Page 186 - m
P. 186

‫سيكون لها المكان الأول في عناية‬                               ‫العـدد ‪60‬‬                          ‫‪184‬‬
‫وزارة المعارف‪ ،‬وأن الأمية في عام‬
                                                                            ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫«أبو نظارة» التي كانت تقوم على‬
   ‫‪ 2000‬ستزول تما ًما‪ ،‬وأكد أن‬                                                              ‫السخرية من الأوضاع القائمة‬
  ‫ميزانية وزارة المعارف ستفوق‬                 ‫يعقوب صروف‬                                   ‫في البلاد آنذاك‪ ،‬فغضب الخديو‬
 ‫ميزانية وزارة الحربية والبحرية‬                                                               ‫من ذلك وأصدر قرا ًرا بنفيه‬
  ‫والطيران مجتمعة‪ ،‬وبخصوص‬              ‫‪ 2000‬ومنها نذكر‪ ،‬توقع أحمد‬                          ‫إلى الخارج‪ ،‬فاستكمل عمله من‬
                                       ‫عبد الوهاب باشا بأن «الكهرباء‬
     ‫الفن والثقافة ستكون مصر‬                                                             ‫باريس وأصدر مجلة «أبو نظارة‬
   ‫مرك ًزا لنهضة فنية عظيمة(‪.)66‬‬          ‫ستكون متوفرة لكل إنسان‪،‬‬                                            ‫زرقاء»(‪.)63‬‬
 ‫ومن خلال العرض السابق نجد‬               ‫فالقرية ستكون إذ ذاك أشبه‬
                                     ‫شيء بالضواحي‪ ،‬والراديو سيعم‬                                 ‫وقد شهدت العشرينيات‬
      ‫أن الصحافة بكافة أشكالها‬           ‫استعماله‪ ،‬وستنجح مصر في‬                               ‫من القرن العشرين انتشار‬
       ‫تمثل السجل الحي لتاريخ‬         ‫إنتاج الطائرات بكثرة‪ ،‬كما توقع‬                       ‫الكاريكاتير المصري في المجلات‬
      ‫الشعب المصري‪ ،‬من خلال‬              ‫الأستاذ محمد العشماوي بك‬                        ‫والصحف‪ ،‬وكانت الأمية السائدة‬
     ‫متابعة القضايا المستجده في‬        ‫السكرتير العام لوزارة المعارف‬                     ‫في ذلك الوقت قد نتج عنها تعظيم‬
‫الصحف اليومية‪ ،‬وتحليل مختلف‬              ‫‪-‬آنذاك‪ -‬أوضاع التعليم عام‬                       ‫قوة الصورة عن الكلمة وإعطائها‬
  ‫القضايا السياسية والاقتصادية‬         ‫‪ 2000‬فذكر أن ميزانية التعليم‬                          ‫الأسبقية في النقد الاجتماعي‬
                                        ‫في هذا الوقت ستكون أضعاف‬
         ‫والاجتماعية في المجلات‬        ‫ما هي عليه‪ ،‬وأن المدارس الفنية‬                                 ‫لمشاكل المجتمع(‪.)64‬‬
‫الأسبوعية أو الشهرية التي تمثل‬          ‫والصناعية والزراعية هي التي‬                        ‫وتأسي ًسا على ذلك‪ ،‬فقد اهتمت‬
 ‫عر ًضا أكثر تحلي ًل للقضايا نظ ًرا‬                                                         ‫الهلال بنشر مختارات من فن‬
‫للاستعانة بعدد أكبر من المحللين‪،‬‬
                                                                                            ‫الكاريكاتير المصري والعالمي‪،‬‬
       ‫ووجود مده زمنية متاحة‬                                                             ‫ومنها ما نشرته في العدد الصادر‬
  ‫للتحليل‪ ،‬وهذا ما نجده واض ًحا‬
  ‫على صفحات مجلة الهلال التي‬                                                                 ‫بتاريخ ‪ 1‬أغسطس ‪ 1947‬عن‬
    ‫كان على رأس رسالتها قضية‬                                                                ‫آثار الحرب العالمية الثانية على‬
 ‫التوعية‪ ،‬حتى بعد قرارات تأميم‬                                                              ‫السياسة الدولية وعلى الفقراء‬
   ‫الصحف المصرية في ‪ 24‬مايو‬
   ‫‪ 1960‬وانتقال ملكيتها للدولة‪،‬‬                                                                            ‫والمعدمين(‪.)65‬‬
‫فلم يغير من كفاءة وجودة عملها‪،‬‬                                                            ‫وفيما يتعلق بنظرة مجلة الهلال‬
‫وهذا ما نراه على صفحات الهلال‬
                                                                                             ‫إلى المستقبل‪ :‬نجدها تنشر في‬
              ‫حتى وقتنا الحالي‬                                                             ‫العدد الأول من السنة الأربعين‬

                                                                                               ‫استفتا ًء لطائفة من صفوة‬
                                                                                           ‫المفكرين في مصر عن توقعاتهم‬

                                                                                              ‫لتطور المجتمع المصري عام‬

                                                                   ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬وادي النيل‪ :‬جريدة علمية أدبية سياسية‪ ،‬كانت بمثابة الاتجاه الشعبي للصحافة في مقابل جريدة الوقائع المصرية‪،‬‬
   ‫قام بتأسيسها عبد الله أبو السعود‪ ،‬خريج مدرسة الألسن وأحد تلامذة رفاعة الطهطاوي ووصل لمنصب مدير قلم‬

‫الترجمة بعد وفاة رفاعة الطهطاوي‪ ،‬عبد اللطيف أحمد حمزة‪ ،‬الصحافة المصرية في مائة عام‪ ،‬دار القلم‪ ،‬القاهرة ‪،1969‬‬
                                                                                                      ‫ص‪.31‬‬

 ‫‪ -2‬الشيخ إبراهيم اليازجى‪ُ :‬ولد في ‪ ٢‬مارس سنة ‪ ١٨٤٧‬في بيروت‪ ،‬ونشأ فيها وتلقي مبادئ العلم على أبيه اليازجي‬
‫الكبير؛ جاء القاهرة وأنشأ وأصدر مجلة البيان سنة ‪ ،١٨٩٧‬وهي مجلة علمية أدبية صحية صناعية‪ ،‬وتوفي عام ‪،1906‬‬
‫جرجي زيدان‪ ،‬تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مؤسسة هنداوي‪ ،‬القاهرة ‪ ،2012‬ص‪.28‬‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191