Page 146 - m
P. 146

‫العـدد ‪60‬‬   ‫‪144‬‬

                                                         ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

    ‫وأي ًضا من خلالها يشارك الأب والأم في تربية‬                                 ‫تمثل هذه المعاني بالنسبة‬
  ‫الأبناء على أن يساعدوا أبناءهم أن يسكن المسيح‬                                   ‫للكنيسة‪ .‬وما يحدث في‬
‫في قلوبهم‪ ،‬وربطهم بالقيم السليمة‪ُ « ،‬كو ُنوا ِر َجا ًل‪.‬‬
                                                                               ‫الكنيسة يحدث في الأسرة‪،‬‬
     ‫َت َق َّو ْوا» (‪١‬كو ‪ .)١٣ :١٦‬وكذلك تؤمن الكنائس‬                             ‫لذلك لا بد أن يرتبط سر‬
   ‫المسيحية بأن الأسرة هي نواة المجتمع وأساس‬                                    ‫الزيجة بالقداس‪ ،‬مفروض‬
                                                                                      ‫أن يتم قبل القداس‬
      ‫تكوين المجتمعات الصالحة وتطورها‪ .‬ولذلك‬                                          ‫لكي تكون الصورة‬
    ‫ترسخ الكنيسة لدى أبنائها ضرورة وقوة هذا‬                                             ‫موجودة والأصل‬
‫التكوين منذ نعومة أظفارهم فتخصص لهم دورات‬                                             ‫موجود‪ ،‬ويتزوجان‬
  ‫ودرو ًسا للمقبلين على الزواج والتأهيل فى الحياة‬                                       ‫قبل تقديم الحمل‬
    ‫حتى تتمكن من تأسيس أسرة قوية تساهم فى‬                                           ‫لكي يكون العروسان‬
    ‫خدمة المجتمع وتكوين أجيال مؤثرة تساهم فى‬                                        ‫قربا ًنا لله‪ ،‬لذلك نقول‬
                                                                                       ‫على الأسرة كنيسة‬
       ‫تعمير الأرض كما أمر الله بالكتب المقدسة‪.‬‬                                          ‫صغيرة وكنيسة‬
       ‫والخلاصة‪ ..‬إن شريعة الزوجة الواحدة في‬                                                ‫الح ِّي كنيسة‬
    ‫المسيحية تعد نواة لتكوين أسر شبه نموذجية‪،‬‬                                               ‫كبيرة‪ ،‬وكان‬
  ‫تساهم في تكوين المجتمعات واستمرارها‪ ،‬بتلقين‬                                               ‫معلمنا بولس‬
‫أبنائها التعاليم والقيم الحميدة‪ ،‬وأي ًضا المساهمة في‬                                       ‫الرسول يقول‬
 ‫نهضة المجتمع وتحقيق قيمه الاجتماعية السليمة‪،‬‬                                             ‫لتلميذه فليمون‬

            ‫وكذلك نهضته الاقتصادية‪ ،‬والثقافية‬                      ‫سلامي «إِ َل ا ْل َكنِي َس ِة الَّتِي ِف َب ْيتِ َك» (فل‬
                                                                                                  ‫‪.)2 :1‬‬

                                                              ‫والحقيقة الواضحة من هذا التعليم أن الزواج‬
                                                           ‫المسيحي أي شريعة الزوجة الواحدة زواج أبد ٌّي‬
                                                           ‫وليس أرضيًّا‪ .‬فالوحدة بين الزوج والزوجة هي‬
                                                            ‫هدف بح ِّد ذاته‪ .‬إنه اتحاد أبدي بين شخصيتين‬

                                                              ‫خالدتين ك ٍّل منهما ذات إرادة ُح َّرة‪ ،‬فلا يمكن‬
                                                          ‫كسره بسبب اهتمامات العهد القديم مثل الإنجاب‬
                                                         ‫ولا حتى بعدم استمرار الحياة (كما في عادة زواج‬

                                                             ‫أرملة الأخ)‪ .‬وقد ذكر قداسة البابا تواضروس‬
                                                          ‫الثاني ‪-‬بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحالي‬
                                                         ‫منذ نوفمبر‪ -2012‬خمس مجالات للاتحاد الزيجي‬
                                                            ‫وهي‪ :‬الاتحاد الفكري‪ ،‬الاتحاد العاطفي‪ ،‬الاتحاد‬

                                                            ‫الروحي‪ ،‬الاتحاد الاجتماعي‪ ،‬الاتحاد الجسدي‪،‬‬
                                                             ‫وجميعها أساس لشريعة الزوجة الواحدة‪ .‬ح ًّقا‬
                                                            ‫هذه الشريعة تركت تأثيرها على تكوين الأسرة‬
                                                         ‫المسيحية من حيث ترابطها وتماسكها واستقرارها‪،‬‬
                                                             ‫وفي ظلها ارتفع معها شأن المرأة نتيجة اهتمام‬
                                                           ‫الأسر بتربية ونشأة أبنائها وتعليمهم العديد من‬
                                                             ‫اللغات والعلوم الحديثة التي تسود المجتمعات‪.‬‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151