Page 192 - m
P. 192
العـدد 60 190
ديسمبر ٢٠٢3 ظاهري وتم تطويره كنظام،
فوق آلية تواصل استدلالية
من الواضح أن هذا ليس دون إعطائها تعري ًفا دقي ًقا. ظاهرية (قائمة على القدرة
المكان المناسب لتسوية هذا إنهم يعتمدون على معناها الاجتماعية لقراءة العقل) من
النقاش (يتم توجيه القارئ العامي وعلى مفهوم غامض
إلى حد ما لنقل المعلومات، خلال إنشاء مجموعة من
المهتم إلى الصحف في ملوحين بالتعريف الكمي الاتفاقيات اللغوية.
،))2013 ,Stegmannلكن
للمعلومات الذي وضعه بمعنى آخر ،في حين أنها
هناك شيء واحد يستحق شانون وويفر (Shannon -من وجهة نظر النموذج
الإشارة إليه .بينما يستنكر .)and Weaverكما أشار
أورين ( ،)Owrenعادة ما الكودي للغة -مستمرة
أورين التأثير الضار على يكون هذا مصحو ًبا بفكرة مع جميع أنظمة الاتصال
أدب التواصل الحيواني أن نقل المعلومات يعتمد على الحيوانية الأخرى ،فإنها ،من
للنهج القائم على المعلومات وجهة النظر الظاهرية للغة،
(المستوحى من اللغة)، عملية تشفير (من جانب غير متصلة مع جميع أنظمة
ويمكن للمرء أن يأسف المرسل) وعملية فك تشفير الاتصال الحيوانية الأخرى.
بنفس القدر للتأثيرات على من الواضح أن الفرضيات
أدب تطور اللغة للنهج القائم (من جانب المتلقي) .إن ضد رؤية نموذج الكود للغة
على التواصل الحيواني ،ومع وجهة نظر الاتصال هذه كنظام اتصال قد تكون غير
ذلك ،ملوث بـ(خطأ) مفاهيم -باعتبارها نق ًل للمعلومات- فعالة ضد النظرة الظاهرية
هي التي تجعل الصدق أم ًرا للغة كنظام اتصال .وبالتالي،
اللغة الإنسانية. أساسيًّا في تطور أنظمة يجب فحص كلا الإطارين
أحد أفضل الأمثلة على النظريين ،وسنبدأ بالإطار
وجهة نظر تطور اللغة التي الاتصالات. الأكثر شيو ًعا ،أي نموذج
ترى أن اللغة مستمرة مع وقد افتتح كريبس ودوكينز
أنظمة الاتصال الحيواني، الشفرة (الكود).
بما يتماشى مع نموذج ( )1984خ ًّطا فكر ًّيا آخر، اللغة كنظام اتصال ضمن
الكود ،هو تفسير ميليكان حيث زعما أن أصل تطور
( )Millikanللغة وتطورها. نموذج الشفرة /الكود:
سأناقش بشكل رئيسي التواصل بين الحيوانات كما رأينا للتو ،في ظل
أحدث كتاب لها يتمحور يكمن في التلاعب ،وربط
حول اللغة (ميليكان، إرسال الإشارة (وحدة النموذج الكودي للتواصل،
أنظمة الاتصال الحيواني) تكون اللغة مستمرة مع
.)2005
بالاستجابة (من قبل أنظمة الاتصال الحيوانية،
تفسير ميليكان المتلقي) .كانت وجهة ومن المفيد هنا ،إجراء توغل
النظر هذه مؤثرة بالنسبة
ينتمي منهج ميليكان في للاتصال ،كما يتضح من قصير في أنظمة الاتصال
اللغة إلى البرنامج الفلسفي تعريف «ماينارد سميث» الحيواني.
المؤثر حاليًا والذي يهدف إلى و»هاربر» للإشارة:
«تطبيع» العقل ،فيما يتعلق «نحن نع ّرف «الإشارة» أنظمة الاتصالات
بكل من التمثيلات العقلية بأنها أي فعل أو بنية تغير الحيواني:
ونظيراتها التواصلية .وفي في سلوك الكائنات الحية
خطوة أصبحت كلاسيكية الأخرى ،والتي تطورت على الرغم من تأليف كتب
بسبب هذا التأثير ،وهي كاملة حول موضوع تطور
في مثل هذه البرامج، ف َّعالة لأن استجابة المتلقي قد التواصل عند الحيوانات ،إلا
تطورت أي ًضا». أن مؤلفيها غالبًا ما كانوا
يكتفون باستخدام الكلمة