Page 193 - m
P. 193

‫‪191‬‬         ‫حول العالم‬

‫جيري فودور‬  ‫بينيتيز‪-‬بوراكو‬   ‫آن سي‪ .‬ريبول‬                      ‫تهدف ميليكان إلى تأسيس‬
                                                              ‫استمرارية بين العلامات أو‬
‫ليس له معنى‪ ،‬وأن التواصل‬       ‫للتعريف‪ :‬فالحالات‪ ،‬حيث‬        ‫المعنى الطبيعي والعلامات أو‬
  ‫اللغوي هو مسألة تشفير‬             ‫يتعرف الجمهور على‬
   ‫وفك تشفير «في الواقع»‪.‬‬                                            ‫المعنى غير الطبيعي‪.‬‬
 ‫بعبارة أخرى‪ ،‬فإن ما يميز‬      ‫«المعنى» دون التعرف على‬           ‫إن التمييز بين شكل ما‬
                              ‫«القصد» الأساسي‪ ،‬ليست‬            ‫من أشكال الدلالة الطبيعية‬
 ‫العلامات أو المعنى الطبيعي‬     ‫حالات للمعنى‪ .‬بالإضافة‬           ‫(المعتمدة على الارتباطات‬
 ‫عن العلامات أو المعنى غير‬     ‫إلى ذلك‪ ،‬أصر جريس على‬          ‫التي ترتكز في أغلب الأحيان‬
  ‫الطبيعي هو الواقعية فقط‪،‬‬    ‫أنه على الرغم من أن المعنى‬     ‫على السببية) والدلالة اللغوية‬
                               ‫يمكن أن يكون تقليد ًّيا‪ ،‬إلا‬      ‫ليس جدي ًدا على الإطلاق‪،‬‬
    ‫وليس الإرادة‪ :‬العلامات‬   ‫أنه لا يجب أن يكون تقليد ًّيا‪.‬‬      ‫لكنه أُعطي أهمية قصوى‬
‫الطبيعية واقعية‪ ،‬والعلامات‬     ‫وبعبارة أخرى‪ ،‬من وجهة‬          ‫في تحليل جريس (‪Herbert‬‬
                              ‫نظر جريس‪ ،‬فإن التواصل‬            ‫‪ )Paul Grice‬الكلاسيكي‬
  ‫غير الطبيعية ليست كذلك‬     ‫اللغوي الطبيعي ليس مسألة‬            ‫للمعنى‪ ،‬والذي هو أي ًضا‬
‫(قد تكون الإشارات مخطئة‬        ‫تشفير وفك تشفير في حد‬             ‫الهدف الرئيسي لميليكان‪.‬‬
 ‫أو مخادعة)‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬                                   ‫كانت استراتيجية جريس هي‬
                                 ‫ذاته‪ ،‬بل يتعلق بالأحرى‬       ‫النظر إلى استخدامين للفعل‬
   ‫تمييز ميليكان بين المعنى‬  ‫بالتعرف على النية الأساسية‬          ‫الذي «يعني»‪ .‬ولذلك بدأ‬
 ‫الطبيعي وغير الطبيعي هو‬                                           ‫بمقارنة الأمثلة التالية‪:‬‬
                                              ‫للمتحدث‪.‬‬        ‫‪ -1‬هذه ال ُبقع تعني ( ُيقصد)‬
   ‫غير نفسي على الإطلاق‪.‬‬          ‫لقد كان تفسير جريس‬
   ‫يستخدم تفسير ميليكان‬         ‫للمعنى هو هدف ميليكان‬                          ‫الحصبة‪.‬‬
‫للمعنى بشكل مركزي فكرة‬          ‫طوال مسيرتها الفلسفية‪،‬‬           ‫‪ -2‬هذه الحلقات الثلاث‬
‫الوظيفة‪ ،‬المستعارة بوضوح‬      ‫حيث كان هدفها هو إظهار‬          ‫الموجودة على جرس الحافلة‬
  ‫من علم الأحياء التطوري‪.‬‬     ‫أن الجانب النفسي لجريس‬            ‫تعني ( ُيقصد) أن الحافلة‬
‫يقدم فكرة الوظيفة المناسبة‪،‬‬
                                                                                 ‫ممتلئة‪.‬‬
      ‫والتي هي في الأساس‬                                           ‫بمعنى آخر‪ ،‬لا يخضع‬
                                                              ‫المعنى للتحكم الإرادي فقط‪:‬‬
                                                                  ‫بالإضافة إلى ذلك‪ ،‬لدى‬

                                                                     ‫المتكلم نية مزدوجة‪:‬‬
                                                                 ‫‪ -‬النية الأساسية لإنتاج‬

                                                                   ‫تأثير معين في جمهور‬
                                                                             ‫المستمعين‪.‬‬

                                                                  ‫‪ -‬النية الفرعية لإحداث‬
                                                                    ‫ذلك التأثير من خلال‬

                                                               ‫إدراك الجمهور لنية المتكلم‬
                                                                              ‫الأساسية‪.‬‬

                                                              ‫لقد بذل جريس جه ًدا كبي ًرا‬
                                                                    ‫للتأكيد على أن القصد‬

                                                               ‫الأساسي أمر بالغ الأهمية‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198