Page 140 - m
P. 140
العـدد 60 138
ديسمبر ٢٠٢3 د.ماجد عزت إسرائيل
شريعة الزوجة الواحدة
وتأث ْير َها على الأسرة
المسيحية
أوسع رصد الجوانب الاجتماعية التي تميزت مهما يكن من اختلاف بين رجال الدين المسيحي
بها هذه الشريعة وآثارها المهمة على كافة جوانب
بشتى طوائفهم ومذاهبهم أو ال ُكتاب والمؤرخين
المجتمع. فيما بينهم عند الحديث عن موضوع شرعية
أو أسباب طلاق المرأة في المسيحية ،فإن هناك
مصادر التشريع في المسيحية
شبه إجماع في صفوف المتخصصين من رجال
للشريعة المسيحية مصدران هما« :التنزيل»، الدين والكتاب والمؤرخين المسيحيين على شريعة
ويتمثل فيما أوحى الله به لكتبة أسفار العهدين
(القديم «التوارة» -الجديد «الإنجيل») بنصوص الزوجة الواحدة في المسيحية؛ لأنها هي الدرع
الواقي للحفاظ على تماسك كيان الأسرة والمجتمع،
ثابتة لا فكاك منها لضرورة التقييد بما ورد
بها من أحكام .أما التقليد أو التسليم (أو الفقه)، وبالتالي السير قد ًما على إرشادات ومحددات
فيتمثل في مصادر أهمها التقليد ،وهو ما صدر عن لوضع ضوابط للحفاظ على وحدة المجتمعات؛
البشر في ظروف خاصة بهم ،وفي تقدير الحكماء بصرف النظر عن طبيعة هذه الضوابط سواء
منـهم حتــى في عصرهم .ويجرى عليها التغيير كانت مصادرها دينية أو اجتماعية ،المهم الوصول
بهذه المجتمعات لبر الأمان للحفاظ على استمرارها
بتغير الزمان والمكان ،وتنوع منابع التقليد إلى وسلامتها لتنميتها سياسيًّا واقتصاد ًّيا واجتماعيًّا.
تعاليم رسل السيد المسيح وتلاميذهم الرسوليين وتحاول هذه الورقة دراسة مصادر التشريع في
المسيحية ،والجذور التاريخية لشريعة الزوجة
واللاحقين لهؤلاء وأولئك ،وقرارات المجامع الواحدة ،وتأثيرها على الأسرة والمجتمع ،وفي إطار