Page 179 - m
P. 179
تجديد الخطاب 1 7 7
جرجي زيدان حافظ عفيفي باشا إميل زيدان وقد اهتمت الهلال منذ أعدادها
الأولي بالدفاع عن القضية
عام ،1923وحتى نهاية تجربة مواجهته للأزمة المالية ،ولقد كان
مصر الليبرالية كما يحلو للبعض الخديو يشكل المجلس بالتعيين، الوطنية ،فأيدت الثورة العرابية
ولكنه رأي أن يجعل المجلس وساندت زعمائها ،فأكد جرجي
تسميتها ،وبمختلف أشكالها. بالانتخاب لسببين :الأول كان زيدان في الهلال عام 1896على
نشرت الهلال فيما يتعلق كسب طبقة الملاك الزراعيين
أن أهم أسباب الثورة العرابية
بتطور الحياة النيابية في القرن وكبار التجار إلى جانبه ،والثانى: هي الظلم الواقع على الضباط
العشرين موضوع «دستور لكي يحقق لنفسه دعاية واسعة المصريين من الضباط الشراكسة،
المملكة المصرية» بتاريخ 1 في أوروبا ،تدعم موقفه من وأكد على عدالة مطالب الضباط في
البيوت المالية هناك( ،)20وقد تغير زيادة عدد ضباط الجيش وإقامة
مايو ،1923وفيه عرض لبنود مفهوم الحياة النيابية أواخر حكم دستوري قائم على العدالة
الدستور المصرى( ،)22وكانت قد حكم الخديوي اسماعيل ،نتيجة والنزاهة ،واستمر الهلال في دعمه
نشرت في نفس العام بتاريخ 1 لظهور الرأي العام المصري، للقضية الوطنية تحت لواء الزعيم
والذي تبلور في صورة معارضة
ديسمبر موضوع لكريم ثابت منظمة ضد الحكومة القائمة، مصطفي كامل(.)18
بعنوان «كيف صدر الدستور وحمل لواء المعارضة في هذه أما قضية التوعية ف ُتعد على
المصرى» ،ويروي تاريخ صدور الفترة رجال الفكر والثقافة رأس اهتمامات القائمين على
الدستور بداية من تشكيل لجنة والذين قاموا بإنشاء العديد من الهلال في كافة المجالات ،ومنها
التوعية السياسية ،لذلك نجدها
الثلاثين وحتى إصداره في الصحف والمجلات ذات التوجهات تطرح موضوعات تخص جوانب
أبريل من عام ،)23(1923كما المختلفة( ،)21واستمرت التجارب تعريفية تخص عناصر الحياة
نشر الهلال موضوع للكاتب النيابية المصرية بعد صدور السياسية ،ومنها نذكر موضوع
والمفكر الكبير أحمد أمين بعنوان الدستور المصري في أبريل من بعنوان «تاريخ الأحزاب السياسية
«الحياة النيابية» ،استعرض فيه من قديم الزمان إلى الآن» بتاريخ
الأمور الواجبة على البرلمان تجاه 1ديسمبر ،1907وفيه يوضح
المجتمع ،ولخصها في نقاط ثلاث الكاتب تاريخ الحياة الحزبية
في العصور القديمة ثم العصور
الإسلامية ومقومات الحياة
السياسية في كل عصر(.)19
الهلال والحياة النيابية في
مصر:
تأسس مجلس شوري النواب
المصري في نوفمبر من عام 1866
كنتيجة مباشرة للتناقض بين
مصالح الخديوية والرأسمالية
الأوروبية ،وكان دافع الخديوي
إسماعيل إليه هو رغبته في
الالتجاء إلى البرجوازية المصرية
ممثلة في كبار ملاك الأراضي
الزراعية والتجار ،لكي يدعموه في