Page 141 - m
P. 141

‫‪139‬‬  ‫نون النسوة‬

      ‫لأن القواعد سلمت إلينا من أناس قديسين»‪.‬‬          ‫المسـكونية والمحليـة‪ ،‬دون أن تكـون واردة في‬
    ‫وهناك القوانين الكنسية وتتمثل في الدسقولية‬      ‫نصـوص الأسفار المقدسة‪ ،‬ولكن بشرط أن تكون‬
   ‫(‪ )Didascalia‬وهي نصوص تعليمية تفسيرية‬            ‫موافقة لروح الأسفار حتى يمكن القول بصحتها‪.‬‬
   ‫تمثل الفهم الصحيح طب ًقا لما فهمه تلاميذ السيد‬
     ‫المسيح وتعلموه منه مباشرة‪ ،‬وتقع في ثمانية‬        ‫وهكذا‪ ،‬إما أن تكون أراء الفقهاء بديلة لنصوص‬
   ‫وثلاثين فص ًل‪ ،‬وأي ًضا المجامع المسكونية‪ ،‬وهي‬   ‫تشريعية واردة في الكتاب المقدس (العهدين)‪ ،‬أو أن‬
      ‫المجامع التي انعقدت إبان وحدة الكنيسة على‬     ‫تحل محلها‪ ،‬فهذا أمر يرفضه عاقل حكيم؛ وهو ما‬
‫مستوى العالم التى شملت جميع الكنائس‪ ،‬وعددها‬         ‫أوقع الكنيسة في أنحاء عديدة من العالم في أخطاء‪،‬‬
    ‫ثلاث مجامع‪ ،‬وهناك المجمع الرابع (خلقيدونية‬     ‫ولأن هذه الآراء وإن اتفقت ظروف زمانها فقد ثبت‬
    ‫سنة‪451‬م) الذى رفضته الكنيسة القبطية ولم‬         ‫مجافاة بعضها لمنطق غيرها من العصور‪ ،‬وهو ما‬
  ‫تقبل مقرراته‪ .‬وهذه المجامع سنت قوانين وهى‪:‬‬        ‫باتت الجماهير مع بداية القرن الحادي والعشرين‬
  ‫مجمع نقية (‪325‬م) وسن (‪ 20‬قانو ًنا)‪ ،‬ومجمع‬
   ‫القسطنطينية سنة (‪381‬م) والذي حضره ‪150‬‬             ‫تطالب بتصحيحه حتى تظل على إيمانها متمسكة‬
  ‫أسق ًفا لمحاكمة «مقدونيوس» عدو الروح القدس‪،‬‬                                     ‫بعقائدها وتراثها‪.‬‬
  ‫وسن (‪ 7‬قوانين)‪ ،‬ومجمع أفسس سنة (‪431‬م)‬
 ‫وسن (‪ 8‬قوانين)‪ .‬وكذلك هناك المجامع المكانية أو‬      ‫وإن كان لا يجوز للبشر أن يستبدلوا بنص إلهي‬
 ‫الإقليمية وهي التي انعقدت في إقليم ما واقتصرت‬          ‫فك ًرا بشر ًّيا مهما كانت درجة قائله أو وظيفة‬
‫على أساقفة هذا الإقليم‪ ،‬ولكن قوانينها حازت قبو ًل‬       ‫مروجه‪ ،‬فلا شك أن من ُي َح ِّرم حلا ًل أو يحلل‬
 ‫واعترا ًفا من الكنيسة الجامعة‪ ،‬وجميعها‬
  ‫كان قبل عام (‪451‬م)‬                                  ‫حرا ًما هو مجرم في حق الله‪ ،‬فإن ما ُت َعا ِني منه‬
‫مثل مجمع أنقرة‬                                     ‫الكنيسة اليوم من متاعب جراء مخالفاتها لنصوص‬

                                                     ‫إلهية صريحة وملزمة‪ ،‬سطرته صحائف التاريخ‬
                                                         ‫على مر العصو‪ ،‬لكفيل بأن يسعى المصلحون‬
                                                          ‫لتصحيحه بشجاعة وصراحة ودون تردد‪،‬‬
                                                                      ‫متذكرون قول الكتاب المقدس‪:‬‬
                                                                           ‫« َو َت ْع ِر ُفو َن ا ْل َح َّق‪َ ،‬وا ْل َح ُّق‬
                                                                             ‫ُي َح ِّر ُر ُك ْم» (يو ‪.)32 :8‬‬
                                                                            ‫والخلاصة‪ ..‬إن مصادر‬
                                                                             ‫التشريع القبطي تتمثل‬
                                                                                   ‫فيما يلي‪ :‬الكتاب‬
                                                                                    ‫المقدس بعهديه‪،‬‬
                                                                                   ‫ثم هناك التقاليد‬
                                                                                        ‫أو الإجماع‬
                                                                                    ‫العام‪ ،‬وفي ذلك‬
                                                                                     ‫يقول القديس‬
                                                                                        ‫باسيليوس‬
                                                                                    ‫الكبير‪-‬من آباء‬
                                                                                      ‫القرن الرابع‬
                                                                                      ‫الميلادي‪ -‬في‬
                                                                                        ‫رسالته إلى‬
                                                                                       ‫ديودورس‪:‬‬
                                                                                    ‫«إن عاداتنا لها‬
                                                                                      ‫قوة القانون‪،‬‬
   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146