Page 196 - m
P. 196

‫العـدد ‪60‬‬                             ‫‪194‬‬

                                ‫ديسمبر ‪٢٠٢3‬‬                           ‫هناك حاجة إلى وظيفة‬
                                                                   ‫عددية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لا يمكن‬
‫ركزت ميليكان على ظاهرتين‬         ‫صلة على الإطلاق‪ .‬اللانهاية‬      ‫للمرء أب ًدا ضم أو دمج عدد‬
    ‫براجماتيتين رئيسيتين‪،‬‬        ‫المنفصلة هي خاصية بنيوية‬       ‫كبير وغير محدود من الجمل‬
   ‫القوة التلفظية ومضامين‬                                       ‫في اللغة المنطوقة أو المكتوبة‪.‬‬
    ‫التنوع العددي‪ .‬بد ًءا من‬       ‫وليست سلوكية‪ .‬ومن ثم‪،‬‬        ‫«عدد كبير إلى ما لا نهاية من‬
                                ‫فإن محدودية الإنسان ليست‬          ‫الجمل» أو «الجمل الطويلة‬
‫الأول‪ ،‬اعتبا ًرا من عام ‪1984‬‬                                       ‫بلا حدود» هي خصائص‬
    ‫فصاع ًدا‪ ،‬كانت فرضيتها‬         ‫حجة ضد الإبداع اللغوي‪.‬‬
   ‫تعتمد بشكل أساسي على‬              ‫والأهم من ذلك‪ ،‬أن هذه‬                         ‫نظرية»‪.‬‬
                                                                ‫يبدو أن هذا يعتمد على سوء‬
 ‫الاقتران بين أشكال الجملة‬         ‫الحجة ليست إجابة لقلقنا‬       ‫فهم عميق لكل من اللانهاية‬
     ‫(الإيجاب‪ ،‬والاستفهام‪،‬‬        ‫بشأن غياب تاريخ ال ُجمل‪.‬‬
       ‫والأمر‪ ،‬وما إلى ذلك)‬     ‫على الرغم من أن كل إنسان‪،‬‬         ‫المنفصلة والتكرار‪ .‬ولرؤية‬
                                ‫كونه كائنًا محدو ًدا‪ ،‬لا يمكنه‬        ‫ذلك‪ ،‬من المفيد تشبيهه‬
‫وأفعال الكلام المقابلة‪ ،‬والتي‬
    ‫تغطي ك ًّل من المعلومات‬           ‫إنتاج عدد لا نهائي من‬        ‫بنظام آخر يوفر اللانهاية‬
                                   ‫ال ُجمل المختلفة بمحتويات‬    ‫المنفصلة‪​​،‬أي الرياضيات‪ .‬إن‬
‫والاستجابة‪ .‬لنترك الإجابات‬       ‫مختلفة‪ ،‬فإن الإبداع اللغوي‬     ‫القول بأنه نظ ًرا لأننا لا (ولا‬
     ‫جانبًا لمزيد من المناقشة‬                                    ‫نستطيع‪ ،‬ككائنات محدودة)‬
                                       ‫كخاصية بنيوية للغة‬        ‫إنتاج جمل طويلة لا نهائية‪،‬‬
‫لاح ًقا‪ ،‬فلنركز على المعلومات‪.‬‬      ‫يسمح لكل إنسان بإنتاج‬
‫إن اقتران «المعلومات» يكون‬          ‫جمل مختلفة عن كل تلك‬              ‫فإن اللانهاية المنفصلة‬
                                    ‫التي تم إنتاجها من قبل‪،‬‬       ‫والتكرار ليسا من السمات‬
    ‫بين شكل الجملة والفعل‬                                         ‫ذات الصلة باللغة‪ ،‬فهو على‬
‫التلفظي (أو القوة التلفظية)‪،‬‬          ‫بمحتويات مختلفة عن‬        ‫قدم المساواة مع القول بذلك‪،‬‬
‫وكما تعترف ميليكان نفسها‪:‬‬          ‫جميع تلك التي تم إنتاجها‬        ‫لأننا لا (ولا نستطيع) أن‬
 ‫«في كثير من الأحيان‪ ،‬يمكن‬         ‫قبل‪ .‬ولما كان الأمر كذلك‪،‬‬     ‫نعد إلى اللانهاية‪ ،‬واللانهاية‬
                                  ‫فإن حقيقة أن الجمل قد لا‬
    ‫ربط الكلام بقوى أدائية‬                                           ‫المنفصلة‪​​،‬والتكرار ليس‬
  ‫مختلفة على نطاق واسع»‪.‬‬            ‫يكون لها التاريخ اللازم‬          ‫من السمات ذات الصلة‬
                                   ‫لتعمل كإشارات في أزواج‬          ‫بالرياضيات‪ .‬أقل ما يقال‬
                 ‫انظر (‪:)3‬‬                                      ‫عنه أن هذه الفرضية محيرة‪.‬‬
   ‫(‪ )٣‬سيأتي بطرس غ ًدا‪.‬‬             ‫من معلومات الإشارة‪/‬‬              ‫يمكن القول إن التكرار‬
‫واعتما ًدا على الظروف‪ ،‬يمكن‬           ‫الاستجابة تظل مشكلة‬          ‫ضروري للعد إلى أي رقم‬
  ‫بالفعل تفسير ذلك على أنه‬         ‫مركزية‪ .‬وخلاصة القول‪،‬‬           ‫أكبر من واحد‪ ،‬تما ًما كما‬
     ‫وعد أو تهديد أو تحذير‬       ‫إن محدودية الإنسان ليست‬         ‫هو مطلوب لإنتاج أي جملة‬
     ‫أو تنبؤ‪ .‬يقترح ميليكان‬        ‫حجة ضد الإبداع اللغوي‬         ‫تحتوي على تضمين‪ .‬بمجرد‬
     ‫التغلب على هذه المشكلة‬         ‫وليست جوا ًبا على غياب‬       ‫حصولك على القدرة العددية‬
    ‫من خلال تعدد الوظائف‬             ‫التاريخ بالنسبة للجمل‪.‬‬        ‫ذات الصلة‪ ،‬سيكون لديك‬
‫(المناسبة)‪ .‬كما ذكرنا أعلاه‪،‬‬                                       ‫الإمكانية النظرية للعد إلى‬
 ‫فإن الوظيفة المناسبة للكيان‬            ‫هذه إذن هي المشكلة‬         ‫ما لا نهاية أو إنتاج جمل‬
‫ليست ما يفعله بالفعل‪ ،‬ولكن‬           ‫الرئيسية الأولى لنظرية‬     ‫طويلة لا نهائية‪ ،‬وسواء كنت‬
 ‫سبب استمراره عبر الزمن‪.‬‬          ‫ميليكان‪ ،‬ومن الواضح أنها‬      ‫تفعل ذلك أم لا‪ ،‬فهو غير ذي‬
   ‫وحتى لو لم تكن مرتبطة‬             ‫حجة نحوية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
   ‫دائ ًما بتلك الوظيفة بشكل‬     ‫هناك اعتراضات أخرى على‬
‫موثوق‪ ،‬فمن الكافي أن تكون‬         ‫اقتراحها وسننتقل الآن إلى‬
 ‫مرتبطة بها كثي ًرا‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
 ‫فإن وجود وظائف عرضية‬                            ‫المعلومات‪.‬‬
                                                ‫المعلومات‪:‬‬
                                      ‫فيما يتعلق بالمعلومات‪،‬‬
   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201