Page 137 - m
P. 137
135 إبداع ومبدعون
القصة
ألف قد ًما فوق قدم ،أصالبهما ،أكاد حتى أشابه
رقصة مايكل جاكسون حين يتراءى لنا أنه يمشي
وهو لا يتحرك من مكانه ،إذ يرفع قد ًما ويعيدها
للوراء وكذلك يفعل بالأخرى .لم أكن أريد الفوز بل
الخسارة ،لا أريد أن أكون دي ًكا هنا ،سينتف ريشي
وأمنع من الصياح ،لا بل لن يكون لي صباح لأصيح
به! نعم أريد أن أكون الدجاجة فليطأني الديك أرحم
من ألا يكون لي صباح ،أتحايل لأخسر عسى صورته
تدوس قدمي وليكن هو الديك في هذه المهزلة.
هل أقفز فوقها؟ ماذا لو سقطت وح َّطت مؤخرتي
على وجهه ،حاشا وك َّل أن أفعلها :قلت لنفسي..
هل ح َّل الصيف فجأة؟ فأنا أتصبب عر ًقا ..ملعونة
هي العاصفة ،فعلت فعلتها وقلعت صورته من على
واجهة المدرسة وطارت بها ،لا؛ بل اللعنة على المطر
الذي أثقلها بمائه فسقطت واضطجعت أر ًضا ،لكن
لماذا في هذه الساحة؟ اللعنة على البيل الخرائي الذي
عادة لا أطيق حمله ..أنا كائن شتوي أص ًل ،أحب
الجو غائ ًما وأحب العتمة والسير تحت المطر ،والرياح
تشدني للخلف والبرد يضرب وجهي.
(ديك /دجاجة) وبيننا خمسة سنتيمترات ،لا محالة
سأدوس الصورة ،بالخطوة الأولى ستدوس قدمي
على تفاحة آدمه ،وسيقولون داست على تفاحة أدم
وعلى المعتقدات! ليس هذا باب الرعب بل حين أنزل
بسفل حذائي ،ليتني خرجت حافية ،على فمه -يا
ويلي ويا سواد ليلي كم من الكاميرات ستص ِّور
المشهد -وتدون أني أريد له أن يكتم أنفاسه ويخرس
-كأنهم نبشوا بداخلي ،-شعرت بكرة ثلج تتدحرج
على عمودي الفقري وتجعل أعصابي تتجمد.
من وراء صورته ومن العتمة خرجت قطة تسير
باتجاهي وعيناها تبرقان من شعاع ضوء البيل،
نظر ْت إل َّي وأقسم أنها غمزتني بعينها ،مشت على
الصورة تتبختر ووقفت عند قدمي ،انحنيت لأحملها
لكنها رفعت رأسها صوبي ،مالت بفمها وشواربها
أن اتبعيني ،ومالت عن الصورة فملت بحجتها عن
الصورة أي ًضا ،ومالت العيون من خلف النوافذ،
ومالت الأخبار وكتبت عن (المرأة الشجاعة التي
أنقذت قطة في يوم عاصف).