 :5ولذلك فإن الزواج
المسيحى هو صورة لأصل علاقة المسيح بالكنيسة،
َأ َوِ َأح ُّب ْوساَل َم ِن ََنسْفا َءَسُكُه ْمل َأَك َْمجالِ ََأها َ»ح َّ(بأ ا ْ َلف ِس5يُ :ح.)25 ال ِّر َجا ُل، « َأ ُّي َها
ا ْل َكنِي َس َة َأ ْي ًضا
لذلك فإن الأسرة نسميها «كنيسة البيت» ،وهذه
الكنيسة مكونة من
الزوج والزوجة
والأولاد وأصبحت
وحدة صغيرة،
ووصل التعبير
عند القديس يوحنا
ذهبي الفم أن يقول
«الأسرة أيقونة
الكنيسة» ،وكلمة
أيقونة تعني قداسة
وجمال وحضور،
وأصبحت الأسرة