Page 184 - m
P. 184

‫العـدد ‪60‬‬                           ‫‪182‬‬

                                    ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬

    ‫موضو ًعا لفنان العود محمود‬                 ‫للدراسات القديمة(‪.)50‬‬         ‫في يناير ‪ ،1951‬تناولت خلاله‬
    ‫الحفني بعنوان «الموسيقي في‬          ‫فكان ذلك ُيعد أصدق ر ًّدا على‬        ‫نشأة الجامعة المصرية ودور‬
‫مصر»(‪ )53‬عرض فيه تطور حركة‬                                                ‫المشاركة المجتمعية في تأسيسها‪،‬‬
      ‫الموسيقي في مصر منذ عهد‬              ‫الدعاوي الكاذبة للاحتلال‬      ‫وتم تقسيم العدد إلى مجموعة من‬
  ‫الفراعنة وحتى العصر الحديث‪،‬‬         ‫البريطاني الذي كان ي َّدعي وف ًقا‬  ‫الملفات تناولت أهم أعلام الجامعة‬
     ‫وبعد ثورة ‪ 1952‬يستعرض‬                                                 ‫المصرية ومنهم على سبيل المثال‬
                                        ‫لقول السير الفرد جونس «أن‬
       ‫الكاتب طاهر الطناحي أهم‬      ‫التعليم العالي في مصر يعيق نجاح‬            ‫أحمد لطفي السيد باشا في‬
 ‫الأناشيد الوطنية ودورها في بث‬                                            ‫موضوع بعنوان «أبو الجامعة»‪،‬‬
                                     ‫الشبان في الأعمال التجارية لأنه‬
    ‫الحماس في نفوس المصريين‪،‬‬           ‫يضيع عدة أعوام من أعمارهم‬            ‫فض ًل عن ندوة «الهلال» التي‬
    ‫وكان على رأس الفنانين الذين‬                                                ‫طرحت قضية «هل نجحت‬
   ‫كان لأعمالهم دور بارز في هذا‬     ‫في درس علوم لا فائدة لهم منها‪،‬‬
   ‫المجال أعمال أم كلثوم الوطنية‬         ‫ومن أراد التجارة فينبغي له‬       ‫الجامعة في تحقيق أهدافها؟» من‬
‫وخاصة التي قام بكتابتها الشاعر‬          ‫أن يشرع بالعمل قبل انقضاء‬            ‫خلال استطلاع آراء عدد من‬

                 ‫أحمد رامى(‪.)54‬‬     ‫السنة السادسة عشرة من عمره‪،‬‬          ‫السياسيين والقائمين على شؤون‬
 ‫وفي مجال المسرح اهتمت الهلال‬        ‫وزد على ذلك أن تلامذة المدارس‬             ‫التعليم في مصر‪ ،‬بالإضافة‬
 ‫بالتأريخ للحركة الفنية في مصر‬
   ‫بكافة أشكالها وخاصة المسرح‬            ‫العالية قلَّما يهتمون بالمسائل‬      ‫إلى إحصاءات عن تطور أعداد‬
‫باعتباره أول الفنون التمثيلية التي‬      ‫العملية لانصراف أذهانهم إلى‬        ‫الملتحقين بالجامعة من الشباب‬
 ‫عرفتها مصر منذ أقدم العصور‪،‬‬           ‫الخيالات الفلسفية ونحوها(‪.)51‬‬     ‫والفتيات(‪ ،)48‬ويلاحظ ارتفاع عدد‬
                                     ‫وإلي جانب اهتمام الهلال بقضية‬         ‫الطالبات في الجامعة‪ ،‬فكان عدد‬
    ‫وفيما يخص الحركة الفنية في‬       ‫تعليم المرأة ومشاركتها في العمل‬     ‫الطالبات المصريات المستمعات في‬
‫العصر الحديث نجد الهلال تنشر‬           ‫والنشاط السياسي‪ ،‬أكدت على‬          ‫الجامعة المصرية عام ‪1910‬؛ ‪35‬‬
‫موضو ًعا بعنوان «المسرح في عهد‬        ‫أهمية الحضارة العربية وتراثها‬       ‫طالبة‪ ،‬ثم ارتفع بالتدريج في ظل‬
  ‫إسماعيل» يستعرض فيه المحرر‬         ‫من كافة الوجوه‪ ،‬فيكتب جرجي‬          ‫التأييد المجتمعي للتعليم الجامعي‬
                                    ‫زيدان عن فضل الحضارة العربية‬         ‫للمرأه حتى من المعارضين لفكرة‬
  ‫ازدهار الفن المسرحي في عصر‬          ‫على الحضارة الأوروبية‪ ،‬وتؤكد‬         ‫تحرر المرأة‪ ،‬فنجد جريدة اللواء‬
     ‫الخديوي إسماعيل واهتمامه‬                                               ‫الناطقة بلسان الحزب الوطني‬
     ‫بحضور العروض المسرحيه‬               ‫الهلال في أكثر من موضوع‬
                                      ‫على أهمية اللغة العربية وآدابها‪،‬‬        ‫تؤيد تعليم المرأه في الجامعة‬
 ‫وقيامه بافتتاح المسرح الكوميدي‬        ‫وخاصة بعد دعاوي استبدالها‬          ‫حتى تقوم بتربية أولادها وتدبر‬
‫في عام ‪ 1869‬في الأزبكية وأحضر‬                                              ‫شؤون منزلها بشكل أفضل(‪،)49‬‬
                                        ‫بالعامية كما حدث في التجربة‬
       ‫له ممثلين من أوروبا‪ ،‬ولما‬    ‫التركية عام ‪ ،1914‬وكذلك أفردت‬             ‫وفي عام ‪ 1933‬تخرجت أول‬
   ‫احتفل ببناء قناة السويس قام‬                                                  ‫دفعة من طالبات الجامعة‬
    ‫ببناء مسرح الأوبرا على غرار‬         ‫مساحات للمعارك الأدبية بين‬
     ‫دار الأوبرا الفرنسية‪ ،‬والذي‬         ‫مفكري المجتمع مثل الرافعي‬        ‫المصرية وكانت مكونة من نعيمة‬
    ‫قام بتصميمه وإنشائه درانت‬       ‫وسلامة موسى والعقاد ومحمود‬           ‫الأيوبي من كلية الحقوق‪ ،‬وسهير‬

     ‫باشا‪ ،‬وقيامه باستقدام فرق‬               ‫عزمي وزكي مبارك(‪.)52‬‬          ‫القلماوي وفاطمة سالم وفاطمة‬
    ‫مسرحية من الدول الأوروبية‬                                 ‫الفن‪:‬‬      ‫خليل من كلية الآداب‪ ،‬ولم يقتصر‬
‫وترحيبة بالفرق المسرحية القادمة‬                                           ‫الأمر على ذلك بل إن كلية الآداب‬
    ‫من الشام(‪ ،)55‬ولتأريخ نشاط‬           ‫حظي الفن بمختلف توجهاته‬
 ‫المسرح المصري منذ مطلع القرن‬             ‫وأشكاله باهتمامات الهلال‬         ‫ضمت ثلاثة منهن نواة لأعضاء‬
 ‫العشرين تنشر الهلال موضو ًعا‬                                               ‫هيئة التدريس بها وهن سهير‬
                                        ‫ومناقشة مختلف الموضوعات‬           ‫القلماوي في اللغة العربية ودرية‬
                                       ‫الفنية وتسليط الضوء على أهم‬         ‫فهمي للإنجليزية وفاطمة سالم‬
                                     ‫القائمين على الحركة الفنية‪ ،‬ففي‬
                                       ‫مجال الموسيقي نشرت الهلال‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189