Page 178 - m
P. 178

‫زيدان عام ‪ 1914‬تولي ولداه إميل‬                               ‫العـدد ‪60‬‬                          ‫‪176‬‬
   ‫وشكري زيدان الإدارة واتجها‬
   ‫إلى التوسع في إصداراتها التي‬                                            ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬      ‫الجيش البريطاني عام ‪1882‬‬
     ‫استطاعت أن تغطي مختلف‬                                                                  ‫وسيطرة الاحتلال البريطاني‬
     ‫مجالات الفكر والثقافة مثل‪:‬‬        ‫العربي عم ًرا‪ ،‬أصدرها جرجي‬                           ‫على كافة شؤون البلاد‪ ،‬فكان‬
   ‫(المصور عام ‪ ،1924‬كل شيء‬          ‫زيدان(‪ )12‬في سبتمبر عام ‪،1892‬‬                        ‫يجب أن يكون للوطنيين صوت‬
   ‫‪ ،1925‬الفكاهة ‪ ،1926‬الاثنين‬                                                           ‫للدفاع عن البلاد‪ ،‬وكان ذلك من‬
        ‫‪ ،1934‬الكواكب ‪،)1934‬‬             ‫بعد عمله بمجلة المقتطف في‬                        ‫خلال صحيفة «الأستاذ» للسيد‬
     ‫بالإضافة إلى إصدار الكتاب‬         ‫الإدارة وتحليل المجلة منذ عام‬
    ‫الشهري للهلال لمجموعة من‬                                                                  ‫عبد الله النديم التي زخرت‬
                                        ‫‪ ،1888‬ولكنه لم يستمر فيها‬                          ‫بالأشعار والأزجال الحماسية‬
 ‫الكتاب والأكاديميين حتى الوقت‬         ‫أكثر من عامين ليتفرغ للكتابة‬                     ‫للكفاح ضد الإنجليز حتى تم نفيه‬
                      ‫الحالى(‪.)16‬‬    ‫والتأليف وليقوم بإصدار كتابه‬                         ‫وغلق الصحيفة‪ ،‬ولحق بالشيخ‬
                                    ‫«تاريخ مصر الحديث»‪ ،‬وفي العام‬                        ‫محمد عبده والسيد جمال الدين‬
    ‫وقد نشرت الهلال العديد من‬           ‫التالي أصدر كتابه عن تاريخ‬                         ‫الأفغاني في باريس‪ ،‬وأصدروا‬
‫الموضوعات الثقافية والاجتماعية‪،‬‬      ‫الماسونية‪ ،‬وفي عام ‪ 1891‬أسس‬                         ‫صحيفة (العروة الوثقى) باللغة‬
                                      ‫مع نجيب متري ‪-‬مؤسس دار‬                             ‫العربية لتكون «جريدة سياسية‬
      ‫وأصدرت أعدا ًدا خاصة في‬        ‫المعارف‪ -‬مطبعة مشتركة‪ ،‬ولكن‬                            ‫أدبية تصدر كل يوم خميس»‬
    ‫مناسبات مختلفة مثل «المرأة»‬     ‫لم تستمر الشراكة طوي ًل ليستقل‬                         ‫على أن يتم إعدادها وطبعها في‬
  ‫في نوفمبر ‪ ،1934‬و»المتنبى» في‬     ‫بها جرجي زيدان ويقوم بإصدار‬                         ‫باريس؛ ثم يتم توزيعها في أرجاء‬
 ‫أغسطس ‪« ،1935‬الفن والجمال»‬            ‫دار المعارف عام ‪ ،1892‬وكان‬                          ‫العالم الإسلامي‪ ،‬وصدر العدد‬
 ‫في نوفمبر من عام ‪ 1935‬أي ًضا‪،‬‬         ‫يتولي أمورها بنفسه من إدارة‬                       ‫الأول منها في ‪ 13‬مارس ‪،1884‬‬
                                        ‫وتحرير ومكاتبات وغير ذلك‬                           ‫وكان الأفغاني مدير السياسة‬
      ‫«الشباب» في أبريل من عام‬       ‫من الشؤون والموضوعات الفنية‬                         ‫في الجريدة والشيخ محمد عبده‬
 ‫‪ ،1936‬كما أصبح الهلال سج ًّل‬         ‫والإدارية‪ ،‬وكان مقر صدورها‬
   ‫لكتاب وشعراء الوطن العربي‪،‬‬       ‫في مطبعة صغيرة بشارع الفجالة‬                                    ‫المحرر الأول لها(‪.)10‬‬
  ‫فخلال تاريخه الطويل كتب فيه‬          ‫بقلب القاهرة‪ ،‬وكان السبب في‬                         ‫واستمر صدور المجلات خلال‬
                                    ‫اختيار الاسم ليكون عنوا ًنا للدار‬                   ‫النصف الأول من القرن العشرين‬
     ‫أدباء ومثقفون من كل أنحاء‬       ‫والمجلة تيمنًا بـ»الهلال» وكذلك‬                     ‫وكان من أهمها الكشكول لحافظ‬
                 ‫الوطن العربي‪.‬‬                                                           ‫عوض‪ ،‬وصدر العدد الأول منها‬
                                         ‫تفاؤ ًل باستمرارها ونشأتها‬                         ‫في الرابع والعشرين من مايو‬
    ‫الهلال والقضايا السياسية‪:‬‬           ‫كالهلال الذي يتحول إلى قمر‬                       ‫عام ‪ ،1921‬ومجلة روز اليوسف‬
     ‫ساعد المناح السياسي وقت‬         ‫مكتمل يضيء الحياة الثقافية في‬                          ‫لفاطمة اليوسف في أبريل من‬
                                       ‫الوطن العربى(‪ ،)13‬ولأن الدولة‬                       ‫عام ‪ ،1924‬ثم مجلة (التمثيل)‬
   ‫صدور الهلال عام ‪ 1892‬تولي‬            ‫العثمانية كان رمزها الهلال‪،‬‬                     ‫عام ‪ ،1924‬وتوالى ظهور مجلات‬
 ‫الخديو عباس حلمي حكم مصر‬              ‫وكانت تصدر بصورة نصف‬                              ‫أخرى متعددة في تلك الفترة؛ من‬
                                       ‫شهرية‪ ،‬وبعد ثلاثة عشر عا ًما‬                         ‫أبرزها مجلة الفجر لصاحبها‬
    ‫وكانت لديه الرغبة في إحداث‬         ‫من صدورها‪ ،‬أصبحت تصدر‬                             ‫حسن الذو الفقار المحامى؛ الذي‬
     ‫تغيير للأوضاع القائمة على‬       ‫بشكل شهري‪ ،‬وما زالت تصدر‬                            ‫حدد شعارها في أنها «تنشر من‬
    ‫سيطرة الانجليز على مقدرات‬       ‫حتى اليوم‪ ،‬ورأس تحرير الهلال‬                           ‫الأدب أكمله‪ ،‬ومن الفن أجمله‪،‬‬
    ‫البلاد‪ ،‬فقام بإصدار عفو عن‬      ‫على مدار تاريخها أدباء ومثقفون‬
    ‫عبد الله النديم خطيب الثورة‬                                                              ‫ومن النقد البريء أعدله»(‪.)11‬‬
      ‫العرابية وسمح له بالعودة‬             ‫كبار‪ ،‬منهم إميل وشكري‬                         ‫ُتعد الهلال ‪-‬موضوع دراستنا‪-‬‬
   ‫لممارسة نشاطه ضد الإنجليز‪،‬‬          ‫زيدان(‪ ،)14‬وعلي أمين‪ ،‬وفكري‬                        ‫أطول المجلات الأدبية في الوطن‬
‫فكان المناخ العام جاه ًزا لاستقبال‬     ‫أباظة‪ ،‬وصالح جودت‪ ،‬وأمينة‬
‫مطبوعات الصحيفة صاحبة الفكر‬
                                          ‫السعيد(‪ ،)15‬وحسين مؤنس‬
                    ‫المستنير(‪.)17‬‬       ‫وغيرهم‪ ،‬وبعد رحيل جرجي‬
   173   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183