Page 180 - m
P. 180

‫اللورد كرومر‬        ‫نشرت الهلال العديد من الموضوعات‬
                                       ‫الثقافية والاجتماعية‪ ،‬وأصدرت أعدا ًدا‬
    ‫ولا أدل على ذلك من استمرار‬     ‫خاصة في مناسبات مختلفة مثل "المرأة"‬
‫الهبوط في مستوي الدخل القومي‬
                                           ‫في نوفمبر ‪ ،1934‬و"المتنبى" في‬
     ‫للفرد من ‪ 9.6‬جنيه في العام‬        ‫أغسطس ‪" ،1935‬الفن والجمال" في‬
  ‫خلال الفترة من ‪1939 -1935‬‬            ‫نوفمبر من عام ‪ 1935‬أي ًضا‪" ،‬الشباب"‬

      ‫إلى ‪ 9.4‬جنيه خلال الحرب‬            ‫في أبريل من عام ‪ ،1936‬كما أصبح‬
‫العالمية الثانية على أساس الأسعار‬       ‫الهلال سجًّل لكتاب وشعراء الوطن‬
                                   ‫العربي‪ ،‬فخلال تاريخه الطويل كتب فيه‬
 ‫الثابتة أي الأسعار الحقيقية‪ ،‬مع‬       ‫أدباء ومثقفون من كل أنحاء الوطن‬
  ‫استبعاد عامل الارتفاع الملحوظ‬
   ‫في الأسعار‪ ،‬وبتدقيق النظر في‬                                          ‫العربي‪.‬‬

      ‫كيفية توزيع الدخل القومي‬         ‫المصرية في ‪ 23‬يوليو ‪1952‬‬        ‫هى‪( :‬مراقبة الحكومة‪ ،‬تشريع‬
‫لوجدنا ‪ %61‬من هذا الدخل يذهب‬       ‫يكتب عضو مجلس قيادة الثورة‬         ‫القوانين‪ ،‬الإشراف على ميزانية‬
 ‫إلى الرأسمالية وكبار الملاك‪ ،‬فقد‬
                                         ‫آنذاك محمد أنور السادات‬                           ‫التعليم)‪.‬‬
     ‫تم تقدير الدخل القومي عام‬      ‫موضو ًعا بعنوان «كيف نجحت‬            ‫ومع انعقاد الدورة البرلمانية‬
  ‫‪ 1945‬بمبلغ ‪ 502‬مليون جنيه‪،‬‬          ‫الثورة؟» يوضح فيه الظروف‬           ‫العاشرة والأخيرة في فبراير‬
                                                                       ‫عام ‪ ،1950‬عقدت الهلال ندوة‬
      ‫ذهب منه ما يزيد على ‪308‬‬         ‫والملابسات التي ساعدت على‬       ‫في نادي الاتحاد الثقافي بعنوان‬
 ‫ملايين جنيه على شكل إيجارات‬          ‫نجاح حركة الضباط الأحرار‬             ‫«رسالة النائب كيف تؤدي‬
                                   ‫بداية من منتصف ليلة ‪ 23‬يوليو‬          ‫كاملة؟»‪ ،‬ضمت مجموعة من‬
    ‫وأرباح وفوائد‪ ،‬بينما متوسط‬         ‫وحتى إعلان بيان الثورة في‬       ‫السياسيين المصريين (محمود‬
    ‫أجر العامل الزراعي في العام‬                                          ‫عزمي وفكري أباظة ومحمد‬
    ‫لا يزيد عن أربعة عشر جني ًها‬              ‫السابعة صبا ًحا(‪.)25‬‬      ‫صلاح الدين)‪ ،‬وكان محورها‬
 ‫وفق احصائيات عام ‪ ،1950‬فإذا‬          ‫الهلال والمسألة الاقتصادية‬    ‫الأساسي واجبات النائب البرلماني‬
 ‫أخذنا في الاعتبار ارتفاع تكاليف‬                                          ‫تجاه التحديات التي تواجه‬
     ‫المعيشة لكان الأجر الحقيقي‬                     ‫والاجتماعية‪:‬‬     ‫المجتمع في أعقاب الحرب العالمية‬
 ‫للعامل الزراعي لا يتجاوز ثلاثة‬       ‫تفاقمت المسألة الاجتماعية في‬     ‫والأزمات السياسية التي كانت‬
‫جنيهات في العام‪ ،‬كما أن متوسط‬        ‫مصر منذ أواخر القرن التاسع‬     ‫تعصف بالبلاد في تلك المرحلة(‪.)24‬‬
                                    ‫عشر وخلال النصف الأول من‬            ‫ولتحليل أسباب نجاح الثورة‬
                                     ‫القرن العشرين بصورة كبيرة‬

                                        ‫نتيجة سوء توزيع الثروات‬
                                     ‫وغياب السياسات الاجتماعية‪،‬‬
   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185