Page 143 - m
P. 143
141 نون النسوة
الإنجيل ،إذ لم يكن ممكنًا أن تشمل الأناجيل كل
شىء ،فأصبح التقليد له قوة القانون .ومثال ذلك
موضوع شريعة الزوجة الواحدة ،فنذكر على سبيل
المثال قوانين الزواج وطقس إتمامه والمحرمات التي
تعوقه مث ًل ،ليست كل القرابات المحرمة موجودة
في الكتاب المقدس ،ومع ذلك فهي كلها من الأمور
المسلم بها طب ًقا للتقاليد ،ليس في الكنيسة القبطية
فحسب ،وإنما في الكنائس المسيحية جمعاء.
الجذور التاريخية لشريعة الزوجة
الواحدة
ترجع الجذور التاريخية لشريعة الزوجة الواحدة
لبداية الخليقة ،حيث خلق الله الحيوانات أو ًل ،ثم
خلق آدم وحواء ،فيقول الكتاب المقدس َفـ» َخ َل َق الل ُه
الإِ ْن َسا َن َع َل ُصو َر ِت ِهَ .ع َل ُصو َر ِة اللهِ َخ َل َق ُهَ .ذ َك ًرا
(تكَ .)27 :1و َقا َل ال َّر ُّب الإِل ُهَ « :ل ْي َس ََوجأُ ْيِّن ًَدثاىَأ ْنَخ َلَي َقُك ُهو ْم َن»
آ َد ُم َو ْح َد ُهَ ،ف َأ ْص َن َع َل ُه ُم ِعينًا َن ِظي َر ُه»
آ َد َم ا َأل َّرْضُّبل َاا ِلعإِِهل ُهَو َمُلس ََأبا ًتَما َكاَعَنَ َهلا َ(ف َتناكَم:َ 2،ف َأ َ8خَ1ذ)َ .وا َف ِـح َ»د َأ ًةْو َقِم َ ْعن
َل ْح ًما»
(تك .)21 :2وهنا تذكر نبيلة توما «إن ما جاء عن
خلق الإنسان في الإصحاح الأول من سفر التكوين
«ذك ًرا وأنثى خلقهم» (تك )27 :1عبارة مختصرة
ودقيقة للغاية ُتظهر أن للبشرية أب واحد (آدم)
وأم واحدة (حواء) ،فالبشرية كلها مرتبطة م ًعا بدم
واحد ،وأي ًضا تؤكد العبارة تقديس سر الزيجة بين
الرجل والمرأة .فحكمة الله في وضعه هذا القانون
منذ بدء الخليقة ،حينما خلق حواء واحدة لأبينا
آدم .وهذا ما أكده بولس الرسول في رسالته الأولى
ا ْم َر َأ ُت ُه، َوا ِح ٍد قائ ًل« :لِ َي ُك ْن لِ ُك ِّل
.)2 َر ُجلُ َها» ( 1كو :7 إلى أهل كورنثوس
َو ْل َي ُك ْن لِ ُك ِّل َوا ِح َد ٍة
وقد خلق الله آدم (واحد) ،وحواء (واحدة)
ا«ل ََأو َْبرا َرَ َضكُ،ه ُمَو َأالْخل ُه ِضَو ُعَقاو ََلها َ،ل ُه َوْم َتََ :أسْثلَّ ِمُطُرواوا َعَوَال ْك ُث َ ُرس َوما ِك َواا ْل َْبملْ ُحأ ِروا
َو َع َل َط ْي ِر ال َّس َما ِء َو َع َل ُك ِّل َح َي َوا ٍن َي ِد ُّب َع َل
ال َأ ْر ِض» (تك .)28 :1ويتضح هنا أن البركة
متساوية تما ًما للذكر والأنثى بدون تميز ،بل هي
في الحقيقة بركة واحدة مقتسمة بينهما بالتساوي
ينالانها م ًعا طالما هما في ألفة أو في ا ِّتحاد (الزواج).