Page 148 - m
P. 148

‫العـدد ‪60‬‬   ‫‪146‬‬

                                                     ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

     ‫مجتمع هرمي (‪ ،)2 ,1991 Shklar‬وكذلك إلى‬           ‫والأنثروبولوجيا إلى علم النفس والعمل الاجتماعي‬
  ‫“المواطنة بمثابة حقوق”‪ ،‬والتي تدل على الحقوق‬        ‫والاقتصاد ودراسات النوع الاجتماعي واللاهوت‪.‬‬
   ‫الأساسية للعضوية الكاملة والمتساوية في النظام‬
‫السياسي (‪Marshall ;88-456 ,2000 Bosniak‬‬                   ‫لقد سعى موضوع مزدهر في أدب الطلاق إلى‬
                                                          ‫تفكيك الآليات والديناميات والأسباب الجذرية‬
                                        ‫‪.)1964‬‬         ‫لعملية التفكك الزوجي‪ ،‬بالإضافة إلى نتائجها‪ .‬لقد‬
      ‫من ثم فإننا نرى أنه ينبغي الاعتراف بقانون‬       ‫درس علماء الاجتماع الروابط المعقدة بين الأسباب‬
     ‫الطلاق باعتباره أداة رئيسة للدولة‪ ،‬وهي أداة‬      ‫المتصورة للطلاق والمتغيرات الهيكلية والاجتماعية‬
‫محلية وعامة في نفس الوقت‪ ،‬وشخصية وسياسية؛‬                 ‫والديموغرافية ومتغيرات مسار الحياة بما في‬
    ‫إنها طقوس خاصة للغاية‪ ،‬ولكنها أي ًضا تعكس‬         ‫ذلك العمر والعرق والطبقة وحالة المهاجرين وأداء‬
     ‫وتؤثر على حدود المواطنة‪ ،‬أي الهوية الجماعية‬       ‫الوالدين والانتماء الديني ومدة الزواج‪ .‬على الرغم‬
   ‫للفرد وشعوره بالانتماء‪ .‬من خلال القيام بذلك‪،‬‬         ‫من طبيعتها المتنوعة والغنية ومتعددة الأنسجة‪،‬‬
   ‫تتوافق المقالة وتنضم إلى سلسلة طويلة ومبجلة‬          ‫فإن هذه المجموعة الواسعة من الأبحاث متعددة‬
  ‫من البحث النسوي الذي فكك الانقسام بين العام‬            ‫التخصصات تشترك بشكل عام في فهم الطلاق‬
       ‫والخاص والدور الذي لعبه في تطبيع النظام‬           ‫باعتباره عم ًل فرد ًّيا‪ ،‬وإن كان مليئًا بالتداعيات‬
 ‫الاجتماعي القائم على النوع الاجتماعي‪ .‬لقد كشف‬          ‫الاجتماعية‪ ،‬والذي يكمن بشكل طبيعي في المجال‬
‫هذا الأدب النسوي بقوة عن المجال الذي تم تلطيفه‬          ‫المنزلي‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فقد افترضت معظم الدراسات‪،‬‬
   ‫على أنه محلي ليكون بوتقة التسلسل الهرمي بين‬        ‫دون انتقاد‪ ،‬الطبيعة «التخصصية» للطلاق‪ ،‬خاصة‬
      ‫الجنسين‪ ،‬حيث يمكن أن تسود القيم الأبوية‪،‬‬       ‫في عصر التشريعات الخالية من الأخطاء‪ ،‬والفردية‪،‬‬
    ‫والاعتداء الجنسي‪ ،‬والفوارق الطبقية في العمل‪،‬‬           ‫و»إلغاء إضفاء الطابع المؤسسي» على الزواج‬
‫وتأنيث الفقر (باتمان ‪1990 ،1980‬؛ يوفال ديفيس‬          ‫(شيرلين ‪ .)2004‬وبينما تسفر مثل هذه الأبحاث‬
      ‫وانتياس ‪1983‬؛ مولر) (أوكين ‪1989‬؛ يوفال‬               ‫عن رؤى مهمة حول ظاهرة الطلاق‪ ،‬فقد أدت‬
    ‫ديفيس ‪1991‬؛ ماكينون ‪ .)2012‬من خلال ربط‬             ‫أي ًضا إلى إهمال نسبي لمعناها السياسي وأسسها‬
     ‫مجالات البحث التي ناد ًرا ما يتم تحليلها جنبًا‬   ‫الأيديولوجية والبنيوية الأساسية‪ .‬تثير هذه المقالة‬
  ‫إلى جنب‪ ،‬يعتمد هذا المقال على تحقيق نوعي رائد‬          ‫إشكالية المنظور الأكاديمي السائد حول الطلاق‬
   ‫لقصص الطلاق للنساء الفلسطينيات المسيحيات‬           ‫من خلال تسليط الضوء على البعد غير المستكشف‬
   ‫في إسرائيل اللاتي يعشن في ظل نظام زواج غير‬             ‫للطلاق باعتباره قانو ًنا للتصديق على الجنسية‬
     ‫قابل للفسخ‪ .‬رغم أن نظام الأحوال الشخصية‬            ‫يقع مباشرة في المجال العام‪ .‬وهكذا‪ ،‬في حين أن‬
    ‫القائم على أساس النظام هو السائد في الولايات‬          ‫العلاقة بين الزواج والمواطنة ‪-‬وخاصة وظيفة‬
    ‫القضائية الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال‬         ‫قانون الزواج كآلية دولة لنحت الجسم السياسي‪-‬‬
‫أفريقيا وآسيا (‪ ،)2010 Hofri-Winogradow‬فإن‬
 ‫دراسة الحالة الإسرائيلية ذات قيمة خاصة لتحليل‬                ‫قد تم استكشافها ببعض العمق في الأدب‬
    ‫الدور غير المعترف به لقانون الطلاق في تحديد‬        ‫النسوي (على سبيل المثال‪;1998 Bredbenner ،‬‬
  ‫معالم المواطنة‪ .‬لسبب واحد‪ ،‬في حين أن مؤسسة‬
 ‫الطلاق هي واحدة من أهم أبعاد عدم المساواة بين‬           ‫‪Hacker ;2005 Volpp ;2000 ,1998 Cott‬‬
  ‫الجنسين والتسلسلات الهرمية العرقية والدينية‪،‬‬       ‫‪ ،).)2009‬ومؤخرا في الجنس تحلل أدبيات المواطنة‬
  ‫فإنها لا تزال قائمة‪ ،‬ولم تتم دراستها بشكل حاد‬
     ‫فيما يتعلق بالأقليات الدينية في إسرائيل‪ .‬ومن‬          ‫مطالبات الحقوق المتعلقة بزواج المثليين أي ًضا‬
‫اللافت للنظر أنه لم يكن هناك خط واحد من البحث‬            ‫(انظر ‪ 2017 Richardson‬للمراجعة)‪ ،‬فإننا لا‬
    ‫الاجتماعي القانوني الذي أدى إلى تفكيك قانون‬        ‫نزال نعرف القليل ج ًّدا عن العلاقات المتبادلة بين‬
                                                       ‫الطلاق والجنس ومفاهيم المواطنة‪ .‬لا نشير بكلمة‬
                                                         ‫«المواطنة» إلى الوضع الرسمي‪ ،‬بل إلى «المواطنة‬
                                                        ‫بمثابة مكانة»‪ ،‬أي إحساس الشخص بمكانته في‬
   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153