Page 181 - m
P. 181

‫تجديد الخطاب ‪1 7 9‬‬

‫طاهر الطناحي‬  ‫سهير القلماوي‬                        ‫رفاعة رافع الطهطاوي‬    ‫الأجر السنوي للعامل الصناعي لا‬
                                                                            ‫يزيد عن خمسة وثلاثين جني ًها‪،‬‬
‫مياه الشرب النظيفة ودعا للإكثار‬        ‫كان الضغط الأكبر على أقواتهم‬
    ‫من أمثلة هذا التعاون نظ ًرا لما‬       ‫وأرزاقهم‪ ،‬ودلل على هذا بما‬      ‫أي ثمانية جنيهات أجر حقيقي في‬
                                                                                          ‫العام الواحد(‪.)26‬‬
 ‫يحققه من نجاح مباشر وسريع‬            ‫حدث في السنة الثانية من الحرب‬
      ‫في التخفيف عن الفقراء(‪.)32‬‬     ‫العالمية الأولى عندما قامت سلطات‬       ‫وساهم الهلال في علاج مشكلة‬
          ‫الهلال وقضايا المرأة‪:‬‬                                             ‫الفقر‪ ،‬فنشرت الهلال محاضرة‬
                                        ‫الاحتلال البريطاني بالاستيلاء‬
 ‫لم تغب قضية الدفاع عن حقوق‬          ‫على القمح والفول وجميع الأقوات‬             ‫للدكتور حافظ عفيفي باشا‬
‫المرأة المصرية في مختلف النواحي‬      ‫الضرورية‪ ،‬مما سبب أزمة طاحنة‬         ‫بعنوان «مصر والتحرر من العوز‬
                                                                          ‫والفقر»‪ ،‬وضع فيها خطة متكاملة‬
    ‫عن فكر القائمين على الهلال‪،‬‬                 ‫في المواد التموينية(‪.)30‬‬
‫فعلي مستوى إدارة المجلة نجد أن‬          ‫أما الكاتب أحمد ذكي فقد رأى‬          ‫للقضاء على الفقر في مصر(‪،)27‬‬
                                         ‫في مقال بعنوان «الفقر داء عز‬      ‫وكانت مشاكل الصرف الصحي‬
   ‫المرأة وصلت إلى أعلى المناصب‬       ‫دواءه» أن الفقر آفة كل العصور‬         ‫من أبرز مشاكل الأحياء الفقيرة‬
   ‫الإدارية في الهلال عندما تولت‬       ‫ولا يمكن إنهاؤه بصورة كاملة‪،‬‬         ‫في العاصمة‪ ،‬ولمحاولة التخفيف‬
‫رئاسة مجلس إدارتها وتحريرها‬
                                            ‫إلا إنه يمكن تحقيق العدل‬           ‫من حدتها وضعت الحكومة‬
     ‫بكامل فروعها السيدة أمينة‬       ‫الاجتماعي الذي يحمي حق الفقير‬               ‫المصرية مشرو ًعا للصرف‬
‫السعيد وعلي المستوى الفني نجد‬                                                ‫الصحي في القاهرة عام ‪1915‬‬
 ‫أن الهلال تبنت الدفاع عن المرأه‬           ‫أو غير القادر في الحياة(‪.)31‬‬    ‫والذي تم في ذلك العام‪ ،‬فتناولت‬
 ‫من خلال الموضوعات المطروحة‬            ‫وقد أشاد الكاتب محمود عزمي‬              ‫الهلال هذا المشروع منذ عام‬
                                       ‫بالتعاون بين الحكومة ومختلف‬            ‫‪ ،1885‬وحتي تم تدشينه عام‬
                   ‫ومنها نذكر‪:‬‬
 ‫‪ -‬المشاركة في العمل العام‪ :‬ففي‬          ‫الهيئات الاجتماعية والقادرين‬                           ‫‪.)28(1915‬‬
 ‫أثناء وضع دستور ‪ ،1923‬تمت‬               ‫من الأفراد في إقامة المشاريع‬          ‫وبالإضافة إلى ذلك حرصت‬
                                       ‫الخاصة بتحسين أحوال الفقراء‬              ‫الهلال على التوعية بأسباب‬
     ‫مناقشة مدي أحقية المرأة في‬       ‫مثل المراكز الاجتماعية وتوصيل‬            ‫المشاكل الصحية منذ الأعداد‬
  ‫المشاركة في الانتخابات النيابية‬
                                                                                 ‫الأولى للمجلة وعلى رأسها‬
                                                                             ‫النظافة‪ ،‬ففي العدد الصادر في‬
                                                                            ‫أبريل عام ‪ 1907‬نجد موضو ًعا‬
                                                                           ‫للكاتب محمد جميل فهيم بعنوان‬

                                                                               ‫«النظافة»‪ ،‬يوضح فيه أهمية‬
                                                                               ‫النظافة لصحة الأبدان وأهم‬
                                                                                ‫الخطوات التي يجب اتباعها‬
                                                                             ‫لوجود مناخ صحي يحمي من‬
                                                                               ‫الأوبئة والأمراض التي ك ُثر‬
                                                                                ‫انتشارها في هذا الوقت(‪.)29‬‬
                                                                            ‫وفي ندوة مجلة الهلال بمناسبة‬
                                                                              ‫مرور ثلاثين عا ًما على الثورة‬
                                                                             ‫المصرية عام ‪ 1919‬رأى وهيب‬
                                                                           ‫بك دوس أن أكثر الفئات تضر ًرا‬
                                                                                ‫من الاحتلال البريطاني هم‬
                                                                             ‫العمال في الريف والمدن‪ ،‬حيث‬
   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186